جرمين عامر تكتب: يوسف وهبي.. يرسم هوية الـ«دونجوان»

كتب: الوطن

جرمين عامر تكتب: يوسف وهبي.. يرسم هوية الـ«دونجوان»

جرمين عامر تكتب: يوسف وهبي.. يرسم هوية الـ«دونجوان»

أعلنها يوسف وهبي في فيلم «إشاعة حب» عام 1960 أنّ المراة تحب الرجل «الدونجوان» صاحب العلاقات النسائية الواسعة، الأرستقراطي، الوسيم، المودرن، الرومانسي، الذي يجعلها تحس أنّها ملكة متوّجة، فازت بعرش قلبه على كل نساء العالم.

طب ازاي يكون الرجل «دونجوان»؟، وهل اختلفت معايير «الدونجوان» بين عالمي نجوم السينما والفن ومؤثري السوشيال ميديا؟!. 

أدعوك عزيزي القارئ لمتابعة ذلك المشهد الرائع من فيلم «إشاعة حب» بين العالمي عمر الشريف وعميد المسرح العربي يوسف وهبي، ونصائح يوسف وهبي آنذاك التىي وجهت بهدف الزواج ولم تكن ليعتنقها البطل كأسلوب حياة.

لكن في عصرنا الرقمي، علم إعادة بناء الهوية الشخصية Personal Re-Branding هو رحلة عمل مستمرة تتطلب الصبر والعمل الجاد. وغالبا ما تكون بقرار شخصي يستهدف الإنسان منها مواكبة مرحلة جديدة مثل تغيير في الأهداف المهنية أو الاجتماعية.

أيضا تغيير الموقع الجغرافي أو التكيف مع تقدم مراحل العمر أو التطوير العقلي أو الروحي، وكذلك تغيير الأنشطة أو الهوايات أو السلوكيات رغبة في تحسين التواصل مع الآخرين وتبني عادات صحية جديدة مثل: الرياضة، الفن، أو السفر.

ولأن بطل فيلم «إشاعة حب» كان محظوظا لوجود من يرشده إلى أفضل طرق «الدونجوانة»، إلا أن هناك أشخاصا لا تتوفر لديهم هذه الميزة، فيلجأون لمتخصصين في وضع الخطط والاستراتيجيات، كي يعيدون بناء هويتهم الشخصية عن طريق: الاستعانة بفريق من الخبراء والمحترفين لإعادة بناء الهوية الشخصية مثل خبير Life Coach أو مستشار العلامات التجارية أو مستشاري المظهر Image Consultant أو مستشاري الانتقال الجغرافي، إضافة إلى تكلفة تغيير الملابس والأدوات حتى الكتب. 

كذلك إعادة تنظيم الوقت والجهد التى تقدر بآلاف الجنيهات.

أما لو اختار الإنسان الاعتماد على ذاته فى إعادة بناء هويته، فعليه بجلسات تأمل وتحليل شخصي واجتماعي، يراجع معتقداته، وقيمه، وأهدافه، يتعرف على نقاط ضعفه وقوته، ويحدد المجالات التي يحتاج فيها للتطوير وتعلم مهارات جديدة. كذلك تحديد أوجه التغيير المطلوبة في المظهر الخارجي، فيهتم بممارسة الرياضة ليبدو في الصورة المثلى «للدونجوانة» الصحية والنفسية.

وهنا سنتوقف قليلاً لنسمع الأصوات العالية القادمة من كوكب المؤثرين الإنفلونسر، الذين نجحوا في تغيير الأفكار وأشعلوا إرادة التغيير «للدونجوانة» فما هي أوجه الشبه والاختلاف بين ممارسات «الدونجوانة» لنجوم السينما والفن وبين «الدونجوانة» عند الإنفلونسر في التأثير على الجمهور؟! من حيث: 

1- الشهرة، حيث يعتمد نجوم السينما بشكل رئيسي على أعمالهم الفنية لتكوين قاعدة جماهيرية. فيتمتعون من خلالها بتغطية إعلامية ضخمة من خلال الأفلام والبرامج التليفزيونية والمقابلات. وتأتي جاذبيتهم من أدوارهم في الأفلام، وشخصياتهم القوية أو الرومانسية، والإعجاب بقدراتهم التمثيلية.

أما مؤثرو كوكب المؤثرين فيعتمدون على منصات مثل إنستجرام، يوتيوب، وتيك توك لبناء جماهيريتهم، وجاذبيتهم تأتىي من التواصل المباشر واليومي مع المتابعين، وعرض حياتهم الشخصية. فيتفاعل معهم الجمهور، ما يجعلهم أقرب وأصدق للمتابعين. وهذا يمنحهم طابعا أكثر واقعية وعفوية مقارنة بالنجوم الذين يظهرون في السينما.

2- الظهور والجاذبية الجسدية، نجوم السينما دائمو الظهور بمظهر متألق ومتناسق أمام الكاميرا. يتمتعون بتوجيهات فرق من الخبراء، ما يعزز مظهرهم الجذاب، كما أنّ السينما تعزز معايير الجمال منها: الجسم الرياضي المتناسق، الشعر المثالي، والأزياء الفاخرة. فيتم تسويق هؤلاء النجوم كرموز للجمال والرقي.

أما إنفلونسر السوشيال ميديا فهم يعكسون واقعا، ويظهرون في مواقف يومية عادية. جاذبيتهم تأتي من العفوية والاهتمام بالأسلوب الشخصي، يستطيع المؤثرون بناء صورة لأنفسهم بناءً على أسلوب حياتهم أو اهتماماتهم الخاصة مثل: اللياقة البدنية، الموضة، أو حتى الفكاهة.

3- الشخصية والتواصل مع الجمهور، فنجوم السينما لهم جاذبية ترتبط بشكل كبير بالأدوار التي يجسدونها على الشاشة سواء الرومانسية، البطولية، تجعلهم محط إعجاب الجماهير. تظل نجوميتهم عادة مرتبطة بصورة مثالية في ذهن الجماهير دون تفاعل مباشر معهم.

أما المؤثرون فيعتمدون على عوامل منها المحتوى الجذاب والنصائح والخبرات، كذلك العفوية والبساطة والمرح إلى جانب الحضور والمصداقية والتواصل العاطفي، الأمر الذي يجعلهم أقرب للمتابعين.


مواضيع متعلقة