عائلة فلسطينية تفقد 3 أبناء برصاص الجيش الإسرائيلي

كتب: (أ ف ب) -

عائلة فلسطينية تفقد 3 أبناء برصاص الجيش الإسرائيلي

عائلة فلسطينية تفقد 3 أبناء برصاص الجيش الإسرائيلي

علقت عائلة الكسبة على مدخل منزلها في مخيم قلنديا في الضفة الغربية لافتة حديدية كتب عليها "منزل الشهيدين الشقيقين سامر وياسر الكسبة"، إلا أنها لم تتوقع أن القدر سيكون قاسيا معها إلى هذا الحد، فيقتل الشقيق الثالث محمد قبل أيام برصاص الجيش الإسرائيلي أيضا. واكتفت العائلة هذه المرة بوضع صورة الشقيق الثالث إلى جانب صورة شقيقيه على مدخل المنزل. ولا يزال الأب سامي الكسبة (54 عاما)، يتذكر حين قتل ابنه ياسر (11 عاما) في نوفمبر 2001، بعد أن أصابته رصاصة معدنية أطلقها الجنود الإسرائيليون في الرأس عند حاجز قلنديا القريب. ويضيف الأب، لوكالة "فرانس برس"، "حين حاصر الإسرائيليون الرئيس ياسر عرفات في مقر المقاطعة في العام 2002، قتل ابني الثاني سامر (15 عاما)، بعد أن أطلق عليه جنود الاحتلال النار قرب المقر". ويتابع الأب الحزين "كل يوم عندنا شهيد في فلسطين، هذا احتلال والمسيرة طويلة لتحرير فلسطين والعيش بسلام". تجلس الأم فاطمة وهي تلاعب مسبحة بأصابعها، فيما جلست بعض النسوة إلى جانبها لمواساتها بفقدان ابنها الثالث محمد قبل أيام، بعد أن قتل برصاص ضابط إسرائيلي. وتقول الأم "أعيش حسرة لا يتحملها إنسان على أبنائي الثلاثة، وكان آخرهم محمد (17 عاما)، وساموت وأنا أعيش الحسرة عليهم"، تتوقف للحظة وتتابع وهي تنتحب "كان بإمكانهم أن يعتقلوا محمد، فلماذا قتلوه؟ لقد قاموا بإعدامه". وتضيف "كان محمد ينظم عمليات السير على حاجز قلنديا ويساعد الناس القادمين لدخول مدينة القدس من أجل الصلاة في الأقصى، هل هذا الأمر عمل إرهابي؟". وتتابع الأم "محمد كان كل شيء، كان المدلل للعائلة، وكنت أربيه على أساس ألا يتذكر استشهاد شقيقيه سامر وياسر، لكنهم حرموني منه أيضا". وقتل الفتى محمد في 3 يونيو الماضي، بعدما أطلق عليه ضابط إسرائيلي النار إثر تعرض سيارته العسكرية للرشق بالحجارة عند حاجز قلنديا. أظهر شريط فيديو نشرته منظمة حقوقية إسرائيلية، أن ضابطا إسرائيليا لاحق الفتى محمد وقتله في وقت لم تكن حياة الضابط معرضة للخطر، وهو ما ينفي الرواية الإسرائيلية الأولى. غير أن تجربة العائلة مع القضاء الإسرائيلي لا تعطيها الأمل أن القضاء قد يكون منصفا معها، ويروي الأب قصة الابن الرابع تامر، حين أصيب أمام المخيم برصاصة في ظهره خرجت من بطنه في العام 2007، ولا يزال يعاني من الإصابة حتى اليوم بسبب إزالة قسم من أمعائه. أوضح الأب سامي، "نقل ابني حينها إلى داخل إسرائيل وعولج في المستشفيات الإسرائيلية، وبلغت تكلفة العلاج نحو خمسة آلاف دولار، دفعناها نحن". وتابع "توجهنا إلى القضاء الإسرائيلي، لكن المحكمة حكمت على ابني تامر بدفع غرامة قيمتها 20 ألف شيكل أي 5500 دولار". واستقبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس، عائلة الكسبة في مكتبه قبل أيام، حيث ذكر الأب سامي ان الرئيس عباس وعده أن تطرح قضية مقتل ابنه تامر ضمن أولى القضايا التي ستضعها السلطة الفلسطينية على طاولة محكمة الجنايات الدولية. واعتقل الأب لدى أجهزة الأمن الإسرائيلية أكثر من 30 مرة منذ الانتفاضة الأولى في العام 1987، كان أكثرها في الاعتقال الإداري لثلاث سنوات. أطلق ثائر الابن الخامس لسامي على ابنيه اسمي شقيقيه، سامر (7 سنوات)، وياسر (9 سنوات)، في إشارة إلى استمرارية الحياة، كما يقول. ويضيف ثائر، وهو يشير إلى شريط الفيديو الذي بثته مؤسسات حقوقية إسرائيلية ودولية، "الشريط يدل على أن الضابط كاذب وتقصد القتل"، ويتابع "الإسرائيليون حاقدون وهم يجرون الشعب الفلسطيني إلى حكم الإعدام". وتعمل عائلة الكسبة الآن، كما يقول ثائر، على جمع صور وشهادات للإثبات أن ابنهم محمد قتل دون أن تكون هناك مواجهات. ويقع مخيم قلنديا على مقربة من مدينة القدس، حيث تقيم إسرائيل حاجزا تحول على مدار السنوات إلى معبر، يربط مدينة القدس بباقي أجزاء الضفة الغربية. ويتدافع آلاف الفلسطينيين من مختلف المدن الواقعة شمال الضفة الغربية إلى هذا الحاجز، في محاولات للدخول إلى المسجد الأقصى للصلاة، خاصة في شهر رمضان. ويقول الشاب ثائر، إن كثيرا من الفتية والشبان من أبناء المخيم، قتلوا برصاص الجيش الإسرائيلي فقط في أشهر رمضان. وحسب ناشطين في مخيم قلنديا، فإن 52 فلسطينيا قتلوا برصاص الجيش الإسرائيلي في هذا المخيم منذ العام 1987.