"شفت تحرش": 79 واقعة اعتداء "حتى الآن"

"شفت تحرش": 79 واقعة اعتداء "حتى الآن"
رصد متطوعو مبادرة «شفت تحرش»، فى أول أيام العيد، 44 واقعة تحرش جنسى، و33 واقعة تحرش لفظى، كما تدخل متطوعو المبادرة لمنع واقعتى تحرش جماعى، أعلى كوبرى قصر النيل بمنطقة وسط البلد فى القاهرة.
وأشار تقرير المبادرة إلى أن أول أيام العيد شهد ارتفاع معدلات وجرائم التحرش الجنسى بالنساء والفتيات فى منطقة وسط البلد، بشكل غير مسبوق، حتى أصبح من الصعب حصر الوقائع لكثرتها.
وأوضح التقرير أن متطوعى المبادرة تدخلوا لمنع نحو 79 واقعة تحرش جنسى ولفظى وجماعى، لافتاً إلى صغر أعمار الموجودين فى ساعات الصباح الأولى فى منطقة «وسط البلد»، وعلى مدار اليوم، حيث كانت الغلبة للفئات العمرية من 8 إلى 18 عاماً، وأكثرهم من الصبية والمراهقين الذكور.
وكشف التقرير عن تراجع كبير فى أعداد الإناث اللاتى وجدن أمام دور العرض السينمائى مقارنة بأعداد الذكور الذين يشكلون الأغلبية الكاسحة من الصبية والمراهقين من رواد دور العرض فى شارع طلعت حرب بمنطقة وسط القاهرة، مشيراً إلى انتشار قوات الأمن منذ الساعات الأولى من صباح اليوم الأول والثانى 17 يوليو 2015 بأغلب أماكن التنزه والحدائق، ليقل الوجود مع ظهر اليوم الأول، ليصبح نادراً وقت القيلولة، ثم عادت القوات للانتشار من جديد مع الساعات الأخيرة للنهار، وبدء غروب الشمس. وفى محيط دور العرض السينمائى فى منطقة وسط البلد انتشرت قوات تابعة لقطاعات مختلفة من وزارة الداخلية على مدار اليوم، مقابل وجود ضعيف لهم بمنطقة كورنيش النيل، وأعلى كوبرى قصر النيل.
فى سياق متصل، أطلق شابان مصريان، هما أحمد العزب وهانى عبدالقوى، تطبيقاً جديداً على موقع جوجل باسم «جرس» لنشر صور ومواقع المتحرشين على موقع جوجل فور الضغط على زر التطبيق.
وقال أحمد العزب إن الهدف من هذا التطبيق هو فضح المتحرش و«تجريسه» بنشر صورته الفورية على الإنترنت، كما أنه جرس إنذار للفتيات من خلال رصد الأماكن التى يوجد فيها المتحرشون من خلال خريطة التطبيق للتحرش.
فى المقابل، يُرجع أطباء نفسيون انتشار ظواهر التحرش بين الأطفال إلى محاولة استكشافهم الجنس الآخر، فيما يرى آخرون أن السبب هو «الكبت الجنسى» وزيادة معدلات الفقر وتأخر سن الزواج، فى الوقت الذى يرى فيه باحثون أن ربط ظاهرة التحرش بالفقر أو الوسط الاجتماعى أو مستوى الثقافة لا يقوم على أساس علمى. ويقول الدكتور كمال مغيث، الخبير التربوى، لـ«الوطن»، إن مسئولية ما يحدث فى شوارع القاهرة من تحرش كل عيد، تقع على ثلاث جهات، الأولى: الدولة وعدم تطبيقها قوانين التحرش تطبيقاً صارماً، سواء الخاصة بالتحرش اللفظى أو التحرش القائم على اللمس، ولكن للأسف الشديد الدولة لا تطبق القانون سوى على المتظاهرين ولا تطبقه على المتحرشين، تطلق القنابل المسيلة للدموع على المظاهرات فى الشوارع وفى بعض الأحيان الرصاص الحى، لكنها تترك المتحرشين فى شوارع مصر دون أى عقاب، ينهشون فى أعراض النساء ويتتبعونهن فى كل مكان.
وأضاف «مغيث» أن المصدر الثانى لما وصل إليه حال البلاد هم: رجال الدين والخطاب الدينى بوجه عام الذى يحتقر المرأة وتحويلها لأداة لإمتاع الرجل، ويلقى عليها اللوم فى التحرش. وتابع الخبير التربوى: «إن الثقافة الاجتماعية المتخلفة تحتقر المرأة ولا تعطيها الحرية فى حين تعطى الرجل مبررات لكل تصرفاته، ومنها التحرش»، مشيراً إلى دور المنزل الكبير فى التربية على احترام الإنسان بصرف النظر عن نوعه، بجانب خلق ثقافة السلام الاجتماعى، وإن الأخلاق ترتبط باحترام كل الناس، وعلى رأسهم المرأة.
كما يرفض «مغيث»، فى كل الحالات تحميل المجتمع للبنت ولو جزءاً من مسئولية التحرش، بناء على ملابسها أو وقت خروجها للشارع، والكثير من الأقاويل التى تطرح من أجل إلقاء المسئولية على عاتق الفتاة، وحماية الشاب المتحرش من تحمل تبعات فعلته البذيئة.