كاتب أمريكي: مرشحو الرئاسة الأمريكية يتنافسون في إظهار نفس المواقف

كاتب أمريكي: مرشحو الرئاسة الأمريكية يتنافسون في إظهار نفس المواقف
نشرت صحيفة "الشرق الأوسط" العربية مقالًا للكاتب جوناثان برنستين بعنوان "من يكره صفقة إيران أكثر.. بوش أم ووكر؟"، تناول فيه موقفي المرشحين المحتملين في الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي تجري في 2016، جيب بوش عن الحزب الديمقراطي، وسكوت ووكر في انتخابات داخلية لتمثيل الحزب الجمهوري.
وذكر الكاتب في مطلع مقاله أن الاثنين أعربا عن رفضهما للاتفاق النووي مع إيران، وتعهد كل منهما بالشروع في إنهائه، كلٌ حسب طريقته، فبوش قال إنه سوف يشرع في إبطال الاتفاقية منذ أول يوم له في الرئاسة، بينما ينوي ووكر إلغاء اتفاقية التسليح النووي، واتخاذ إجراء عدواني ضد إيران في يومه الأول.
وتطرق الكاتب إلى الآلية المتبعة في الحملات الانتخابية، حيث يحاول المرشحون التفوق على منافسيهم في المناظرات السياسية، ويبحث المرشح الذي يتبنى نفس مواقف منافسيه عن طريقة يظهر بها في هيئة مختلفة عن الآخرين.
ودلل الكاتب بمثال المرشحين الرئاسيين جاري هارت وولتر موندال عام 1984، عندما دخلا في عراك حول من منهم تعهد بنقل السفارة الأمريكية في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس، وتابع "وعلى نفس المنوال سوف نرى الكثير من الهراء في الانتخابات القادمة".
وكذلك ذكر برنستين مثال كريس كريستي، الذي يتنافس داخليًا على تمثيل الحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، حول استخدام ما أسماه "تكنيكا مختلفا" في محاولة لأن يبدو مختلفا عن باقي المرشحين، عندما حاول بتخبط أن يتودد للطلاب المنزليين بولاية أيوا بالحديث عن لقاحات مرض الحصبة. وأضاف "مع وجود أكثر من 10 مرشحين للحزب الجمهوري، فإن ضمان أصوات مجموعة صغيرة تحضر مؤتمرا حزبيا أو توجد في ولاية صغيرة يعتبر شيئا مهما".
وأوضح الكاتب "بصرف النظر عن وجهة نظرك في استراتيجية بوش أو ووكر أو كريستي، فكل تلك الاستراتيجيات تعتبر مهمة للحزب؛ حيث إن المرشحين ملزمون بتقديم وعود لجماعات الحزب الجمهوري. في الحقيقة، لم يكن الحديث عن اللقاحات للأطفال في المدارس خيارا موفقا، ولحسن الحظ جاءت بمثابة سقطة لكريستي لصالح من كان يحاول إثارة إعجابهم، بيد أن التملق للأطراف الفاعلة في الأحزاب هو ما يربط المرشحين بالأحزاب في عملية الترشح، ويعتبر ذلك أمرا مهما بالنسبة للديمقراطية في الولايات المتحدة".
وأكد الكاتب أن هذا النوع من السياسة يعد أفضل بكثير من "العدو عاريا" على امتداد شاطئ التيمس، عندما يبالغ المرشح في حديثه لجذب انتباه الإعلام، أو لإحراز تقدم على المدى القصير في استطلاع للرأي العام. في الغالب لن تكون للخسارة التي تنتج عن هذا التكنيك أي تأثيرات سلبية على الحزب على المدى البعيد، وكذلك لن تعود بالنفع على الحزب.
ورأي برنستين أن ووكر، وبوش، وماركو، وروبيو الأكثر حظا بين مرشحي الحزب الجمهوري، فهم ليسوا في حاجة للانتباه فيما يخص هذه النقطة، إلا أنهم في حاجة للدعم من الأطراف الفاعلة في الأحزاب. وتوقع الكاتب المزيد من المشاحنات بين المرشحين، حيث يسعى كل منهم إلى إثبات أنه الأصدق في دعمه لكل أطياف الحزب.