م الآخر| نتيجة الامتحانات .. من الفشل إلي الضمير الذي مات

م الآخر| نتيجة الامتحانات .. من الفشل إلي الضمير الذي مات
تابعت بكثير من الشغف نتائج امتحانات الثانوية العامة والفنية والازهرية حيث كانت تنتابني حالة من الترقب خاصة بعد ماسمعناه ورأيناه جميعا من تسريب لإجابات الامتحانات يوميا وبعد ربع الساعة من موعد بدأ اللجان علي صفحات التواصل الإجتماعي، وهلت علينا النتيجة منذ أيام قليلة بعد أن إعتمدها وزير التربية والتعليم حيث وصلت نسبة النجاح في شهادة الثانوية العامة 79.4% وبدأنا في سماع صوت الزغاريد في البيوت وعمت الفرحة مع سماع أغاني النجاح المعتادة في مثل هذه المناسبات .
ودارت بي الذكريات من عشرات السنوات حين كان أوائل الثانوية العامة يحصلون بالكاد على 80 % ، وكانت المفاجأة حين تم إعلان العشرة الأوائل ، أو كما يسمونهم كذلك ، وإذا بهم سبعون طالبا ما بين أوائل وأوائل مكرر وكانت أعلي نسبة نجاح في المواد هي التربية الدينية بنسبة 99.7% !! وأقلهم الأحياء 83% وبنظرة اخرى من واقع احصائيات موقع الوزارة ايضا حصل 33.3% من الطلاب علي اكثر من 90% وحصل 49% على مجموع من 85% الى 100% اي نصف عدد الطلاب تقريبا ، ومن المفارقات العجيبة علي الموقع ان اثنين من الأوائل من نفس المدرسة وبرقمين جلوس متتاليين حاصلين على نفس الدرجة والترتيب !!.
ومن ناحية اخرى كانت نتيجة الدبلومات الفنية بأنواعها هي 58% وطلت علينا نتيجة الثانوية الأزهرية وكانت المفاجأة صادمة للجميع والتي اعتمدها وكيل الازهر الشريف بنسبة نجاح 28% وهي أسوأ نتيجة علي مدار تاريخ التعليم الأزهري ، وزعم وكيل الازهر في تصريحات له أن سبب انخفاض نسبة النجاح هذا العام هو الإجراءات الصارمة للقضاء على الغش ، فتملكتني نوبة من الضحك، أنا لا أتحامل على أزهرنا الشريف هذه القلعة العظيمة التي تخرج منها عظماء حفر أسماءهم التاريخ ، وكفانا أن وكيله صرح بشيء عن أسباب النتيجة علي عكس التعليم الفني الذي خصصت له وزارة خاصة بوزير وهيكل وزاري كامل والذي لم يصرح لنا بأي شيء عن أسباب نتائج طلابه .
وهنا أختم كلامي بعدة أسئلة الأول عن أوائل الثانوية العامة ، هل الجيل الحالي أذكى وأنبغ من الأجيال السابقة ؟ وهل لنا أن نتوقع بعد أربع أو خمس سنوات من التعليم الجامعي أن يكون عندنا من هؤلاء الأوائل جيل نوابغ ؟، أما سؤالي الثاني ماذا يعني أن نتيجة مادة التربية الدينية بالثانوي العام 99.7% ونتيجة الثانوي الأزهري 28% ؟!! . ولي سؤال آخر للثلاثة مسئولين هل بمجرد ظهور النتائج يغلق كل وزير ومسئول ملف الامتحانات نهائيا ويلقيه خلف ظهره " واهى سنة وعدت " ؟ أم أن هناك في هاتين الوزارتين والأزهر من هم يقومون بتحليل هذه النتائج وأسبابها ووضع الأساليب العلمية للتطوير ، وعندئذ ستكون زغاريد الأهالي أوقع.