اللواء فؤاد عرفة: «عسكر» يطبق «ما يقوله الكتاب» فى حرب سيناء

اللواء فؤاد عرفة: «عسكر» يطبق «ما يقوله الكتاب» فى حرب سيناء
قال اللواء فؤاد عرفة، مستشار مدير المخابرات الحربية السابق، إن التغير النوعى فى العمليات الإرهابية فى سيناء جاء وفقاً لمخططات دولية وضعتها قوى دولية وإقليمية لتقسيم منطقة الشرق الأوسط والعمل على انهيار مصر لتصبح مثلها مثل البلاد المجاورة كليبيا وسوريا والعراق واليمن، خاصة أن مصر حجر الزاوية فى المنطقة، إذا انهارت تنهار المنطقة بأكملها، بالإضافة إلى أن مصر استطاعت أن تحقق إنجازات وتأخذ خطوات جادة لإفساد ذلك المخطط.
وأكد «عرفة»، فى حواره لـ«الوطن»، أن التنظيمات الإرهابية الموجودة فى سيناء، التى نفذت العمليات الأخيرة، تخطط لها دول كبرى وتدربها وتمولها أجهزة مخابراتية، ما أحدث تغيراً نوعياً فى العمليات الإرهابية الأخيرة، مشيراً إلى أن القوات المسلحة نجحت بشكل كبير فى مواجهتها للعدو.
وأضاف أن إسرائيل و«حماس» لهما مصالح مشتركة وهدف مرحلى وهو إنهاء الصراع العربى الإسرائيلى باحتلال سيناء وجعلها امتداداً لفلسطين، مؤكداً أن العديد من الأسلحة المستخدمة من قبَل التنظيمات الإرهابية بعضها مهرّب من ليبيا وأخرى عبر الأنفاق التى تقيمها «حماس» لتهريب السلاح والمتفجرات.. وإلى نص الحوار.
■ ما رؤيتك للتغير النوعى فى العمليات الإرهابية الأخيرة بسيناء؟
- لا بد أولاً أن نشير إلى أن الوجود الإرهابى تاريخياً بدأ قبل الثورة، منذ عهد مبارك، ونحن نرصد وجود بعض العناصر ذات الفكر التكفيرى بدأت تستوطن فى سيناء، إلى جانب أن سيناء أصبحت أحد الملاذات الآمنة للعناصر الإجرامية الهاربة من يد القانون، فكل من ارتكب جريمة وهرب من العقاب يلجأ إلى سيناء، حيث يجد مكاناً آمناً يختبئ فيه والجهة التى تتبناه وترعاه وتوفر له سبل المعيشة، بل يمكن أن يجد عملاً يدر عليه الأموال الكثيرة فى التهريب والتجارة، وبعدها بدأت قوى دولية وإقليمية تنظر إلى سيناء كمنطقة يمكن أن تُستغل فى إعادة ترتيب الأوضاع الأمنية بشكل يتيح لها السيطرة على المنطقة التى تتركز فيها المصالح الاستراتيجية لها، بالإضافة إلى حسم الصراع العربى الإسرائيلى، لذلك رأت هذه القوى أن أفضل حل هو تقسيم المنطقة حتى تنهار القوى الإقليمية، وعلى رأسها مصر، التى تعد حجر الزاوية فى الشرق الأوسط، فالهدف الرئيسى هو توفير الأمن لإسرائيل.[FirstQuote]
■ معنى ذلك أن هذا التغير النوعى وراءه مخطط دولى كبير؟
- نعم، هناك هدف كبير جداً وراءه قوى دولية وإقليمية تريد أن تحققه من خلال آليات محددة، وإحدى هذه الآليات التنظيمات الإرهابية الموجودة فى سيناء.
■ ومَن هذه القوى الدولية والإقليمية؟
- على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، إضافة إلى القوى الإقليمية مثل إيران وإسرائيل وتركيا وقطر.
