مصر الحلوة فى دمياط: المسيحى يشترى فانوس رمضان.. وفى العيد يأكل الكعك

كتب: سهاد الخضرى

مصر الحلوة فى دمياط: المسيحى يشترى فانوس رمضان.. وفى العيد يأكل الكعك

مصر الحلوة فى دمياط: المسيحى يشترى فانوس رمضان.. وفى العيد يأكل الكعك

بوجهه البشوش وملامحه الطفولية، يجلس الأب بندليمون مترى، كاهن كنيسة الروم الأرثوذكس بدمياط، على مقعده بكنيسته يستمع إلى التراتيل ويتمتم بها وإلى جواره فوانيس رمضان، التى طالما حرص على اقتنائها مبكراً أسوة بالمسلمين.. يقلب فى كتاب ويقرأ ويدوّن، ثم يستعد للخروج للقاء أصدقائه من المسلمين كعادته كل يوم للحديث والتندّر حتى ساعات الإفطار، التى غالباً ما تنتهى بتلبية عزومات أصدقائه أو يتوجه إلى إحدى موائد الرحمن التابعة للقوات المسلحة ليشعر بالألفة والطمأنينة بين أبناء محافظته. يقول «بندليمون» لـ«الوطن»: «رمضان شهر العفو والسماح والرحمة والمغفرة، وننتظره من العام إلى العام، فمنذ الصغر تعودت أن أشارك إخوتى المسلمين فى إفطارهم، حيث كنت أتوجه لشراء الفول والطعمية والخبز وباقى طلبات المنزل، وأتوجه إلى منزلنا، لتقوم والدتى بإعداد الإفطار بمشاركة جارتنا لنجتمع على مائدة واحدة، ونتناول الإفطار، ثم نلهو بالفوانيس عقب ذلك، ومثلما كنت فى طفولتى، صرت أحرص أكثر فى الكبر على قضاء طقوس رمضان، لتوصيل رسالة إلى الجميع بأننا شعب واحد، فرحنا وحزننا واحد، دون أدنى تفرقة فى أى مناسبة». يتحدث «بندليمون» عن علاقته بالمسلمين، قائلاً: «يزداد قربنا فى رمضان، ونقول للعالم كله إحنا فى مصر نعيش بالمحبة، مسلمين ومسيحيين، لا يوجد فرق فى دين أو عقيدة، فقبل بدء الشهر الكريم حرصت على شراء فانوس رمضان الدمياطى لى ولعائلتى، ومنذ اليوم الأول وكل يوم بافطر فى مكان مختلف، أول يومين فطرنا فى موائد الرحمن، وكان استقبال المسلمين لى بالغ الحفاوة، حتى أسرعوا فى تقديم إفطارهم لى تعبيراً عن محبتهم، كما أحرص على الانضمام إلى الإفطار بالمدارس، وفى المساء نقضى سهرات رمضان بقصر الثقافة». أما ليليان أسعد، زوجة الأب بندليمون، فتؤكد أن شهر رمضان هو الأقرب إلى قلبها منذ طفولتها. وأضافت: «رأيت مدى العلاقة الطيبة التى تجمع والدتى بجاراتها المسلمات، فمنذ طفولتى كنت أحرص على الإفطار مع صديقاتى وجيرانى يومياً، كما كنت أشاركهم الصيام أحياناً، وكنا نجتمع للإفطار فى منزل أحد الجيران ثم مشاهدة برامج ومسلسلات رمضان». ووجهت «ليليان» رسالة إلى كل من يعمل على هدم الدولة وزرع الفتنة: «كفاية خراب ودمار.. عمرنا ما حسينا بفرق بين مسلم ومسيحى من زمان، ومهما فعلتم فلن تشعلوا فتيل الفتنة حالياً».