بعد عزل رئيس كوريا الجنوبية.. ما سبب صمت بيونج يانج؟

بعد عزل رئيس كوريا الجنوبية.. ما سبب صمت بيونج يانج؟
شهدت كوريا الجنوبية تسارُعًا في الأحداث السياسية، وكان أبرزها قرار البرلمان بعزل رئيس كوريا الجنوبية، يون سيوك يول، ورغم أهمية هذه التطورات، كان المثير للجدل هو رد الفعل الكوري الشمالي، الذي بقي غامضًا وصامتًا، فلم تصدر بيونج يانج أي تعليق أو تصريحات رسمية بشأن ما يجري في جارتها الجنوبية، مما أثار تساؤلات حول دلالات هذا الصمت في ظل التوترات المستمرة بين البلدين.
التطورات في كوريا الجنوبية
وأعلن رئيس كوريا الجنوبية «يون» فرض الأحكام العرفية، في خطوة اعتبرها مبررة لحماية النظام الديمقراطي من تهديدات كوريا الشمالية، متهمًا إياها بالتواطؤ مع المعارضين السياسيين؛ ما أثار هذا الإعلان جدلاً كبيرًا داخل البلاد، واعتبره الكثيرون تمرد ومحاولة لتقييد عمل المؤسسة التشريعية، حيث أرسل «يون» الجيش إلى البرلمان في محاولة لمنع النواب من الاجتماع، وهو ما دفعهم إلى عقد جلسة طارئة تحت حراسة مشددة، حيث صوتوا على قرار يدعو إلى إلغاء الأحكام العرفية.
وصوت البرلمان الكوري الجنوبي، أمس السبت، لعزل الرئيس بعد هذه المحاولة لفرض السيطرة على مؤسسات الدولة عبر اللجوء إلى الجيش، ونتيجة لذلك، تم تعليق عمل الرئيس في انتظار حكم المحكمة الدستورية، الذي من المتوقع أن يصدر خلال 180 يومًا بشأن مصير عزله النهائي.
وفي هذه الأثناء، تولى رئيس الوزراء هان دوك سو، مهام الرئيس بشكل مؤقت.
رد الفعل الكوري الشمالي
وعلى الرغم من تصاعد الأحداث في كوريا الجنوبية، تجنب الإعلام الكوري الشمالي إصدار أي تصريحات أو تقارير عن عزل رئيس كوريا الجنوبية أو فرض الأحكام العرفية، وفقًا لوكالة الأنباء الكورية الجنوبية «يونهاب».
وركزت الوكالة في تقرير لها على صمت الإعلام الكوري الشمالي تجاه هذه التطورات، حيث لم تشر أي من وسائل الإعلام الرسمية في كوريا الشمالية، إلى ما يجري في كوريا الجنوبية إلا بعد مرور أسبوع كامل على الحدث.
ولفتت الوكالة إلي أن هذا الصمت يأتي مخالفًا تمامًا لما حدث في عام 2016، عندما اهتمت وسائل الإعلام بعزل الرئيسة بارك كون هيه، حيث لم تمضي 4 ساعات على عزلها حتى بدأت التقارير الكورية الشمالية تظهر.
التفسير المحتمل للصمت الكوري الشمالي
وأوضحت الوكالة أن هذا الصمت من جانب كوريا الشمالية قد يشير إلى اتباع نهج مختلف هذه المرة، ربما في محاولة للابتعاد عن التدخل في الشؤون الداخلية لكوريا الجنوبية، وذلك بما يتماشى مع موقفها الرسمي الذي يعتبر العلاقات بين البلدين الآن على أنها «علاقات بين دولتين عدوتين».
ومن الممكن أن تكون بيونج يانج تتجنب التصعيد الإعلامي أو الدبلوماسي في الوقت الحالي للحفاظ على استقرار الوضع الراهن.