رغم عدد النجوم المذهل.. لماذا تكون السماء مظلمة ليلا؟

تتألق العديد من هذه النجوم بشكل مشرق، وربما أكثر سطوعًا من شمسنا، فلماذا لا تشتعل السماء ليلاً بالضوء؟،ووفقًا للموقع العلمي «scitechdaily» فإن هذا السؤال له اسم خاص في علم الفلك، وهو «مفارقة أولبرز».

بحسب بريان جاكسون، أستاذ علم الفلك، جامعة ولاية باوي، وأحد علماء الفلك المتخصص في النجوم والكواكب، فإن الإجابة تكمن في بعض الاعتقادات، على رأسهم الاحتمال الأول وهو إن النجوم بعيدة بشكل لا يصدق، موضحًا أن المسافة تجعل النجوم تبدو باهتة، فالنجم الذي يبعد 10 مرات يبدو أكثر قتامة 100 مرة، ولكن هذا التفسير لا يحل اللغز بشكل كامل. 

كم عدد النجوم الموجودة في السماء؟.. رقم لا يمكن تصديقه

وقبل وضع الاحتمالات التي تجيب عن السؤال، فإن السؤال الأبرز هو كم عدد النجوم الموجودة في السماء؟، ووفقًا للعلماء، ونقلًا عن الموقع العلمي العالمي، يقدر علماء الفلك أن هناك نحو 200 مليار تريليون نجم في الكون المرئي.

لماذا السماء مظلمة رغم وجود عدد كبير من النجوم؟

وضع العالم في أحد احتمالاته، أن الكون قديم جدًا لدرجة أن الضوء القادم من النجوم لم يكن لديه الوقت للوصول إلى الأرض، والاحتمال الثاني هو تصور وجود فقاعة كبيرة مع وجود الأرض في المركز، فإذا كان عرض الفقاعة نحو 10 سنوات ضوئية، فإنها ستحتوي على حوالي اثنتي عشرة نجمة، وعلى بعد عدة سنوات ضوئية، فإن العديد من تلك النجوم تبدو خافتة جدًا من الأرض، ولكن إذا واصلت توسيع الفقاعة إلى 1000 سنة ضوئية، ثم إلى مليون سنة ضوئية، ثم إلى مليار سنة ضوئية، فإن النجوم الأبعد في الفقاعة ستبدو أكثر خفوتا، ولكن سيكون هناك أيضًا المزيد والمزيد من النجوم داخل الفقاعة الأكبر فأكبر، وكلها تسام بالضوء.

ولكن رغم أن النجوم الأبعد تبدو أكثر قتامة، سيكون هناك الكثير منها، ويجب أن تبدو سماء الليل بأكملها مشرقة جدًا.

أما الاحتمال الثالث، هو عمر الكون، الذي يبلغ نحو 13 مليار سنة فقط، فعلى الرغم من أن هذا وقت طويل بشكل مدهش من الناحية البشرية، إلا أنه قصير من الناحية الفلكية، لذا فهو قصير بما يكفي لأن الضوء الصادر من النجوم الأبعد من نحو 13 مليار سنة ضوئية لم يصل إلى الأرض بعد. 

فوفقًا لما توصل له عالم الفلك، من وضع الاحتمالات العلمية، لا يوجد عدد كافٍ من النجوم في الفقاعة لملء كل خط رؤية، وبطبيعة الحال، إذا نظرت في بعض الاتجاهات في السماء، يمكنك رؤية النجوم، ولكن إذا نظرت إلى أجزاء أخرى من السماء، فلن تتمكن من رؤية أي نجوم، لأنه في تلك البقع المظلمة، تكون النجوم التي يمكن أن تحجب خط رؤيتك بعيدة للغاية، ولم يصل ضوؤها إلى الأرض بعد. 

ولأن المجرات تتحرك بعيدًا بسرعة كبيرة، فإن الضوء الصادر من نجومها يندفع إلى ألوان لا تستطيع العين البشرية رؤيتها، ويسمى هذا التأثير «تحول دوبلر» لذلك، حتى لو كان لديه ما يكفي من الوقت للوصول إليك، فإنك لا تزال غير قادر على رؤية الضوء من أبعد النجوم بعينيك، ولن تكون سماء الليل مضاءة بالكامل.