"منار".. "فتاة السكوتر" تحدت المجتمع واقتحمت عالم الرجال

"منار".. "فتاة السكوتر" تحدت المجتمع واقتحمت عالم الرجال
أكثر من ساعة ونصف، كانت تقضيها يوميًا وسط الزحام حتى تتمكن من الذهاب إلى عملها، أو العودة إلى منزلها عقب انتهائه، شكلت حافزًا لها لتثور على عادات وتقاليد مجتمع اختص فيه الرجال بقيادة الدراجات البخارية "السكوتر"، وحرمت المرأة من ذلك دون أي أسباب قانونية تمنعها سوى أنها كائن ضعيف في نظر البعض.
منار ماجد، تروي لـ"الوطن"، قصة تحديها للجميع لتصبح أول فتاة تستخرج رخصة قيادة دراجة بخارية، والتي بدأت بذهابها إلى إدارة المرور ووقوفها في طابور طويل كانت فيه الفتاة الوحيدة، "ضابط المرور قاللي لازم أتأكد أنك بتعرفي تسوقي كويس جدًا، وبدأ في وضع الأقماع على شكل حرف (s) إلى أن مريت بينهم بسهولة، لأحصل على لقب أول فتاة تستخرج رخصة قيادة دراجة بخارية".
فتاة "السكوتر"، التي تبلغ من العمر 25 عامًا، تخرجت من كلية الآداب قسم علم النفس، وتعمل في وزارة الداخلية كموظفة مدنية، ورغم أنها تنتمي إلى أسرة ميسورة الحال وتمتلك سيارة خاصة، إلا أنها وجدت راحتها في وسيلة نقل أكثر انتشارًا بين الفئات الكادحة بسبب رخص ثمنها، الذي لا يتجاوز خمسة آلاف جنيه.
"طيب ما تجيبيلك سكوتر"، كلمة خرجت من فم أبيها لتحمل معها الحل السحري لمغامرات مرت بها، لدرجة "منار"، أنها لم تعد تطيق الذهاب إلى عملها، لكنها ظنت أن والدها يمازحها، فهزت رأسها، من دون أن تدري أنها ستأخذ كلامه بجدية، لتجد دراجة بخارية في انتظارها أسفل بيتها في اليوم التالي، "وأنا صغيرة كنت بركب عجل، عشان كده الموضوع كان سهل بالنسبة ليا، وظل والدي يركب خلفي وأنا أقود السكوتر حتى يتأكد من إجادة قيادتي لها، لدرجة أنه عقب وصولي إلى عملي كان يأخذ الدراجة ويتوجه بها إلى عمله خوفًا من أن يتركها لي فأعود إلى المنزل بمفردي".
"منار" تصف قيادة الدراجة البخارية بالرفاهية، بعدما استطاعت الوصول إلى عملها بسرعة وإمكانية مرورها بين السيارات لصغر حجمها، وسهولة إيجاد مواقف، إلى جانب ما توفره في النفقات، بحيث لا تستهلك وقودًا كثيرًا كالسيارة.

منار أول فتاة تحصل على رخصة قيادة "سكوتر"
مضايقات كثيرة تتعرض لها الشابة العشرينية من سائقي "الميكروباص" أثناء قيادتها للدراجة البخارية، فضلًا عن الإساءات التي تعرضت لها بعد نشر صورها على موقع التواصل الاجتماعي أثناء ركوب "السكوتر"، إلا أنها تعتز بآراء بعض السيدات الذين وصفوها بـ"بنت بميت راجل".
تعرب "منار" عن أمنيتها في تعميم فكرة سواقة الفتيات للدراجات النارية في مصر، خاصة أنه يوفر الكثير في الوقت والمال، ولتقليل الزحام في الشوارع، والتخلص من حالات التحرش في وسائل المواصلات، مؤكدة أنها تحاول قدر الإمكان الالتزام بكل قوانين المرور أثناء القيادة، باستثناء وضع الخوذة، التي تشعرها بالاختناق أحيانًا، نظرًا لوجود مشاكل لديها في الجيوب الأنفية، فتضطر إلى خلعها.
تنهي الشابة المتمردة حديثها بابتسامة عريضة ارتسمت على شفتيها وهي تتذكر إحدى اللجان المرورية التي استوقفتها، وعندما شاهدها أحد الضباط الذي يحمل رتبة "لواء" ابتسم قائلًا: "إيه الجمال ده"، ثم سألها عن رخصتها التي أظهرتها لهن، فما كان من الضابط إلا أن قال: "مش لازم أشوفها، ربنا يستر طريقك".