حكايات نساء النبي.. كلمات للسيدة خديجة أزالت خوف الرسول بعد نزول الوحي

حكايات نساء النبي.. كلمات للسيدة خديجة أزالت خوف الرسول بعد نزول الوحي
- أسلحة النارية
- أسلحة نارية
- أعمال البلطجة
- أمن المنوفية
- إدارة البحث الجنائى
- الأمن العام
- البحث الجنائي
- الدراجات البخارية
- أراضي
- مركز قويسنا
- فرض سيطرة
- أسلحة النارية
- أسلحة نارية
- أعمال البلطجة
- أمن المنوفية
- إدارة البحث الجنائى
- الأمن العام
- البحث الجنائي
- الدراجات البخارية
- أراضي
- مركز قويسنا
- فرض سيطرة
نزل الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم، وكان الحدث جللا في حياته، عاش لحظات خوف وارتجاف، كان في أمس الحاجة لدعم وطمأنة زوجته وشريكة حياته صاحبة القلب الطيب والكلمات الرقيقة وأم أبنائه، السيدة خديجة بنت خويلد.
ومع عودة النبي من الغار إلى بيته ورأى خديجة اطمأن قلبه، كانت الحكاية الأولى وقصة الحب التي لا تُنسى، ورغم أن النبي تزوج بعد السيدة خديجة، والجميع يعرف بقصة حبه لها، إلا أن هناك بعض التفاصيل في حياتهما لا يعرفها الكثير، ذكرتها عائشة عبدالرحمن في كتابها «نساء النبي صلى الله عليه وسلم»، وتطرقت في قصة السيدة خديجة عن دعمها وكلماتها الحنونة التي أزالت خوف الرسول صلى الله عليه وسلم، فماذا قالت؟.
كلمات للسيدة خديجة أزالت خوف الرسول بعد نزول الوحي
تقول «بنت الشاطئ» في كتابها «نساء النبي صلى الله عليه وسلم» عندما شارف النبي صلى الله عليه وسلم الأربعين، حتى كان قد ألف الخلوة في غار حراء، واستطاب رياضته الروحية التي يحس خلالها كأنما يدنو من الحقيقة الكبرى ويستجلي السر الأعظم، ما كانت السيدة خديجة في وقار سِنها وجلال أمومتها لتضيق بهذه الخلوات التي تبعده عنها أحيانا، أو تعكر عليه صفو تأملاته بالمعهود من فضول النساء، بل حاولت ما وسعها الجهد أن تحوطه بالرعاية والهدوء ما أقام في البيت، فاذا انطلق الى غار حراء ظلت عيناها عليه من بعيد، وربما أرسلت وراءه من يحرسه ويرعاه، دون أن يقتحم عليه خلوته أو يفسد وحدته.
وهكذا بدا كأن كل شيء مهيأ لاستقبال الرسالة المرتقبة، لكنها - رغم هذا التهيؤ هزَّت كيان النبي المصطفى محمد بن عبدالله الذي ما رضي قط عن موضع الأصنام بالكعبة، ولا ارتاب قط في أن حياة قومه لن تمضي هكذا على سفه وضلال، فلما نزل عليه الوحي في ليلة القدر وهو في غار حراء، حتى انطلق يلتمس بيته في غبش الفجر خائفا شاحبا مرتعد الأوصال.
وتروي عائشة عبد الرحمن المشهد الأهم في حياة النبي صلى الله عليه وسلم قائلة: «فإذ بلغ حجرة زوجته السيدة خديجة، أحس أنه وصل إلى مأمنه، فحدثها في صوت مرتجف عن كل ما كان ونفض لديها مخاوفه: أتراه يهذي حالما؟.. أم به جنة؟.. وضمته إلى صدرها، وقد أثار مرآه أعمق عواطف الأمومة في قلبها، وهتفت في ثقة ويقين: والله يرعانا يا أبا القاسم، أبشر يا ابن عم واثبت، فو الذي نفس خديجة بيده، إني لأرجو أن تكون نبي هذه الأمة، والله لا يخزيك الله أبدا.. إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق».
تأثير كلمات السيدة خديجة على النبي
كان تأثير كلمات السيدة خديجة ودعمها ساحرًا، تقول: «أشرقت أسارير النبي وأُزيل روعه، فما هو بالكاهن ولا به جنة، وهذا صوت خديجة العذب الحنون، ينساب مع ضوء الفجر الى فؤاده، فيبت فيه الثقة، والأمن والهدوء، وأحس الراحة والطمأنينة وهي تقوده في رفق إلى فراشه، فتضعه فيه كما تفعل أم بولدها الغالي، ثم تهدهده بصوتها الحلو، وتنثر على مضجعه أسنى الأحلام».
بحسب كتاب عائشة عبد الرحمن، استراحت عين السيدة خديجة عليه برهة وهو مستغرق في نومه الهادئ المطمئن، ورف حوله قلبها ملء الحب والإيمان، ثم قامت فتسللت من المخدع على حذر، حتى إذا بلغت الباب اندفعت إلى الطريق الخالي، تحث خطاها نحو ابن عمها ورقة بن نوفل ومكة ما تزال تنعم بغفوة الصبح، والكون يبدأ تفتحه للضوء والحياة، وجاءت: ورقة، فأقعدته الشيخوخة عن النهوض للقائها، لكنه ما كاد يصغي إلى ما تتحدث به حتى اهتز منفعلا، وتدفقت الحيوية في بدنه الواهن، فانتفض يقول في حماسة: «قدوس.. قدوس، والذي نفس ورقة بيده، لئن كنت صدقتني يا خديجة، لقد جاءه الناموس الأكبر الذي كان يأتي موسى وعيسى، وإنه لنبي هذه الأمة، فقولي له فليثبت».