هل حققت "عاصفة الحزم" حلم القوة العربية المشتركة؟

هل حققت "عاصفة الحزم" حلم القوة العربية المشتركة؟
ما زالت حرب اليمن مستمرة إلى الآن بعد أكثر من 100 يوم من بدء عملية "عاصفة الحزم"، ويرى خبراء أمنيون وعسكريون أنها لم تحقق استقرار اليمن وعودة الشرعية كما لم تحقق حلم "القوة العربية المشتركة" لأنها في غير صالح الغرب الذي تيقن أن أي "قوة" تجمع الدول العربية معًا هو أمر ضد أهدافه كما حدث في حرب أكتوبر 1973 وكيف كان التحام وتوحد العرب معًا سببًا رئيسيًا في انتصارنا.
وأكد الخبراء أن تشكيل "القوة العربية المشتركة" كان يجب أن يحدث منذ فترة طويلة ليكون "فعلًا" وليس "رد فعل"، كما أشاروا إلى أن حرب اليمن سوف تستمر فترة وأنه يجب تدخل القوات البرية في اليمن وإن كان على هذا التدخل محاذير لعدة أسباب.
[FirstQuote]
أكد اللواء يسري قنديل، وكيل المخابرات البحرية المصرية الأسبق، أن حرب اليمن بعد مرور أكثر من 100 يوم عليها لم تحقق حلم "القوة العربية المشتركة" ولم تحقق استقرار اليمن حتى الآن، فالأمة العربية في خطر وفي حالة حرب، وهي حرب جديدة هدفها تفتيت العالم العربي من الداخل، والدول العربية تحارب قوى عالمية لها أطماع في الشرق الأوسط وليست قوة واحدة، مضيفًا أن "الغرب اتضح لهم أن وجود قوة عربية مشتركة معًا لن يحقق أطماعهم وأهدافهم، كما حدث في حرب أكتوبر 1973، فتلاحم القوى العربية معًا فيما يشبه القوة العربية المشتركة وقطع البترول عن الغرب كان سببًا رئيسيًا في انتصارنا، لذلك فدرس التعاون بين القوى العربية لغير صالح الغرب".
وأضاف قنديل، لـ"الوطن"، أن تشكيل "القوة العربية المشتركة" كان يجب أن يحدث منذ فترة طويلة ليكون "فعلًا" وليس "رد فعل" كما هو الحال في طرح فكرة "القوة المشتركة" بعد حرب اليمن، مؤكداً أن الدول العربية كان يجب أن تعد نفسها وتكون جاهزة تمامًا خاصةً وأنها تعلم الأطماع الخارجية جيداً.
وأشار وكيل المخابرات البحرية الأسبق، إلى أن حرب اليمن سوف تستمر فترة لأن تغذيها قوى خارجية، فالحوثيون يتلقون دعمًا من إيران وأمريكا لتفتيت اليمن، كما أن اليمن دولة ذات طبيعة خاصة حيث تتحكم فيها القبائل، والقبائل اليمنية أقوى من الحكومة والدولة، فالنظام القبلي هناك يساعد على عدم استقرار اليمن فالقبائل التي تتلقى أموالاً من أي طرف تنقلب على الدولة وتنظم لمن يدفع لها، مضيفًا أن مخطط الغرب والقوى الخارجية ما زال مستمرًا وينفذه "الحوثيون وداعش وجهة النصرة وبيت المقدس".
وأكد اللواء محمد رشاد، وكيل جهاز المخابرات العامة الأسبق، أنه بعد 100 يوم من الحرب الدائرة في اليمن وعملية "عاصفة الحزم"، نجد أن ميزان القوى في اليمن لصالح الحوثيين، مشيراً إلى أن الضربات القوية من القوات المشاركة في "عاصفة الحزم" لن تنهي أو تحسم الصراع في اليمن ولا بد من تدخل القوات البرية لتكون داعمة للموقف على الأرض، ولكن القوات البرية عليها محاذير كبيرة للتدخل في معركة اليمن فهذا لن يحدث طالما أن ميزان القوى في اليمن لصالح الحوثيين، فلا يمكن للقوات البرية أن تدخل مستنقعًا عديم الفائدة كما حدث في حرب اليمن في القرن الماضي.
وأضاف وكيل جهاز المخابرات العامة الأسبق، لـ"الوطن"، أن "عاصفة الحزم" لم تحقق الهدف منها لأن ليس لها أفق سياسي وبالتالي لم تستطع تحقيق الشرعية في اليمن وعودة نظام عبدربه منصور هادي، مضيفًا "وما ينسحب على القوات البرية ينسحب على القوة العربية المشتركة".