بالفيديو| رمضان في ليبيا.. "الشاهي" و"القهوة" والأكلات الشعبية

كتب: أروا الشوربجي

بالفيديو| رمضان في ليبيا.. "الشاهي" و"القهوة" والأكلات الشعبية

بالفيديو| رمضان في ليبيا.. "الشاهي" و"القهوة" والأكلات الشعبية

تتزين شوارع المدينة القديمة في طرابلس الليبية، بالأنوار والزينات الملونة، وترتفع أصوات المساجد بالدعاء والتكبيرات، وتكتظ بالمصلين في صلاتي "التراويح" و"التهجد"، كما تشهد الأسواق الليبية، ازدحامًا شديدًا لشراء مستلزمات الشهر الكريم. تتذكر الدكتورة سعاد فرنكة، كيف كانت المساجد تعج بالمصلين رجالا ونساء صغارا وكبار، ففي شارع السريم كان منزل جدها ضمن 90 عائلة في المنطقة القديمة، منازل تميزت بالتراث الليبي القديم، تقول الطبيبة: "في ليبيا تختلف طقوسنا عن مصر، بخاصة في الشهر الكريم، قبل رمضان بأسبوع تشتري ربة المنزل احتياجاتها من اللحوم والمواد الغذائية الأخرى، مثل الأرز والمكرونة، والدقيق بأنواعه". العديد من الليبين يشترون أدوات منزلية جديدة لرمضان، مثل فناجين القهوة، أو أكواب الماء، أو أطقم الشوربة، فمن العادات الليبية القديمة، أن يتم شراء أدوات منزلية جديدة خلال الاستعداد للشهر الكريم، الذي تكثر فيه استقبال الضيوف، والتحضير للعزائم بين العائلات والأصدقاء. تقول الطبيبة: "أنا عايشة في مصر، بس أنا بحافظ على إني أفطر على الأكلات الليبية، لا تخلو أي مائدة ليبية في رمضان من الشوربة الليبية، وهي عبارة عن قطع من اللحمة ولسان العصفور والحمص، وتختلف كل مدينة في تقديمها، حيث يضاف إليها النعناع في طرابلس، وفي بني غازي يضاف البقدونس". تشتهر ليبيا بالكثير من الأكلات المختلفة، التي تعدّدت طرق تحضيرها من منطقة إلى أخرى، مثل البوريك وجلاش باللحمة المفرومة، إلى جانب الشوربة والرشتة والمكرونة بالبصل والعصبان، فالأكلات الجانبية تكثر في رمضان في معظم الشهر، وتكون أكثرها بعيدة عن الصلصة. بعد الإفطار، يشرب الليبيون القهوة، تقول الطبيبة: "قبل قدوم شهر رمضان تطحن والدتها القهوة المحمصة مع المكسرات، والتي تقدم مع الحلويات الليبية مثل الكعك والمجرود والبريمات والبقلاوة". "الشاهي".. أو جلسة الشاي الذي اسمته "فرحة الشاهي"، لأن العائلة تتجمع في هذه الجلسة، فهي من أهم مميزات الترات الليبي التي بدأت تغيب، ويتميز الشاي بمذاق مختلف، وتميزه بكمية كبيرة من الرغوة على سطحه وأكوابه الصغيرة التي يقدم فيها، والخطوات المتبعة في تحضيره لا تجد لها مثيلا. في إحدى الحارات، يضع رجل شمعة صغيرة خلف صندوق تكون أشكال من الظلال، يبدأ في روايات من "ألف ليلة وليلة"، كانت تجلس "سعاد" مع الأطفال لمشاهدة القصص، بعد أن يدفعوا قرشًا لأصحاب الروايات. يجوب الشوارع الضيقة في المدينة القديمة، يمسك طبلته الصغيرة وعصاه، ومعه الأطفال التي تجري خلفه يرددون خلف "المسحراتي": "سهر الليل يا سهر الليل، عادة حلوة وفعل جميل"، فيصحو للسحور الذي عادةً يكون خفيف، يقتصر على "المحلبية" أو المهلبية، أو "الجويمتة"، وهي أنواع من الدقيق الشعير والقمح وعليه السكر أو العسل مع الشاي. العادات الروحانية للشهر الكريم، تبدأ بصلاة وحفظ القرآن الكريم، إلى جانب موائد الرحمن في كافة ربوع ليبيا، وتُقيمها جمعيات أهلية عديدة ومُنتشِرة.