"الديزل الملكي".. المحطة الأخيرة في سكك قطار الملك فاروق

كتب: ضحى السيد

"الديزل الملكي".. المحطة الأخيرة في سكك قطار الملك فاروق

"الديزل الملكي".. المحطة الأخيرة في سكك قطار الملك فاروق

على أنغام موسيقى الفرقة الملكية، كثيرا ما استقل الملك فاروق بصحبة حاشيته قطاره الملكي الذي يعد تحفة فنية، نظرا لما يتمتع به من جمال التصميم الداخلي إضافة لكونه من أوائل القطارات التي تعمل بالديزل، ما دفع البعض لأن يطلقوا عليه "الديزل الملكي". لكن على الرغم من مكانته وأهميته الفنية والتاريخية التي تجعله محط أنظار الكثير من المهتمين بالتاريخ، يبقى القطار الذي كان يوما ما ملكيا ومحط أنظار الجميع، وفقا لأستاذة نجوى ألبير الرئيس المركزي لهيئة السكة الحديد، قابعا في مكان آمن سعيا للحفاظ عليه بعيدا عن أنظار الجمهور التي كثيرا ما تتوق لرؤيته. ويعود الفضل في تصميم القطار الملكي الأخاذ إلى شركة "فيات" الإيطالية التي صممته خصيصا من أجل الملك فاروق، واعتمد التصميم على تقسيم القطار إلى عربتين، لحيث يتم تقسيم كل منهما إلى جزئيين، ففي العربة الأولى يخصص الجزء الأول منها إلى الحرس الملكي، أما الثاني فيشمل المرافقين من الديوان الملكي وغرفة القيادة التي يوجد بها حمام خاص بالسائق، حتى لا يضطر إلى استخدام الحمامات الملكية. فيما يتعلق بالعربة الثانية أو العربة الملكية، تشمل قسما للصالون الملكي الذي يعقد فيه الملك اجتماعاته مع ضيوفه، إضافة إلى قسم آخر يضم حمام خاص بالملك وتليفون لاسلكي وكابينة موسيقي، وبلغت سرعة القطار القصوى 60 كم. ونظرا للمكانة التي تمتع بها الديزل الملكي إضافة لحرص الملك فاروق على قيادته أحيانا، أنشئت محطة قطار ملكية كاملة في قصر القبة في سابقة تعد الأولى من نوعها، ما أتاح للزوار من كبار الشخصيات الهامة فرصة القدوم مباشرة إلى القصر سواء من الإسكندرية أو من محطة القطار الرئيسية بالقاهرة . بالنظر إلى المكانة التاريخية التي يتمتع بها قطار الملك فاروق، فمن الممكن أن تستفيد الدولة منه من الناحية السياحية كما هو الحال في مدينة بانوفيتشي بشمال شرق البوسنة، حيث يوجد بها قطارات بخارية عاملة تتجاوز أعمارها 66 عاما، كما يعمل المسئولين هناك على إعادة إصلاح المزيد من القطارات، نظرا لوجود العديد من السائحين الأجانب الذين يعشقون هذا النوع من القطارات الكلاسكية ويرفضون استبدالها بالقطارات الحديثة. في هذا السياق، أكدت نجوي ألبير الرئيس المركزي بهيئة السكة الحديد، أن إعادة استخدام القطار في الناحية السياحة يتطلب الكثير من الوقت؛ نظرا لحاجته إلى مجهود في إعادة التصليح يتناسب مع مكانته التاريخية. وأضافت نجوى، في تصريح خاص لـ"الوطن"، "خطة الهيئة حاليا منصبة على تطوير خطوط شبكة السكة الحديد، لكن ربما في المستقبل القريب يتم إدراج القطار في خطة الهيئة، ليتم استخدامه في النواحي السياحية وإتاحة الفرصة لزيارته أمام الجمهور".