الاعتكاف فى جامع «عمرو».. صلاة وتسابيح.. والبطاقة شرط الدخول

الاعتكاف فى جامع «عمرو».. صلاة وتسابيح.. والبطاقة شرط الدخول
تزين جامع عمرو بن العاص بمدينة الفسطاط، فى حى مصر القديمة، من الخارج بزينة رمضان والأنوار الملونة التى انعكست على جدرانه العريقة، وما إن تطأ قدماك بالداخل، فيستقبلك الجامع مفروشاً بسجاد جديد تفوح منه رائحة العطر.. الاعتكاف هو السمة المميزة للمسجد فى أول ليلة من العشر الأواخر من الشهر الكريم، ففى أحد أركان المسجد خصص المعتكفون ركناً للاعتكاف محوطاً بصوان بعد تقسيمه من الداخل إلى غرف تفصلها الملاءات والحبال، حيث تحولت الجدران إلى «شماعات» تحمل جلابيب وملابس من أتوا للاعتكاف، تحجبها الخيمة عن الأنظار.
أحمد عبدالنبى، 70 عاماً، يسند ظهره إلى أحد الجدران، ممسكاً مسبحته الرمادية، ذاكراً الله بصوت مسموع. وشابٌ عشرينى يُرتل القرآن بصوت منخفض عذب بين المغرب والعشاء وثالث يُصلى. ولم يختفِ الأطفال عن المشهد ببراءتهم ولهوهم فى صحن المسجد، لكن ظل البطل الرئيسى هو صلاة التراويح، التى جذبت الجميع بلا تمييز.
وكان للنساء حظ من الاعتكاف أيضاً، ففى الجهة الأخرى يفصلهن عن مصلى الرجال «صوان» بطول المسجد بباب خاص بهن.
يقول «السيد عبداللطيف» إنه جاء من مدينة كفر الزيات قاطعاً مسافة كبيرة إلى القاهرة ليعتكف بجامع عمرو، موضحاً أنه لا يشعر بطعم الاعتكاف إلا فى سابع مسجد بُنى على الأرض، حسب قوله. ويتابع: «دى السنة الـ25 اللى باعتكف فيها بجامع عمرو، وسبب تعلقى بالمسجد أنى باحس إنى جالس فى المسجد النبوى».
التقط الحديث محمد عبدالرازق، مدير شركة: «حاولت أن أخوض تجربة الاعتكاف والمبيت فى المسجد هذا العام، لكن لم يتيسر ذلك لى بسبب ظروف عملى، لكنى أحضر إلى المسجد بنية الاعتكاف بعد انتهاء العمل مباشرة وأظل بالمسجد حتى صلاة التراويح ثم أعود إلى بيتى فى حلوان».
أما محمد حسن قاعود، إمام وخطيب المسجد، فقال إن أعداد المصلين تصل ذروتها ليلة السابع والعشرين ليبلغ عددهم أكثر من نصف مليون. وتابع: «توافد أئمة كبار من أمثال الدكتور محمد عبدالكريم والشيخ إسلام فكرى ليؤموا الناس حالياً فى صلاة القيام بعدما سافر الشيخ محمد جبريل»، مشيراً إلى أن الشيخ «جبريل» سيُصلى بالناس ليلة السابع والعشرين، وهو ما أعلنت عنه إدارة المسجد.