■ وما حقيقة استخدام تنظيم الإخوان لتنفيذ هذا المخطط؟
- كان هناك فكر لإيجاد نظام قادر على إدارة هذه المنطقة لصالح الولايات المتحدة، وكان هذا النظام إخوانياً، واكتشفنا أنه مدعوم من أجهزة مخابرات دولية وإقليمية، بالإضافة إلى أن له تمركزات فى تركيا وقطر وأوروبا وفى دول عربية وخليجية، وبعد قيام الثورات كان من المخطط له أن ينفذ هذا التنظيم المخطط الموضوع.
■ ما تفسيرك إذن للاتهامات المتبادلة بين إسرائيل و«حماس» حول المسئولية عن العمليات الأخيرة فى سيناء؟
- هذا طبيعى جداً، فإسرائيل و«حماس» وجهان لعملة واحدة ومشركتان فى مصلحة واحدة وهى إنهاء الصراع العربى الإسرائيلى على حساب مصر والاستحواذ على سيناء لتكون امتداداً للفلسطينيين، ضمن المخطط الدولى الكبير لتقسيم الشرق الأوسط وتفتيت المنطقة.
■ هل كان لـ«حماس» دور فى تنفيذ هذا المخطط؟
- «حماس» هى منظمة أنشأتها إسرائيل لكى تواجه بها منظمة التحرير التى استطاعت توحيد الصف الفلسطينى وراءها بزعامة الرئيس الراحل ياسر عرفات، فأنشأت «حماس» لتأخذ بعداً دينياً يستطيع من خلاله أن يخترق منظمة التحرير ويجذب جزءاً كبيراً من الشعب الفلسطينى وراء الاستقطاب الدينى، ونجحت فى تحقيق تأثير ملموس، وبعدها بدأت تأخذ خط مقاومة بمفردها، وفى الانتخابات الأخيرة نجحت الحركة، فكل ما سبق لا يمنع ولا ينفى أن تنسق مع الجانب الإسرائيلى، كما أنها أحد أفرع الإخوان، فكلاهما ذراع قوية لتنفيذ المخطط، وأحد المصادر الأساسية للعناصر الإرهابية، وهناك عمالة وتمويلات وتربيطات شديدة بين إسرائيل والإخوان والإرهابيين، فهناك أنفاق من غزة تمتد إلى مصر، يتم التهريب من خلالها الأسلحة والتكفيريين، بالإضافة إلى أنها تتولى تدريب هذه العناصر فى معسكرات القطاع، إضافة إلى التعاون فى التخطيط والدعم المعلوماتى، كما أنها ملاذ آمن لهذه العناصر بعد مطاردتها من مصر، وكان هناك مشروع أمريكى عُرض على الكونجرس الأمريكى وتمت الموافقة عليه، ينص على اقتطاع جزء من سيناء نظير 10 مليارات دولار مساعدات اقتصادية، ليكون امتداداً لغزة، بالإضافة إلى إقامة مدينة صناعية يعمل بها الفلسطينيون، وتوفير مساكن إدارية لهم فى سيناء، ووافقت «حماس» على ذلك، كما أن هناك جزءاً كبيراً من الفلسطينيين يرون أن هذا هو الحل، وأحياناً المصالح تتوحد مع العدو على اعتبار أن هدفهم المرحلى حل القضية الفلسطينية.
■ مَن الأقرب إلى أن يكون ممثل القوى الكبرى وراء ما يحدث فى سيناء؟
- لا شك أن هناك تنظيمات عديدة مثل «داعش» و«أنصار بيت المقدس» وغيرهما، ولكن هناك أطرافاً رئيسية تدير هذه التنظيمات.
