«أوباما» لـ«نيويورك تايمز»: حان الوقت لصلح «سعودى - إيرانى»

«أوباما» لـ«نيويورك تايمز»: حان الوقت لصلح «سعودى - إيرانى»
قال الرئيس الأمريكى باراك أوباما، فى حوار لصحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، أمس، إن «التوصل لاتفاق حول البرنامج النووى الإيرانى يشبه السياسات الخارجية لاثنين من أبرز الرؤساء الأمريكيين السابقين، هما ريتشارد نيكسون ورونالد ريجان»، مؤكداً أنه يعترض على مزاعم أن «القوى العالمية لم تستخدم كل ما لديها من نفوذ فى التوسط فى الاتفاق»، واصفاً تلك الانتقادات بأنها «مضللة». وطالب «أوباما» بـ«عدم الحكم على الاتفاق النووى مع إيران، وما إذا كان الاتفاق سيغير إيران وينهى سلوكها العدوانى تجاه بعض جيرانها العرب أو إذا كان سيؤدى إلى انفراجة بين الشيعة والسنة، وإنما النظر إليه فيما إذا كان سيمنع إيران من الحصول على سلاح نووى خلال السنوات الـ10 المقبلة، وإذا كانت هذه النتيجة أفضل لأمريكا وإسرائيل وحلفائها العرب من أى بديل آخر على الطاولة؟».
وأضاف: «ربما حان الوقت للولايات المتحدة لإطلاق عملية سلام جديدة بين السعودية السنية وإيران الشيعية، فبعد كل شىء، بدون تقليص التوتر بين الطرفين فإن أى تمكين لإيران سوف يزيد التوتر بين هذين الخصمين التاريخيين اللذين تعمل الحرب الضروس بينهما على تمزيق المنطقة»، مشيراً إلى أنه «خلال قمة كامب ديفيد الأخيرة مع قادة الخليج، كنا واضحين فى الحديث عن السنة والشيعة، وقلنا إننا نعتبر أنفسنا أمام أمم عربية، لسنا سنة أو شيعة، بل قال العديد من هؤلاء القادة إن المواطنين الشيعة هم كاملو المواطنة وتتم معاملتهم بعدل». وقال «أوباما» إن «أفضل فرصة، على الأقل للحد من هذه الصراعات، هى دفع المملكة العربية السعودية وغيرها من الدول العربية لمحادثات عملية مع إيران التى تقول إن الصراع الذى نؤججه الآن يمكن أن يبتلع الجميع». رحب المواطنون الإيرانيون، مساء أمس الأول، بالاتفاق النووى مع الدول الكبرى، وتوجه بعد الإفطار مباشرة مئات الأشخاص إلى شوارع العاصمة الإيرانية طهران، مطلقين أبواق السيارات. وبسبب الصيام ودرجات الحرارة المرتفعة لم تجر الاحتفالات بطهران عقب الاتفاق مباشرة فى النهار.
وأعربت الجالية الإيرانية فى لوس أنجلوس، التى تعد الأكبر فى العالم بالاتفاق النووى، عن أملها أن يستفيد منه الشعب الإيرانى، لكنها عبرت أيضاً عن شكوك كثيرة.
وشكك القادة الجمهوريون وبعض الديمقراطيين بالكونجرس الأمريكى، أمس الأول، بالاتفاق النووى التاريخى، الذى أبرم مع إيران، معتبرين إياه «يمنح طهران هامشاً واسعاً للمناورة ولا يحمى المصالح الأمنية الأمريكية». وقال رئيس مجلس النواب الأمريكى جون باينر، إن الاتفاق «غير مقبول»، مؤكداً أنه إذا كان النص كما فهمه «فسنفعل أى شىء يمكن أن يوقفه». واصطف الجمهوريون وراء «باينر» فى التعبير عن مواقفهم المعارضة للاتفاق. كما قال رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، بوب كوركر: «أبدأ بالتشكيك بعمق فى أن الاتفاق يحقق فعلياً هدف منع إيران من الحصول على سلاح نووى»، بينما رأى المرشحون الجمهوريون للرئاسة الأمريكية خلفاً لـ«أوباما» أن الاتفاق «يعزز سلطة إيران بدلاً من التصدى لها»، وقال جيب بوش، أحد هؤلاء المرشحين: «هذه ليست دبلوماسية.. هذه تهدئة».
أما الديمقراطية دايان فينستين، التى شغلت فى الماضى مقعداً فى لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ، فدعت البرلمانيين لدراسة الاتفاق بدقة قبل إصدار أحكام عليه، وقالت: «الاتفاق جيد وأفضل ما يمكن التوصل إليه». بينما قال السيناتور بوب مينينديز، الديمقراطى والعضو المؤثر بلجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، إن «الاتفاق النووى يحد فقط من قدرة إيران النووية بدلاً من العمل على القضاء على برنامجها النووى نهائياً»، فيما قال السيناتور ميتش ماكونيل، زعيم الأغلبية بمجلس الشيوخ: «كان الجمهوريون والديمقراطيون على حق فى قلقهم العميق إزاء المحادثات الجارية مع إيران».