هل ينجح «ترامب» فى القضاء على المثلية؟

أميرة خواسك

أميرة خواسك

كاتب صحفي

أفلح الرئيس الأمريكي الجديد القديم دونالد ترامب إن صدق، فقد خرج مؤخرا في خطابه بفاعلية للمحافظين الشباب في فينيكس بولاية أريزونا، ليعد بأنّ أول قرار سيتخذه بمجرد توليه منصبه أنّه سيوقف على الفور «جنون التحول الجنسي»، وأنّه سيوقع على قرارات تنفيذية بإنهاء تشويه الأطفال جنسيا، وإخراج المتحولين جنسيا من الجيش الأمريكي، ومن المدارس الابتدائية والمتوسطة والثانوية، وسيتم منع الرجال من ممارسة الرياضات النسائية، وأنه سيقوم بكل هذا في أول يوم له عقب توليه مقاليد الحكم، وأنه في ظل إدارته ستكون السياسة الرسمية لحكومة الولايات المتحدة الأمريكية هي وجود جنسين فقط هما الذكر والأنثى.

الحقيقة أنّ هذه التصريحات غاية في الأهمية بعد الابتلاء الذي أصاب العالم واجتاحه فى السنوات الماضية التي انتشر فيها قهرا هذا الفسق والفجور، بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، بل وتم الضغط على الدول والشعوب لتقبله واعتباره أمر عادي، تروج له وتنشره عبر وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، بل سنت له القوانين وجرَّمت كل من يعارضه، دون التفات للفطرة البشرية أو الشرائع الدينية أو تقاليد الشعوب أو مشاعر الآباء والأمهات الذين لا يعرفون كيف يجيبون أولادهم على هذا الغثاء.

كانت مؤسسة جالوب الأمريكية قد أجرت استطلاعا للرأي، ونوهت بازدياد نسبة المثليين في الولايات المتحدة الأمريكية لتصل إلى 7.6%، ونبهت إلى أنّه إذا استمرت الزيادة الحالية فقد تصل النسبة إلى 10% من الأمريكيين، وهي نسبة مفزعة في دولة يبلغ تعدادها ما يقترب من 350 مليون نسمة.

أما في أوروبا فأجازت 15 دولة في الاتحاد الأوروبي من أصل 27، الاتحادات المدنية، وهي التسمية المخففة لزواج المثليين، وأصبح من الشائع الجهر، بل المبالغة في الإجهار، بهذا الداء القبيح.  

منذ فجر التاريخ وهذا الخلل موجود، وهناك البعض ممن ابتلى به لكنه متوارٍ فى الخفاء، ثم جاء القرآن الكريم ليجرمه ويستقبحه ويستفحشه ويستنكره، بعد أن جهر به قوم لوط حتى أهلكهم الله جميعا، وظل في طي الكتمان على مر العصور يوصم أصحابه ويجعلهم من المقبوحين في الدنيا والآخرة.

حتى ابتلى العالم بدعوات شاذة أخذت طريقها بتشجيع وتأييد من الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الأوروبية في خطوات مشبوهة تدفع الأمور دفعا نحو تقنينه والاعتراف به وجعله أمر عادي واقعي على الشعوب تقبله، بل وفرض العقوبات عليها في حالة الرفض، لتحرمها من تنظيم المسابقات العالمية والمؤتمرات والأنشطة ذات الطابع الدولي، وتجرأت عن طريق دسه في المناهج الدراسية في المدارس الدولية ووسائل الإعلام والأعمال الدرامية في السينما والتليفزيون والأدب والحفلات والمظاهرات التي ترفع أعلامهم حتى يستقر الأمر ويصبح مألوفا.

هناك دول عديدة وقفت أمام هذا الطوفان، وعلى رأسها روسيا وبعض الدول الإسلامية، وهناك دول استطاعت أن تواجهه بتقاليدها وأعرافها وقيمها، لكن الموجة كانت في ازدياد، وأصبحت ملايين الأسر لا تعرف كيف تواجه هذا الوباء القادم، وكنت أرى عن قرب فزع الأهالي مما يتعاطاه أبناؤهم في مدارسهم الأجنبية من مفاهيم شاذة، وإجبار الأهل على تقبل هذا الفكر وعدم مواجهته لما يترتب عليه من استبعاد الأبناء والتأثير على مسيرتهم التعليمية وتعرضهم لصدمة الخروج من مدارسهم.

فإذا ما جاء «ترامب» اليوم ليواجه بشجاعة هذا الوضع الشاذ والمريب، ويقطع دابره من البلد الذي خرج منه وشجعه ودعمه وفرضه فرضا على الشعوب، فمن المؤكد أنّه يستحق التحية والثناء، ودخول التاريخ المجيد، هذا إن استطاع بالفعل الوقوف أمام المحرك المجهول الذى يدعم هذا التوجه فى العالم، بعد أن فاض الكيل وعجزنا عن كيفية مواجهته وإيقاف انتشاره.