■ رأينا تطوراً كبيراً فى نوعية الأسلحة المستخدمة فى العمليات الأخيرة فماذا عنها؟ وكيف يتم تهريبها؟
- معظم المناطق التى تتمركز فيها الجماعات التكفيرية هى المناطق المجاورة لشمال سيناء بالقرب من ساحل البحر المتوسط، وأحد منافذ تهريب الأسلحة والإمكانيات هو البحر، وليست هناك دولة فى العالم تستطيع أن تؤمن حدودها سواء البحرية أو الجوية أو البرية بنسبة 100%، خاصة إذا كانت تدعمها أجهزة مخابرات، كما أن هناك مصدراً رئيسياً للسلاح وهو ليبيا التى تعانى من الانفلات الأمنى، وانفتحت كل مخازن تسليح الجيش هناك على مصراعيها، وبعضها يتم تهريبه للإرهابيين فى سيناء، وللأسف حكمنا لمدة عام نظام كان يدعم هذه العناصر وأتاح الفرصة لتجمع كل العناصر الإرهابية بمختلف توجهاتها ليكونوا تحت لوائه وخدمته، وهذا ما برز فى اعتصام رابعة، فكل العناصر الإرهابية الموجودة فى مصر كانت تصعد على مسرح رابعة، كما رأينا قيادات الإخوان هناك يلوحون علناً بورقة سيناء، فهذه العناصر كانت مؤيدة ومدعومة من نظام الحكم فى مصر وأجهزة مخابرات وأجهزة دولية وإقليمية تستخدمها ضمن المخطط الكبير لتحقيق مشروعهم لكى يستقطعوا جزءاً من سيناء يحل القضية الفلسطينية لصالح إسرائيل.
■ ما تركيبة تنظيم «أنصار بيت المقدس»؟
- كل هذه التنظيمات تتبع «القاعدة»، ثم خرجت منه تنظيمات رأت أن تكون لها ملكية خاصة بعيدة عن أهداف «القاعدة»، فاستقلت بنفسها وبدأت تعمل لصالح جهات أخرى، ولكن فى النهاية الفكر واحد، والمهم أن كل هذه التنظيمات لها هدف واحد وهو إقامة دولة الخلافة، علاوة على أنها أداة لتحقيق مخطط انهيار الدول الرئيسية فى المنطقة.
■ وأين دور أجهزة المخابرات المصرية فى رصد هذه التنظيمات وجمع معلومات عنها؟
- أجهزة المخابرات لها عناصرها التى تتابع هذه التنظيمات وترصد أنشطتها وأماكن وجودها وأعدادها ونواياها وتحركاتها، الأمر الذى حدَّ من العمليات الإرهابية، ونجحنا فى تحقيق نتائج جيدة فى عملية تكاد تشبه الحرب النظامية، تشترك فيها كل الأسلحة والتى يطلق عليها حرب الأسلحة المشتركة.
■ ما أنسب الطرق لمواجهة الإرهاب ككل؟
- القوات المسلحة تستخدم أحدث الطرق، فالأعمال الإرهابية تتطلب أن تكون هناك أجهزة معلوماتية توفر المعلومة بدقة بشكل مستمر عن هذه العناصر، ونحن فى الفترة الأخيرة استطعنا جمع العديد من هذه المعلومات، بعد أن كان هناك قصور فى فترات سابقة، الأمر الذى انعكس على حجم العمليات الإجهاضية والاستباقية التى تمت ضد هذه التنظيمات التى تكبدت خسائر كبيرة، كما أن مواجهة الإرهاب تحتاج لوقت طويل، خاصة إذا ما كانت هناك جهات خارجية تموله وتدعمه.
■ وكيف يتسلل هؤلاء الإرهابيون إلى البلاد؟
- بعض العناصر تدخل عن طريق زيارات سياحية ثم تتسلل إلى سيناء، وهذه من أخطر العناصر؛ لأنها فى الأغلب تكون القوى المخططة والمدبرة، ومن الصعب ضبطها والسيطرة عليها؛ لأنها تسير وفقاً لأجهزة مخابرات.
