مصطفى ومحمد.. الصبح أطباء وبالليل «عمال نظافة»لمواجهة الإهمال والتلوث

كتب: شيرين أشرف

مصطفى ومحمد.. الصبح أطباء وبالليل «عمال نظافة»لمواجهة الإهمال والتلوث

مصطفى ومحمد.. الصبح أطباء وبالليل «عمال نظافة»لمواجهة الإهمال والتلوث

مشهدان متناقضان للطبيب نفسه، فعمله الصباحى فى المستشفى يدفعه لارتداء البالطو الأبيض ومتابعة مرضاه المترددين على المكان، ومع حلول الليل يبدأ عمله الإضافى، الذى يضطره لارتداء أفارول عمال النظافة، وبدلاً من السمّاعة يمسك «الممسحة» ليبدأ مهمة تنظيف الأرضيات. لم يكن د. مصطفى أحمد، طبيب باطنة، وحده فى فعله، شاركه فيه بعض زملائه بمستشفى الأطفال الجامعى، بحثاً عن معنى آخر للحياة، حيث يعتبرون عملهم الليلى واجباً فوق دورهم «ملائكة للرحمة»: «مش عيب الواحد ينضف مكان شغله، العيب إننا نقعد فيه وهو ملوث وبدل ما نعالج الأطفال نمرضهم»، الهدف الذى يسعى إليه «مصطفى» وصديقه «د. محمد»، فرغم مهنتهم كأطباء، لم يمنعهم ذلك من تنظيف المستشفى من تراكم الأتربة واتساخ الأرضيات: «أنا ومحمد بقالنا سنتين فى المستشفى، جينا مع بعض وفى نفس القسم وأفكارنا دائماً واحدة وعلى طول نتشارك فى الخير، ميهمناش إننا أطباء والناس تشوفنا بلبس النظافة لأننا فى النهاية بنعمل عمل خير». «دكاترة الرحمة».. اللقب الذى حصل عليه «مصطفى» و«محمد» من زملائهما بالمستشفى، بعد شهرين من العمل الخيرى فى تنظيف المستشفى: «إحنا المفروض يكون عندنا رحمة فى كل حاجة، زى ما بنراعى الله فى علاج الأطفال المرضى، لازم نخليهم فى مكان غير ملوث، وعشان كده لما شفت أنا ومحمد التراب اللى موجود فى المستشفى والأرضيات اللى أغلبها مش بتتنضف، فكرنا ننضفها بنفسنا».