رئيس «البيت الفني»: نواجه تحديات كبيرة أبرزها العولمة والتقدم التكنولوجي

كتب: إلهام الكردوسي

رئيس «البيت الفني»: نواجه تحديات كبيرة أبرزها العولمة والتقدم التكنولوجي

رئيس «البيت الفني»: نواجه تحديات كبيرة أبرزها العولمة والتقدم التكنولوجي

تحدث الفنان تامر عبدالمنعم، رئيس البيت الفنى للفنون الشعبية والاستعراضية بوزارة الثقافة، عن خطة عمله خلال الفترة المقبلة، ورؤيته لتطوير فرق الفنون الشعبية التابعة للبيت الفنى، والتحديات التى تواجه هذا المجال، وبخاصة فى ظل التطور الهائل بالذكاء الاصطناعى. وأكد «عبدالمنعم»، فى حواره لـ«الوطن»، ضرورة إيجاد رؤية للفنون الشعبية، تتضمن القدرة على مواكبة واستخدام التكنولوجيا، ما يجعل الجمهور يسعى لحضور عروض الفنون الشعبية كما يسعى للأوبرا، وهى رؤية تعتمد على تقديم عروض مبهرة، تكون نابعة من الفلكلور المصرى.. وإلى نص الحوار: 

كيف ترى ما آلت إليه الفنون الشعبية من وجهة نظرك؟

- الفنون الشعبية فى مصر مظلومة، ولا تحظى بالاهتمام الذى تحصل عليه أنواع أخرى من الفنون، فى حين أن الفنون الشعبية منوط بها تقديم التراث الشعبى المصرى، لأن مثلاً فرقة رضا للفنون الشعبية تمثل أهم فرقة وأقدم فرقة للفنون الشعبية تاريخياً فى المنطقة، وليس فى مصر وحدها، والعمل عليها هو العمل على التراث الموسيقى المهم لملحنين كبار مثل فؤاد عبدالمجيد وعلى إسماعيل، أى إن لديها إبداعاً يستحق مزيداً من الاهتمام به سواء فى الملابس والديكورات أو التسويق لتظهر بالصورة الأفضل.

حدثنا عن أوضاع الفرق التابعة لقطاع الفنون الشعبية.

- لدينا فى البيت الفنى للفنون الشعبية فرقتان هما: فرقة رضا، والفرقة القومية، وفرقة رضا للفنون الشعبية فرقة عريقة وعمرها أكبر من عمر دول، ودورنا أن نلقى الضوء على فنون هذه الفرق، وهناك تحدٍّ كبير يتمثل فى التكنولوجيا أو التطور البصرى الهائل (الذكاء الاصطناعى)، فرقة رضا مثلاً كانت تعتمد على النجوم مثل فريدة فهمى ومحمود رضا، وكذلك الفرقة القومية كان بها نجوم مثل عايدة رياض ومشيرة إسماعيل، والميزانية جيدة فى البيت الفنى، لكن لا توجد خطة توزيع جيدة.

وما التحديات التى تواجه فرق الفنون الشعبية؟

- فرق الفنون الشعبية تواجه عدداً من التحديات، تختلف عن تحديات فترة الستينات، فهى تعمل على المحك، وتعمل بين نارين: نار الحفاظ على التراث الشعبى العظيم والثرى والهوية المصرية، ونار العولمة والتقدم التكنولوجى الهائل والمتسارع، ولكى نصل بالفن الشعبى للجمهور المعنى بذلك، يتطلب ذلك تحديث الأفكار ومصروفات إضافية، ووضع فكرة الفنون الشعبية فى نصابها السليم؛ لأنها تتضمن أكثر من فن، وفقاً للبيئة التى تعبر عنها، وليست مجرد حركات راقصة، فهى تحمل فى طياتها الموروث الشعبى للبيئة التى تخرج منها، والهوية المصرية يترجمها الفنان فى الرقصات بمختلف عناصرها (حركة وموسيقى وديكور وملابس وإكسسوار).

وكيف يتم تقديم عروض هذه الفرق الآن؟

- تعلمت فى معهد السينما أن السينما مثلث يقوم على صناعة وتجارة وفن، وأرى أن الاستعراضات أيضاً فن جيد وصناعة وتجارة أيضاً، وإضافة إلى هذه الاعتبارات هناك تحدٍّ يتمثل فى التكنولوجيا أو التطور البصرى الهائل (الذكاء الاصطناعى)، لا بد من التفكير فى الصناعات الثقافية، والمخصص المالى للنشاط الثقافى، والمخصص للإنفاق على أى نشاط ثقافى والعائد منه فى قطاع البيت الفنى للفنون الشعبية والاستعراضية، ولتحقيق عائد مادى من عروض الفنون الشعبية، من الممكن تقديم حفلات تتضمن تقديم فقرات بنجم «صف أول» وفقرات من الفنون الشعبية، أما قطاع مثل قصور الثقافة فمن الممكن أن يفكر فى تقديم عروض مجانية ولا تهدف لتحقيق عائد مادى من أنشطتها، وهو ما يقع فى نطاق دورها.

ماذا تعنى بالجزء التجارى؟

- قدمت تجربة ناجحة من قبل فى مشروع «سينما الشعب» أثناء عملى فى قصور الثقافة، سأقدم تجربة ناجحة أيضاً فى البيت الفنى للفنون الشعبية، الجزء التجارى فى النشاط مهم، ويأتى من خلال الاستعانة بنجم أو نجمة فى العمل الفنى، مثل حفل على الحجار فى احتفالات نصر أكتوبر، كان بمشاركة فرقة رضا والفرقة القومية للفنون الشعبية وفرقة أنغام الشباب، حيث قدموا فقرات فنية ممتعة للجمهور قبل فقرة على الحجار، وسأحول البيت الفنى للفنون الشعبية ليكون مثل مسرح باريس «مولان روج» أو مسرح بيكاديلى فى إنجلترا، وموقعى، كأمين على المال العام، يحتم علىّ ليس مجرد فتح مسرح البالون الذى يكلفنا فتحه فى المرة نحو 15 ألف جنيه إضاءة ومكافآت، لكن أود التنويه بشىء مهم، وهو أنه لا يحكمنا المال فقط ولكن المثلث بالكامل (صناعة وفن وعائد).

وكيف يمكن تطوير الفنون الشعبية على وجه التحديد؟

- أن تكون هناك رؤية للفنون الشعبية، تتضمن القدرة على مواكبة واستخدام التكنولوجيا، ما يجعل الجمهور يسعى لحضور عروض الفنون الشعبية كما يسعى للأوبرا، وهى رؤية تعتمد على تقديم عروض مبهرة، تكون نابعة من الفلكلور والتراث والعادات والتقاليد المصرية، والاعتماد كلياً وجزئياً على تراثنا المصرى بشكل خالص بعيداً عن أى نوع آخر، والتجديد والابتكار فى هذا التراث بما يتلاءم ويتواكب مع العام 2025، وتهيئة أماكن العرض لتكون جاذبة للجمهور، والتسويق، فليس لدينا بند للإعلان عن المنتج الثقافى فى وسائل الإعلام المرئية والمقروءة.


مواضيع متعلقة