■ هل معنى هذا أننا أمام حرب دول؟
- نعم، فهناك دول تمول وأجهزة مخابرات تمد بالمعلومات وتدرب العناصر الإرهابية فى التنظيمات، وما زال هدف تقسيم مصر قائماً حتى الآن، لكى تصير مثل العراق وليبيا وسوريا واليمن، إلا أن هذا لن يتحقق لأن الجيش المصرى وراءه شعب، والعامل الوحيد الذى يفرقنا عن غيرنا هو الاحتشاد الشعبى وراء الجيش، وكان المقصود هو الفصل بين القيادة والجيش والشعب.
■ منذ 30 يونيو دمر الجيش المئات من الأنفاق بين غزة وسيناء، فمتى سيتم القضاء عليها؟
- من الصعب القضاء عليها؛ لأن الأنفاق تبدأ من رفح الفلسطينية، ويسير النفق تحت الأرض حتى يصل إلى رفح المصرية، بحيث تكون فتحته الأخرى فى بيت أو مزرعة أو فى غرفة صغيرة أو «بلاعة صرف صحى»، والفتحات كلها فى أماكن غير ظاهرة، لذلك كان القرار إزالة كل البيوت على 500 متر بالتوالى، كما أننا الآن نغلق الفتحات فقط، ولكن جسم النفق يظل موجوداً، ما يعنى إمكانية فتحه مرة أخرى، وهناك أنفاق تصل إلى 2 و3 كيلومترات فى الأراضى المصرية، ولا حل إلا من خلال توجيه ضربة لهذه الأنفاق فى رفح الفلسطينية للقضاء عليها، وبالطبع من الصعب القيام بذلك، فمثلاً هناك أنفاق بين المكسيك والولايات المتحدة ولم تستطع أمريكا القضاء عليها على الرغم من استخدامها أحدث المعدات والأسلحة المتطورة.
■ كيف ترى الخريطة الجغرافية لموقع الأحداث التى تدور فيها العمليات الإرهابية؟
- منطقة الإرهاب كلها من رفح وحتى شرق الشيخ زويد لا تتجاوز 2% أو 3% من مساحة سيناء، محصورة فى حوالى 12 قرية صغيرة، تتمركز بها العناصر الإرهابية، لكن المشكلة أن بها كثافة سكانية لمدنيين، ومن الصعب اقتحام هذه المنازل، ومن فضل الله أننا حتى الآن لم نسمع عن أى خسائر فى الأرواح للمدنيين، وهو ما يعكس دقة المعلومة عن هذه العناصر الإرهابية، كما أن أجهزة المخابرات اخترقت بشكل كبير هذه التنظيمات وتعاونت مع المدنيين لاختراقهم وملاحقتهم.
■ هناك من يقول إننا لا نملك حرية التحرك فى سيناء وفقاً لاتفاقية السلام؟
- اتفاقية السلام حددت 3 مناطق فى سيناء وهى (أ، ب، ج)؛ فالمنطقة «أ» من قناة السويس حتى خط المضايق، وهى المنطقة المسموح فيها بتمركز قوات مصرية رئيسية من تشكيلات ومدفعية ودبابات ودفاع جوى، على مساحة من «60 إلى 70» كيلومتراً، والذى شارك فى وضع بنود كامب ديفيد لم يفرط فى هذا الخط الرئيسى، والمنطقة «ب» التى تلى هذا الخط وهى من العريش حتى رأس محمد مسموح فيها بقوات حرس حدود وعناصر استطلاع، والمنطقة «ج» تمتد من خط الحدود الدولية وحتى 50 كيلو غرباً توجد بها قوات شرطة مدنية، وعندما بدأت القوات المسلحة تجابه الإرهاب، أوجدنا كل القوات المسلحة فى كل سيناء وحتى رفح، على الرغم من أن هذا مخالف لاتفاقية السلام، وهذا دليل على أن اتفاقية كامب ديفيد لم تمنع القوات المسلحة من مواجهة هذا الإرهاب.[SecondQuote]
■ فى تقديرك.. أين توجد مخازن السلاح الخاصة بهذه التنظيمات؟
- فى فترة حكم الإخوان تدفقت الأسلحة وتم تخزينها فى مناطق بين رفح والشيخ زويد، والجيش المصرى اكتشف معدات كثيرة، إلا أن عمليات تدفق السلاح ما زالت مستمرة، لكنها ليست بالكميات السابقة وهى تأتى من حماس وتركيا وقطر ومن داخل مصر أيضاً.
