هل كانت "عاصفة الحزم" السبب في تحقيق حلم "القوة العربية الموحدة"؟

كتب: محمود عباس

هل كانت "عاصفة الحزم" السبب في تحقيق حلم "القوة العربية الموحدة"؟

هل كانت "عاصفة الحزم" السبب في تحقيق حلم "القوة العربية الموحدة"؟

"القوة العربية الموحدة"، حلم راود خواطر الملايين من المحيط إلى الخليج، ولطالما كان أملا سعى إليه الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، منذ ستينات القرن الماضي، لمواجهة أي محاولة من أي مستعمر للعدوان على دولة ينطق لسانها بلغة الضاد، إلا أن ذلك الحلم لم يجد طريقه إلى النور على مدار أكثر من نصف قرنٍ من الزمان، تعرضت فيها المنطقة العربية إلى حروبٍ طاحنة وخسائر متعددة. "الإرهاب"، كلمة السر التي فجرت ذلك الحلم من مجرد فكرة عابرة إلى حقيقة على الأرض، تجسدت عبر بيان خرج به القادة العرب في ختام القمة العربية التي جرت بالقاهرة أواخر مارس من العام الحالي، معلنين عن تشكيل القوة العسكرية الموحدة، وربما كان ذلك القرار تحركا سريعا من قادة الدول العربية، تزامن مع بدء العملية العسكرية المعروفة بـ"عاصفة الحزم"، والتي شارك فيها العديد من الدول لوقف زحف الحوثيين وانقلابهم على الشرعية في اليمن. "الوطن" استطلعت رأي اللواء نصر سالم رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق بالمخابرات الحربية، حول ما إذا كانت "عاصفة الحزم" عاملا أساسيا أدى إلى تحقيق حلم القوة العربية الموحدة، حيث أكد أن تلك العملية العسكرية لم تكن السبب الأساسي في تشكيل القوة العربية الموحدة، وإنما ترجع إلى جملة العمليات الإرهابية والتوترات التي شهدتها المنطقة العربية في الفترة الأخيرة، بدليل أن تشكيل هذه القوة العسكرية كان مطلبا ملحا للرئيس عبد الفتاح السيسي قبل عملية "عاصفة الحزم" بأكثر من شهر، وكان أمرا ضروريا استشهاد الأقباط المصريين في ليبيا على يد تنظيم "داعش" الإرهابي، مؤكدا، في السياق ذاته، أن تشكيل قوة عربية موحدة كان أمرا محققا بغض النظر عن وقوع عملية "عاصفة الحزم" من عدمه. سالم أوضح أن القوة العربية الموحدة التي تم الاستقرار على تشكيلها تمر الآن بمرحلة الدراسات من قبل كافة الدول المشاركة فيها، مشيرا إلى أن رؤساء أركان حرب الجيوش العربية اجتمعوا لإعداد الشكل الفني لتكوين تلك القوة العسكرية، ثم يتم وضع الشكل النهائي لهذه القوة العسكرية بعد موافقة كافة الدول على الدراسات الخاصة بها. الخبير الإستراتيجي إشار إلى إمكانية لعب القوة العسكرية الموحدة دورا رئيسيا إزاء ما يحدث في اليمن بالتزامن مع عملية "عاصفة الحزم" حيال عدم التوصل لحل سياسي ينهي الأزمة في اليمن، موضحا أن تدخل القوة العسكرية الموحدة في اليمن سيكون الحل الوحيد الذي يضمن حماية الشرعية في اليمن والقضاء على الإرهاب دون الإضرار بالشعب اليمني أو التدخل في شؤونه، مضيفا أن ذلك التدخل العربي سيكون أجدى من تدخل الأمم المتحدة أو أي جهة أخرى لم تنجح في حل العديد من الأزمات في المنطقة.