خالد ميري يكتب: الوعي.. والجيش الوطني

كتب: الوطن

خالد ميري يكتب: الوعي.. والجيش الوطني

خالد ميري يكتب: الوعي.. والجيش الوطني

في زمن الفتن والمؤامرات القابض على وطنه كالقابض على الجمر، ومن يحيا في دولة تمتلك جيشا وطنيا قويا لا يدين بالولاء إلا للأرض والشعب لا يخشى على أمنه ومستقبله.

سقطت دمشق في أيدي جماعات مسلحة، أو تحررت سوريا من حكم ديكتاتور، هكذا دارت عجلة السوشيال ميديا طوال الأيام الماضية، لكن الحقيقة المؤلمة أن سوريا سقطت منذ عام 2011 عندما سلمت أمرها لقوى دولية وإقليمية ولم يعد جيشها ولا حاكمها صاحب الكلمة. 

رحل «بشار» لكن كل القوى الدولية والإقليمية والجماعات المسلحة ما زالت تنتشر بطول سوريا وعرضها، تفرض كلمتها بقوة سلاحها على جزء من هذا الوطن.. لكن ما آلمنا جميعا وأبكى قلوبنا أنه بمجرد رحيل «بشار» دخلت القوات الإسرائيلية تعربد في أرض سوريا الشقيقة، يحتل الصهاينة من الأراضي السورية ما يريدون ويطردون أهل القرى السورية من بيوتهم إلى المتاهة، شاهدنا إسرائيل تدمر مقدرات الجيش والشعب السوري، تقصف وتبيد الطائرات والقوات البحرية ومخازن السلاح وحتى معامل الأبحاث.

وعندما أعلن النتنياهو إلغاء اتفاقية 1974 هبّ العالم ليدين الاحتلال الإسرائيلي الجديد للأراضي السورية، فتراجع مؤقتا ليقول إنّه سيحتل المنطقة العازلة والأراضي السورية الجديدة مؤقتا، وخرج وزير دفاعه ليقول إنّ الاحتلال سيستمر إلى نهاية الشتاء وبعدها يقررون ما سيفعلون، حدث هذا دون أن نسمع صوتا لسلطات الجماعات المسلحة التي قالت إنّها حررت سوريا من الديكتاتور، فهل حررتها لتسلمها لإسرائيل؟!

سوريا الشقيقة ما زالت تئن تحت وطأة احتلال إسرائيلي ووجود قوات عسكرية للقوى العالمية والإقليمية على أرضها، ما زالت مقسمة تحت سيطرة جماعات مسلحة وإرهابية بطولها وعرضها، والأهم أنّ بنيتها التحتية تهاوت تماما وقوتها العسكرية تم تدميرها بالكامل، ولم يكن غريبا أن يرتفع سعر الخبز بعد ما حدث تسعة أضعاف وأن تصرخ منظمات الأمم المتحدة تطلب مساعدات عاجلة لـ16 مليون سورى يعيشون مجاعة وأزمات صحية وغذائية حقيقية.

منذ دخول أمريكا للعراق وأحداث خريف الخراب العربي وصولا إلى أحداث سوريا.. شاهدنا الدول التي تسقط لا تقوم، والجيوش التي تختفى تحل مكانها جماعات الإرهاب والفصائل المسلحة التي لا تعرف ولا تعترف بالأوطان، لم يدخل الخريف دولة إلا خربها، وصحيح أنّ الجماعات المسلحة دخلت سوريا وهي على وشك الانهيار لكنها تركتها لتنهار تماما وفتحت الباب لإسرائيل لتعربد فيها كما تشاء.

نعيش معركة وعي كبرى تفرض علينا أن نستمع ونرى جيدا وسط طوفان أكاذيب السوشيال ميديا، في وقت نعرف فيه أنّ جماعة إخوان الإرهاب والصهاينة يمتلكون قدرات لا محدودة للانتشار عبر السوشيال ميديا وبث رسائل الهدم والخراب والفتن ليل نهار، لا نتمنى لسوريا الشقيقة وشعبها إلا كل الخير بعد معاناة طويلة.. لكن دروس الواقع والتاريخ تؤكد أنّها على أبواب أزمات أكبر وخراب أكبر وهو ما لا نتمنى أن يحدث.

من يحب سوريا يمد لها يد المساعدة ليختار الشعب حاكمه ومؤسساته بحرية وتكون سوريا لكل أولادها دون إقصاء لأحد، أما من يقتطع من أراضي سوريا لنفسه ما يشاء ويتحدث عن مستقبلها فكيف نصدقه؟، حفظ الله سوريا وشعبها الشقيق.

ما يحدث يؤكد أنّ المؤامرة على منطقتنا العربية ما زالت مستمرة وتقسيمها وتمزيق أوصالها في «سايكس بيكو جديدة» مخطط يسير في طريقه وإن تأخر قليلا، مصر الدولة الوحيدة التي نجت من خريف الخراب العربي بوحدة شعبها وجيشها وقوة وتماسك مؤسساتها، وبرجل الأقدار الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي ساقه القدر ليقود وطنه وشعبه إلى بر الأمان.

جيشنا القوي أوقف مخططات هدم وتقسيم بلدنا ووعي شعبنا وتماسكه والتفافه حول قيادته وجيشه كان حائط الصد ضد كل المؤامرات.. ولهذا ليس غريبا أن تستهدف كل الأكاذيب والشائعات محاولة الوقيعة بين الشعب وجيشه وقيادته، حيلتهم مكشوفة وإلى نحورهم سيرتد كيدهم، وستظل مرفوعة الهامة وسيظل شعبها وجيشها «إيد واحدة».

•• لجنة للأطفال:

من أهم قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام برئاسة المهندس خالد عبدالعزيز، استحداث لجنة جديدة للنشء، الحقيقة أنّ أطفالنا في خطر من محتوى إعلامي غربي يتم بثه ليل نهار لهدم قيمنا وعاداتنا وتقاليدنا وديننا، يريدون غرس أفكارهم الخبيثة في رؤوس أطفال أبرياء، وهو ما يستوجب تحركا جادا لمواجهة ما يحدث وتوفير بديل ومحتوى جذاب وآمن لأطفالنا.. هي نفس معركة الوعي نعيشها على كل المستويات.


مواضيع متعلقة