بروفايل| جواد ظريف.. مهندس الاتفاق

بروفايل| جواد ظريف.. مهندس الاتفاق
ملامحه تحمل هدوءاً، يخفى وراءه شخصية استطاعت ترويض ضغوط الغرب، فهو رجل يشهد له خصومه قبل أصدقائه برجاحة عقله ورصانته وقدرته على التفاوض، فتمكن فى أشهر قليلة من إنجاز ما فشل سابقوه فى إتمامه على مدار سنوات طويلة، فنجح فى حل أزمة البرنامج النووى الإيرانى بعد ما يزيد على 12 عاماً من المفاوضات غير المباشرة التى شهدت شداً وجذباً.
وزير الخارجية الإيرانى محمد جواد ظريف، هو «المهندس» الحقيقى لصفقة التوصل إلى الاتفاق النووى الإيرانى، فهو كلمة السر التى قادت مفاوضات ناجحة لبلاده وجعلها تخرج بأقل الخسائر الممكنة، بعد أن نجح فى ترويض ضغوط الغرب، فخرج فى النهاية بانتزاع حق «إيران نووية» من الغرب، رغم الرفض التام الذى شهدته بداية المفاوضات.
استطاع الطالب المراهق الذى أرسلته أسرته قبل أعوام طويلة إلى الولايات المتحدة، أن يكون «مهندس» إنقاذ بلاده من أزمة اقتصادية عنيفة بسبب العقوبات عليها، ونجح فى ترسيخ أسسها كدولة عظمى، رغم محاولات القضاء على الحلم النووى الإيرانى. درس الشاب الإيرانى العلاقات الدولية فى الولايات المتحدة التى كانت تعد «الشيطان الأكبر» بالنسبة إلى بلاده، ليخدم بعدها كوزير خارجية الجمهورية الإيرانية فى عهد أول رئيس إصلاحى منذ أعوام طويلة.
لم تقتصر خبرة «ظريف» الدبلوماسية على ربع القرن الذى أمضاه فى الأمم المتحدة فقط، بل كان له دور تفاوضى منذ مشاركته فى الفريق التفاوضى المكلف بالتوصل إلى وقف إطلاق النار مع العراق بعد 8 سنوات من الحرب التى بدأت عام 1980، ثم لعب دوراً فى الإفراج عن الرهائن فى لبنان فى تسعينات القرن الماضى، ولعب دوراً فى دفع جهود التنسيق بين بلاده وواشنطن ضد حركة «طالبان» وتنظيم القاعدة بعد أحداث 11 سبتمبر 2001.
رغم نشأته فى أسرة متدينة والتزامه بمبادئ الثورة الإسلامية، لم تكن الانتقادات الموجهة إلى «ظريف» بسبب قيادته تلك المفاوضات هى الأولى، فقد تعرّض خلال تاريخه المهنى لهجوم عاصف من المعسكر المحافظ، الذى يرى فيه أحد أعضاء «عصابة نيويورك» الموالين لأمريكا من المسئولين الإيرانيين.