"تنس الطاولة".. بين ترابيزة "عم بايو" ومنافسة الأجانب على "النت"

"تنس الطاولة".. بين ترابيزة "عم بايو" ومنافسة الأجانب على "النت"
طاولات خشبية متواضعة يكسوها الغبار، ومضارب من خامات رديئة، ولاعبون حفاة على بلاط موزايك القديم، اتفقوا على أن يدفع المهزوم إيجار الطاولة للعبة ما يزيد الأمر إثارة، أو ربما لا يكترثون إلا لإشباع هوايتهم، فيضربون الكرة بكل ما أوتيت عروق يديهم من قوة، يغلب عليهم صمت التركيز، وأحيانًا يأخذهم الحماس فيتشاجرون في إطار اللعب، تحيط بهم جدران مغطاة بالحُصُر، لتخفي تشققاتها، تضفي دفءً على المكان، حتى يرتاده الشباب، ويجدوا فيه جوًا يفضلونه، ومناسبًا للمنافسة المحتدمة بين اللاعبين.
مشهد يطغى على محل "عم بايو" الترفيهي في السيدة زينب، اعتدنا على رؤيته في ما يشبهه من محلات، قبل ظهور الألعاب الإلكترونية لتنس الطاولة، أو لما يعرف بالـ"بينج بونج"، فصار مهدداً بعد اجتياح ألعاب الفيديو، وربما تهدد ظهور المواهب الرياضية أيضًا في اللعبة.
وقال أحمد محمود أحد زبائن محل "عم بايو"، وأحد هواة الـ"بينج بونج"، إن قبل انتشار هذه الألعاب على الموبايلات، كان حريصًا على نزول محل "البينج" كل يوم مع أصدقائه، بينما مع التطور التكنولوجي قل نزوله للعب مع أصدقائه، وتحول للعب مع العديد من ممارسي اللعبة حول العالم، فيما جاء رأي عمر حسين على النقيض، إذ قال إن اللعبة الحقيقية أكثر متعة ومنافسة مع زملائه، وإنه أحيانا لا يشعر بالوقت، مؤكداً "أنا بلعب أكثر من 4 ساعات".
"دلوقتي أنا بفتح المحل الساعة 10 بليل، وبقفله الساعة 2"، هكذا قال "عم بايو" صاحب المحل، موضحاً أنه كان يضطر في السنوات الماضية لتناول الإفطار داخل المحل، نظراً للإقبال الشديد على اللعب، ولكن الأمر تغير بعد اجتياح الألعاب الإلكترونية للموبايلات وأجهزة الكمبيوتر.
ومن جانبه أكد علاء مشرف رئيس اتحاد تنس الطاولة المصري، "تشابه قوانين الألعاب الإلكترونية، وتنس الطاولة الحقيقية، لا يعني تشابههما"، مضيفاً، "تنس الطاولة في الواقع تساعد على تنشيط الذهن، وبخاصة في الأندية، نظرًا لوجود تواصل حقيقي بين الجمهور واللاعب، بالإضافة إلى النشاط البدني الذي يقوم به اللاعب".
ووجه مشرف رسالة للشباب قائلاً: "في الشارع قد يخرج هواه، لكن ليسوا أبطالاً وأنصحهم بارتياد مراكز الشباب لما لديها من إمكانيات يمكن تنمية مهارتهم فيها".