الاتحاد الأوروبى "متخبط" بعد النتائج الأولية لاستفتاء اليونان

كلمة «لا» واحدة قالها اليونانيون، أمس الأول، فى الاستفتاء على الخطة الأوروبية الجديدة لسداد ديونهم، كان لها صدى واسعاً على الصعيد الداخلى والأوروبى، فبمجرد إصدار النتائج الأولية، مساء أمس الأول، وتقدم «لا» على «نعم»، بدأ كل شىء فى الانهيار، وكانت بداية هذا الانهيار مع الأسواق المالية اليونانية والأوروبية، حيث انخفضت مؤشرات البورصة اليونانية بمنحنى كبير، كما تراجعت الأسهم العالمية بعد أن قال الناخبون اليونانيون «لا» على العرض الأخير من دول أوروبا. ففى أوروبا، خسر مؤشر «داكس» الألمانى 1.4٪، وتراجع مؤشر «كاك» الفرنسى 1.6٪ فى التعاملات المبكرة، بينما تراجعت الأسهم الأمريكية بصورة أكبر، وأغلق مؤشر «نيكى» اليابانى بنسبة 2.2٪، فى حين خسر مؤشر «كوسبى» بنسبة 2.4٪، وتراجع المؤشر الأسترالى بنسبة 1٫2%. ولم يتوقف الأمر عند انهيار الأسواق المالية، فسرعان ما أعلنت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن لعقد لقاء مع الرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند، مساء أمس، لبحث ما أسفر عنه الاستفتاء اليونانى، بالإضافة إلى عقدها اجتماعاً آخر مع رؤساء البنك المركزى الأوروبى، وأشار الكثير من الصحف الأوروبية فى تقاريرها، أمس، إلى احتمالية ألا تحصل اليونان على المزيد من الأموال من دول الاتحاد الأوروبى قريباً. وأضافت الصحف أن الحكومة اليونانية قد تضطر إلى دفع المتقاعدين والعاملين فى القطاع العام إلى سداد جزء من سندات الديون من أجورهم. وأكدت وكالة أنباء «رويترز» أن نتيجة هذا الاستفتاء قد تؤدى إلى سلسلة من الأحداث تُفضى إلى أن تُصبح اليونان أول دولة تغادر «منطقة اليورو». وشددت الوكالة على أنه «إذا كانت أوروبا غير مستعدة للتنازل قليلاً للوصول إلى اتفاق مُرضٍ للطرفين، فإن اليونان ستتعرض لعاصفة تهز اقتصادها، وسوف تضطر اليونان إلى بدء طباعة عملتها الخاصة قريباً». وأكدت شبكة «سى إن إن» الأمريكية فى تقريرها، أمس، أن مخاطر تداعيات الانهيار الاقتصادى الذى قد يصيب اليونان، سيؤثر بشكل كبير على اقتصاد دول أوروبية أخرى ذات اقتصاد ضعيف. وأكدت صحيفة «جارديان» البريطانية أن ما حدث فى استفتاء اليونان سيؤثر على كل دول «منطقة اليورو». وأضافت الصحيفة البريطانية أنه «حتى الآن من غير الواضح كيف ستستجيب ألمانيا وفرنسا والمؤسسات الأوروبية الكبيرة إلى نتيجة الاستفتاء.