■ ما الاختلاف بين العمليات الإرهابية الآن والتسعينات؟
- عمليات التسعينات كانت منظمة داخلياً وسهل السيطرة عليها، لذلك تم تجفيف منابع الإرهاب وأحكمنا السيطرة على هذه العناصر، أما الآن فهناك جهات خارجية تمول وتخطط بشكل كبير ومعظم منفذى العمليات غير مصريين.
■ هل تتوقع حدوث عمليات كبيرة فى الفترة المقبلة من التنظيمات الإرهابية، أم ستكون هناك حالة من الاسترخاء؟
- أتوقع حدوث عمليات فى مكان آخر وبطريقة أخرى، بسبب الضغط المستمر من قبَل القوات المسلحة عليهم فى سيناء، ومن الممكن استهداف مناطق داخلية ومشروعات كبيرة كقناة السويس الجديدة، أو الأماكن السياحية فى الأقصر والغردقة وشرم شيخ أو غيرها من الأماكن الحيوية، ولكنها ستكون عمليات فردية وليست بمجموعة كبيرة، بسبب التشديدات الأمنية المتخذة فى هذه المناطق.
■ متى ستنجح مصر فى القضاء على الإرهاب نهائياً؟
- لا يوجد قضاء نهائى على الإرهاب إلا باستراتيجية كاملة، فالإرهاب فى التسعينات كانت العمليات فردية وكانت تحركاتنا على أكثر من جهة، تحركنا أمنياً وضربناهم ضربات أمنية موجعة، وتحركنا اجتماعياً وبدأنا الاهتمام بالصعيد والأماكن والقرى الفقيرة، والقوى الدينية تحركت فعالجنا الموضوع بشكل كامل من كل جوانبه.
وأؤكد أن الأوضاع الآن تغيرت، فهناك عمليات إرهابية تنفذ فى أعتى الدول الأوروبية التى تمتلك أجهزة أمنية عالية جداً، ففى أمريكا وفرنسا وبريطانيا ما زلنا نسمع عن إرهاب هناك، لكن يمكن الوصول لمراحل متقدمة فى مواجهة الإرهاب من خلال تعاون المواطنين مع الأجهزة الأمنية والإبلاغ عن أى شىء غريب مشتبه به، لملاحقة الإرهابيين وإجهاض العمليات الإرهابية قبل حدوثها وتقليل الخسائر، بالإضافة إلى ضرورة تنمية المناطق المتطرفة، وتجديد الخطاب الدينى سيحد من العمليات الإرهابية بشكل كبير، ويجب علينا أن نجفف منابع الإرهاب، ونبحث عن الدول التى تريد تنفيذ هذه العمليات بالتواصل معها أو من خلال الضغط عليها عن طريق دول أخرى فى محاولة لمنعها من تنفيذ مخططاتها.[ThirdQuote]
■ ما العلاقة بين «حماس» و«داعش»؟
- كلاهما له مصلحة واحدة وتوجه فكرى واحد وهو إقامة دولة الخلافة.
■ ماذا عن حروب الجيل الرابع التى نشهدها الآن؟ وما مدى تأثيرها؟
- حروب الجيل الرابع هى الأداة الرئيسية لإدارة الصراع؛ لأن الحرب النظامية بين الدول أصبحت كلفتها عالية جداً، فالطائرة الـ«إف 16» تتكلف 80 مليون دولار دون تسليح، أما الحرب الإلكترونية فيمكنها تدمير أجهزة العدو دون أى تدخل وبأقل التكاليف.
