بعد اغتيال الجنرال الروسي.. خبراء يتوقعون رد موسكو على الهجوم الأوكراني (خاص)

بعد اغتيال الجنرال الروسي.. خبراء يتوقعون رد موسكو على الهجوم الأوكراني (خاص)
اغتال جهاز المخابرات الأوكراني جنرالًا روسيًا كبيرًا بعدما اتهمته بالمسؤولية عن استخدام أسلحة كيماوية ضد القوات الأوكرانية في موسكو، في أكبر عملية اغتيال من نوعها.
وكشفت لجنة التحقيق الروسية التي تحقق في الجرائم الخطيرة أن الفريق إيجور كيريلوف، الذي كان رئيس قوات الحماية النووية والبيولوجية والكيميائية في روسيا، قُتل خارج مبنى سكني مع مساعده عندما انفجرت قنبلة مخبأة في دراجة كهربائية.
وتحدث خبراء في الشؤون الأوكرانية والروسية لـ«الوطن» عن توقعاتهم لما سيحدث بعد استهداف أوكرانيا للجنرال الروسي الكبير.
أوكرانيا أصبحت تستخدم العمليات النوعية
وأكد الدكتور عماد أبوالرب، رئيس المركز الأوكراني للتواصل والحوار، استمرار التصعيد والمواجهات على ما أسماها بـ«الجبهات الساخنة»، مشيرًا إلى أن باقي المدن داخل روسيا وأوكرانيا أصبحت تشهد هدوءًا نسبيًا، بينما العاصمة كييف تتعرض للقصف يوميًا أو كل يومين بواسطة المسيرات والصواريخ.
وأوضح «أبوالرب» في تصريح خاص لـ«الوطن» أن أوكرانيا أصبحت تستخدم العمليات النوعية مثل الاغتيالات أو مهاجمة البنى التحتية للطاقة، معتبرًا أن إعلان أوكرانيا عن اغتيال الفريق إيجور كيريلوف، الذي كان رئيس قوات الحماية النووية والبيولوجية والكيميائية في روسيا، يعد تأكيدًا على قدرتها على الوصول إلى عمق موسكو، واستهداف شخصيات عسكرية رفيعة يجب أن تكون محمية بشكل خاص.
كل طرف يسعى لكسب المزيد قبل التفاوض
وأشار إلى أن الرهان في المرحلة الحالية يرتكز على عدة أمور، منها أن كل طرف يسعى لتحقيق مكاسب إضافية قبل الجلوس للتفاوض من خلال تعزيز مواقعه والسيطرة على المزيد من الأراضي، فبينما ترغب أوكرانيا في استعادة أراضٍ جديدة، تسعى روسيا للسيطرة على أراضٍ إضافية.
ولفت إلى أن هناك محاولات مرتبطة بموعد استلام الرئيس ترامب والإدارة الأمريكية الجديدة، التي قد تؤثر على تعقيدات الحرب الروسية الأوكرانية، إذ بات من المتوقع أن تضغط الإدارة الجديدة من أجل إنهاء الحرب، بعدما تراجعت تصريحاتها السابقة عن إنهاء الصراع خلال 24 ساعة.
الحرب تشهد مرحلة استنزاف
وأكد أن الحرب حاليًا تشهد مرحلة استنزاف بين الجانبين، حيث يستمر الطرفان في استنزاف بعضهما البعض، مع يوميًا سقوط قتلى وجرحى، بالإضافة إلى تدمير المعدات العسكرية واستنزاف الذخائر، ما يؤدي إلى تقليل النمو الاقتصادي وزيادة التضخم والبطالة وارتفاع الأسعار في البلدين.
وأشار إلى أن الحرب تؤثر بشكل كبير على المجتمع الدولي، معربًا عن أمله في أن يكون هناك توافق ومبادرة حقيقية لتحقيق توازن بين تطلعات أوكرانيا في وحدة أراضيها وأمن روسيا القومي، والوصول إلى مقاربة تتوافق مع الميثاق الدولي ويقبل بها الجانبان.
اغتيال كيريلوف تصعيد خطير من أوكرانيا
اعتبرت علا شحود، خبيرة الشأن الروسي، أن اغتيال الفريق إيجور كيريلوف، رئيس قوات الحماية النووية والبيولوجية والكيميائية في روسيا، مع مساعده في شارع سكنه في قلب موسكو، يمثل تصعيدًا خطيرًا من الجانب الأوكراني.
وأوضحت أن أوكرانيا بقيادة زيلينسكي مصممة على الاستمرار في تنفيذ عمليات اغتيال لشخصيات عسكرية وأمنية وسياسية مقربة من الرئيس بوتين، ممن كانت لهم يد في العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
وأكدت أن جهاز الأمن الأوكراني وجه اتهامًا للجنرال إيجور كيريلوف باستخدام الأسلحة الكيميائية ضد الشعب الأوكراني، ما جعل أوكرانيا تتبنى هذه العملية وتعتبرها حقًا مشروعًا لها ضد شخصيات مسؤولية عن استخدام الأسلحة الكيميائية ضد المواطنين الأوكرانيين.
وأشارت «شحود» إلى أن روسيا تواصل تقدمها نحو أهدافها وتسيطر على المزيد من الأراضي، مؤكدة أن كفة الحرب في صالح روسيا.
رد فعل روسيا سيكون عنيفًا وقويًا
وتحدثت «شحود» عن رد الفعل المتوقع من روسيا، مشيرة إلى أنه منذ عام 2022، في كل عملية اغتيال تقوم بها أوكرانيا، يشهد العالم رد فعل أقوى من الجانب الروسي، مع ضربات أكثر شدة وتصعيد على الجبهة. عادة ما تكون ردود الفعل الروسية انتقامية وعنيفة.
وشددت على أن روسيا لم تصمت أبدًا ضد أي عملية اغتيال تقوم بها أوكرانيا، وكانت ترد بشكل انتقامي، خاصة وأن استهداف هذه الشخصية الكبيرة يعتبر هجومًا على الدولة الروسية وأحد أبرز الشخصيات فيها.
وأكدت أن هذه العملية ترسل رسالة مفادها أن أوكرانيا قادرة على الوصول إلى أي شخصية في روسيا مهما كان شأنها، وأنها لا تضع أي حدود أمام قدرتها على تنفيذ الاغتيالات وضرب الشخصيات البارزة في الدولة، ومن المتوقع أن يكون الرد الروسي عنيفًا جدًا في هذه المرة.