إلى روح الرئيس السادات!
لم يُنصف الرئيسَ الراحل السادات أحدٌ بقدر ما أنصفه قاتلوه.. الرجل الذى قُتل ظلماً وبغير حق.. أعاد اليه قاتلوه بعضاً من حقه.. وليس كله.. الشيخ كرم زهدى أبرزهم قال إنه كان «يستحق الشكر».. والدكتور ناجح إبراهيم قال إنه «خطأ كبير».. إنها شجاعة الكبار..
السادات هو أول رئيس يحقق انتصاراً مصرياً خالصاً فى العاشر من رمضان.. وأول من سمح للدعوة والدعاة بالخروج إلى النور بعد الظلمات! فامتلأت فى عهده المساجد.. وهو أمر لو تعلمون عظيم.. السادات أخذ قرار الحرب فى شهر رمضان تأسياً بأول نصر فى الإسلام؛ حيث بدر.. وإيماناً منه بأن النصر من عند الله.. وبالله..
والرئيس السادات هو الذى أوقف نزيف الحرب التى كانت تعيشها مصر على مدار أكثر من 30 عاماً مع إسرائيل بالسلام.. ليقف المصريون على أقدامهم ويقى المؤمنين شر القتال..
سلام أبرمه قائد منتصر ليُنهى عقوداً من الحرب والاستنزاف اللذين أنهكا الجسد المُضنى..
البطل الراحل كان يحمل فى عقله الكثير من المشروعات الكبيرة لسيناء بعد اتفاقية السلام.. ولعل إنشاءه نفق الشهيد أحمد حمدى الذى يربط سيناء بالوادى كممر تحت قناه السويس، الذى اعتبرته إسرائيل آنذاك أول خروقات المعاهدة، أكبر دليل على أنه كان يتجه إلى سيناء لتعميرها.. بل واتفق قبل موته مع وزير الإسكان، حسب الله الكفراوى، على إنشاء وزارة متخصصة لشئون سيناء.. لكن القدر أتى عليه!
إننى أُجزم بأن السادات أبرم اتفاقه مع إسرائيل بمنطق الهدنة واستراحة المُحارب.. لا بمنطق من سار بعده.. وبعد بعده! أبرمه لالتقاط الأنفاس التى بهرت ولهثت سنين عددا من الحرب والهزيمة!
هكذا فعل الرسول، صلى الله عليه وسلم، مع مكة فى صلح الحديبية عندما قَبِل بشروط رآها الصحابة «دنّية فى الدين».. لكن ملك الملوك أنصف قائد صلح الحديبية عندما أنزل على قلبه قرآنا يُتلى إلى يوم القيامة ويُتعبد بتلاوته قائلا عز وجل: «إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً».. إن اعتذار من قتل السادات ليس كافياً لأنى أعرف قتلة آخرين لم يعتذروا.. شاركوا فى قتل القائد المنتصر بالتواطؤ و«التوسيع عمدا».. سبق أن كتبت عنهم بضع كلمات قبل ثلاث سنوات فارتعدت فرائصهم وذهبوا إلى منزل المستشار عبدالغفار محمد، قاضى التحقيق فى قضيه اغتيال السادات، وداهموا منزله واعتقلوا نجله واستولوا على مذكراته.. أسرار «التوسيع» والصفقة التى عقدوها مع الرجل مقابل الصمت!.. المعلومات «موثقّة» لكنى ما زلت أنتظر «الظرف السياسى» الأمثل للكشف عنهم.. والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.