■ هل نمتلك آليات لرصد ومتابعة هذه الحروب؟
- هذه الحرب لها شق إيجابى وهى أن يكون لديك إمكانية التأثير على الخصم بنفس الإمكانيات التى يملكها، فيحدث له ردع فلا يقوم بالمحاربة الإلكترونية لأنه يعلم أنك سترد هذه الضربة بمثلها، والشق السلبى هو أننا نكون فى ركن الدفاع والمنع.
■ كيف ترى الإجراءات التى يتخذها الفريق أسامة عسكر، قائد العمليات فى سيناء؟
- أحيى الفريق أسامة عسكر على النجاح الذى تم تحقيقه فى العمليات الأخيرة وفى إدارته للعمليات حتى الآن، فهو يطبق ما يقوله الكتاب، وهو كيف تضع العدو تحت ضغط مستمر.
■ وما تحليلك لزيارة الرئيس السيسى لسيناء بالزى العسكرى؟ ولماذا لم يظهر وزير الدفاع فى الزيارة؟
- زيارة الرئيس السيسى بالزى العسكرى لتأدية التحية للجنود؛ لأنها لا تؤدَّى إلا بالزى العسكرى وغطاء الرأس، وهو الأمر الذى يشعر الجنود بأنه ما زال جزءاً من الجيش وواحداً منهم، وهذا أمر له تأثير معنوى كبير جداً، فالقدرة القتالية ترتفع بنسبة 60% من خلال الروح المعنوية، كما أنه أوصل رسالة للعالم مفادها أن مصر تمر بحالة حرب، وعلى الرغم من ذلك فإن الرئيس موجود فى موقع الأحداث، وهذا دليل على أن الأوضاع الأمنية أصبحت أكثر استقراراً.
أما عن اختفاء وزير الدفاع عن الزيارة فهى احترازات أمنية فقط، ففى مثل هذه الظروف لا يصح أن يذهب كل منهما فى زيارة واحدة تحسباً لأن يحدث شىء، كما أن وزير الدفاع لديه مهام أخرى، فهو يدير العمليات ويتابع الأحداث.
■ كنت مستشاراً لمدير المخابرات الحربية وتعاملت مع الرئيس السيسى حينها، فما انطباعك عنه؟
- عملت مع الرئيس السيسى فى مرحلتين؛ مرحلة وهو فى الرتب الأولى، كان رائداً وضابطاً محللاً فى فرع المعلومات، وهو الفرع المختص بصياغة التهديدات التى تواجه الدولة حتى تبنى عليها القوات المسلحة خططها المستقبلية، وكنت فى هذا الوقت رئيساً لهذا الفرع، وبعدها أُحلت للتقاعد واستُدعيت مرة أخرى لأعمل كمساعد لمدير المخابرات ثم مستشاراً له اعتباراً من عام 2000 وحتى عام 2013، وعندما جاء الرئيس السيسى نائباً لمدير المخابرات الحربية ومديراً للمخابرات بعدها، كنت مستشاراً له لمدة 20 شهراً، وهو يمتلك مميزات عديدة، أهمها أنه عمل مديراً للمخابرات ويعلم التهديدات التى تواجه الأمن القومى، ما يساعده على الوصول للفكر المناسب لمواجهة هذه التهديدات، كما أنه يعلم عن ظهر قلب مشكلات مصر الاستراتيجية، ونجح أثناء وجوده كمدير للمخابرات الحربية، ووقتها كلف الضباط بدراسة مشكلات مصر الداخلية أيضاً وليست الخارجية فقط، ولذلك عندما تولى القيادة رأينا فى اجتماعاته بالوزراء أنه كان يمتلك معلومات أكثر وأدق من الوزراء أنفسهم، كما أنه مستمع جيد لأجهزته وهى من النقاط المهمة التى افتقدناها فى رؤساء سابقين.