صور تكشف أسرارا لأول مرة عن طعام الديناصورات.. عمرها 200 مليون سنة

كتب: آية أشرف

صور تكشف أسرارا لأول مرة عن طعام الديناصورات.. عمرها 200 مليون سنة

صور تكشف أسرارا لأول مرة عن طعام الديناصورات.. عمرها 200 مليون سنة

سنوات طويلة عاشتها الديناصورات، وبعد انقرضها أثارت العديد من التساؤلات وعلى الرغم من كونها قُتلت بحثًا، لكنه لا يزال يهم العديد من الباحثين، ومحبي البحث حول أسرار الحيوانات، تحديدًا حول الكائنات الضخمة التي انقرضت منذ ملايين السنين.

ما هو طعام الديناصورات؟

ما هو طعام الديناصورات؟ سؤال ربما طرأ على ذهنك من قبل، فماذا تناولت الحيوانات العملاقة منذ ملايين السنين، وهل كان للطعام دور في استمرارهم على قيد الحياة، ولما انقرضوا؟

تساؤلات عديدة، توصل إليها بعض الباحثون، بعدما استخدموا البراز الأحفوري لدراسة النظام الغذائي للديناصورات، إذ كشفوا عن مدى مساهمة عادات الأكل المتنوعة في نجاحها التطوري في أواخر العصر الترياسي 

ووفقًا للموقع العلمي «scitechdaily»، بدأ الأمر بعدما قام فريق من علماء الحفريات من جامعة أوبسالا، بالتعاون مع باحثين من النرويج وبولندا والمجر، بتحليل مئات عينات البراز المتحجرة باستخدام التصوير السنكروتروني المتقدم، الذي سمح لهم بتصور المكونات الداخلية للروث المتحجر، والمعروف باسم «الكوبروليت»، ومن خلال تحديد بقايا الطعام والنباتات والفرائس غير المهضومة، نجحوا في إعادة بناء النظم البيئية منذ أن بدأت الديناصورات في الهيمنة لأول مرة.

فيقول مارتن كفارنستروم، الباحث في قسم علم الأحياء العضوي والمؤلف الرئيسي للدراسة: «إن القدرة على فحص ما تأكله الحيوانات وكيفية تفاعلها مع بيئتها يساعدنا على فهم ما مكن الديناصورات من تحقيق هذا النجاح».

وركزت الدراسة، التي نشرت في مجلة Nature، على منطقة لم يتم استكشافها من قبل، وهي الحوض البولندي، الذي يقع في العصر الترياسي المتأخر، الموجود في الأجزاء الشمالية من القارة العملاقة بانجيا آنذاك.

وقام الباحثون ببناء صورة شاملة للأنظمة البيئية في العصر الترياسي والجوراسي (منذ حوالي 200 مليون سنة) من خلال الجمع بين المعلومات من الكوبروليت مع البيانات المناخية والحفريات الأخرى، مثل النباتات، والقيء، وآثار الأقدام، والعظام، إذ تم جمع المواد البحثية على مدى 25 عامًا، فيقول جرزيجورز نيدفيدزكي، الباحث في قسم علم الأحياء العضوي والمؤلف الرئيسي للدراسة: «لقد استغرق الأمر منا سنوات عديدة لتجميع كل شيء معًا في صورة متماسكة، فبحثنا مبتكر لأننا اخترنا أن نفهم بيولوجيا الديناصورات المبكرة بناءً على تفضيلاتها الغذائية».

ماذا كشفت الكوبروليت؟.. بواقي ضباع وخنافس وأسماك

احتوت الكوبروليت على بقايا أسماك وحشرات وحيوانات ونباتات أكبر حجمًا، وكان بعضها محفوظًا بشكل جيد بشكل غير عادي، بما في ذلك الخنافس الصغيرة والأسماك شبه الكاملة، وتحتوي الكوبروليت الأخرى على عظام تمضغها الحيوانات المفترسة،  مثل الضباع.

ولكن ما فاجأت الباحثين، هي محتويات الكوبروليت من أول الديناصورات العاشبة الكبيرة، وهي (الصربوديات) طويلة العنق، إذ تحتوي هذه على كميات كبيرة من سرخس الأشجار، وأيضًا أنواع أخرى من النباتات والفحم، ويفترض علماء الحفريات أن الفحم تم تناوله لإزالة السموم من محتويات المعدة، إذ إن السرخس يمكن أن يكون سامًا للحيوانات العاشبة.

الآثار المترتبة على فهم تطور الديناصورات

 على الرغم من معرفة الكثير عن حياتهم وانقراضهم، إلا أن العمليات البيئية والتطورية التي أدت إلى ظهورهم لم يتم استكشافها إلى حد كبير، وتوصلت الدراسة إلى نموذج من خمس خطوات لتطور الديناصورات، فيعتقد الباحثون أنه يمكن أن يفسر الأنماط العالمية.

وكانت أظهرت النتائج أن التنوع الغذائي والقدرة على التكيف كانا من سمات البقاء الحاسمة خلال التغيرات البيئية في أواخر العصر الترياسي.

فيقول كفارنستروم: «من خلال دراسة النظم البيئية السابقة، نكتسب فهمًا أفضل لكيفية تكيف الحياة وازدهارها في ظل الظروف البيئية المتغيرة، فكانت طريقة تجنب الانقراض هي تناول الكثير من النباتات، وهو بالضبط ما فعلته الديناصورات العاشبة المبكرة»، إذن فإن سبب نجاحها التطوري هو حبها لبراعم النباتات الخضراء والطازجة.


مواضيع متعلقة