اقتصاد وعلوم سياسية بداية الأزمة بين تنسيق "الجامعات" والمكفوفين

اقتصاد وعلوم سياسية بداية الأزمة بين تنسيق "الجامعات" والمكفوفين
الالتحاق بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية.. هو حلم مريم عادل، الحاصلة على المركز الأول على مستوى مكفوفى جمهورية مصر العربية فى الثانوية العامة، بمدرسة الوفاء والأمل للمكفوفين فى النزهة، بعد سنوات من العناء والمذاكرة، التى سعت فيها إلى التغلب على كافة الصعوبات التى واجهتها فيما يتعلق بدروسها، فلم تقتصر على الكتب المطبوعة بطريقة «برايل»، حيث حرصت على الاستماع لكافة البرامج التعليمية، فضلاً عن طباعة الكتب والمذكرات المدونة بالطريقة العادية، ثم طباعتها بـ«برايل»، من خلال أحد المراكز المتخصصة.
تهدف الطالبة، الحاصلة على مجموع 397.5، إلى العمل بوزارة الخارجية وتمثيل مصر فى كافة المؤتمرات واللقاءات العالمية، مؤكدة أن فقدانها لبصرها لن يحول دون تحقيقها لحلمها، أو الشروط التى وضعتها وزارة التعليم العالى التى نصت على قبول المكفوفين فى كليات «الآداب ودار العلوم والألسن والحقوق والخدمة الاجتماعية»، والتى لم تكن «مريم» على دراية سابقة بتلك القواعد.
«محدش يقدر يمنعنى من دخول الكلية اللى عاوزاها طالما جايبة مجموعها».. بهذه الكلمات أبدت «مريم» لـ«الوطن»، رغبتها الشديدة فى دخول الاقتصاد والعلوم السياسية، حيث إن مجموعها يتجاوز الحد الأدنى للكلية، لافتة إلى أن أحد الطلاب المكفوفين تمكن من الالتحاق بها العام الماضى وكان حاصلاً على 97%، وهو ما يعنى إمكانية إتاحة الفرصة لها.
وقالت إنها فى حال منعها من دخول الكلية ستسعى بكل السبل من خلال وسائل الإعلام المختلفة، والذهاب إلى وزارة التعليم العالى، لتتمكن من الالتحاق بها، مضيفة: «ده حقى ومش هسكت عليه».
فيما أوضحت الدكتورة هالة السعيد، عميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن الكلية لا تمنع التحاق الطلاب المكفوفين بها مؤخراً، حيث يوجد بها بالفعل 3 طلاب، مشيرة إلى أن تلك الشروط يحددها مكتب التنسيق الإلكترونى.
بينما أكد الدكتور سمير شاهين، مسئول الاتصال بمعامل تنسيق جامعة القاهرة، أن الفيصل فى دخول الطلاب المكفوفين لكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، هو الكشف الطبى الذى تشكله كل جامعة من لجنة ثلاثية من أعضاء هيئة التدريس بكلية الطب بها لفحص الطلاب المكفوفين وتقديم تقارير طبية فى شأنهم وتوزيع من تنطبق عليه الشروط منهم على الكليات المعنية.