محمد فودة: لا أسعى لمقعد البرلمان.. وسأستمر فى خدمة أهل «زفتى»

محمد فودة: لا أسعى لمقعد البرلمان.. وسأستمر فى خدمة أهل «زفتى»
على الرغم من أن الطريق أمامه لم يكن مفروشاً بالورورد إلا أنه اختار وبمحض إرادته أن يسلك مجال «العمل العام» فاستطاع وفى وقت وجيز أن يحقق الكثير والكثير من الإنجازات، إنه الإعلامى محمد فودة الذى يتمتع بشخصية صلبة وعنيدة فى اقتحام المشكلات ومواجهتها بشجاعة، فهو لا يعترف بأنصاف الحلول ولا يقبل بأقل من النجاح طالما تعلق الأمر بمشروع خدمى يسعى من خلاله إلى إسعاد أهل بلده فى «زفتى» الذين أطلقوا عليه لقب «نائب قبل البرلمان».[FirstQuote]
«الوطن» التقت الإعلامى محمد فودة، فكان هذا الحوار الذى فتح فيه قلبه متحدثاً عن رأيه فى الكثير من القضايا التى تشغل الرأى العام وعن وجهة نظره فى ما يتعلق بالانتخابات البرلمانية وعن «طلاقه» زوجته السابقة النجمة غادة عبدالرازق، مؤكداً أنها صفحة طواها إلى الأبد، لافتاً إلى أن مصر تواجه الآن حرباً حقيقية ضد الإرهاب تتطلب تكاتف الجميع وأن يضطلع الإعلام بالدور المنوط به، وقال إن هجمات سيناء تؤكد وجود دعم فنى وعسكرى من أطراف خارجية لا تريد لمصر دوراً قوياً فى المنطقة لكن «الجيش» يقف لها بالمرصاد، وأن لا تصالح مع خونة يحصلون على دعم من الخارج لقتل أبرياء لا ذنب لهم وباعوا وطنهم من أجل حفنة دولارات مغموسة فى دماء أبناء بلدهم، وإلى نص الحوار.
■ أبدأ من حيث آخر ما يردده البعض بأنك طلقت الفنانة غادة عبدالرازق بسبب خوضك للانتخابات البرلمانية المقبلة، فهل أنت نادم على الزواج منها؟
- غير نادم على زواجى من النجمة غادة عبدالرازق، ومسألة الطلاق لا علاقة لها بموضوع الانتخابات كما أود التأكيد على مسألة مهمة وهى أن زواجى من غادة عبدالرازق كان صفحة «طويتها إلى الأبد» ولن تعود.
■ ولكن «الطلاق» كان فى نفس توقيت تقدمك بأوراق الترشح للانتخابات البرلمانية؟
- الطلاق قسمة ونصيب وحدوثه فى ذلك التوقيت مجرد مصادفة غير مقصودة، وللعلم فإن الطلاق قد تم بيننا منذ فترة قبل أن نعلن عنه، إذ حرصنا منذ اللحظة الأولى على الاحترام المتبادل بيننا نظراً لأنه تربطنى بغادة علاقة صداقة ترجع إلى أكثر من 20 سنة كانت فيها هى الإنسانة الأقرب إلى قلبى، وهى الصديقة التى كانت ولا تزال محل ثقة وتقدير واحترام.
■ سبق لك أن أطلقت على الفنانة غادة عبدالرازق لقب «فينوس الدراما» فكيف تراها بعد الطلاق؟
- غادة عبدالرازق فنانة كبيرة تمتلك المقومات التى تجعلها قادرة على البقاء فى الصف الأول بين نجمات الدراما العربية، لذا فإن لقب فينوس الدراما الذى سبق أن أطلقته عليها تستحقه دون منافسة من أى نجمة أخرى، وأعتقد أن جماهيريتها الكبيرة فى جميع أنحاء العالم العربى تؤكد هذا الرأى وأعمالها الناجحة ستظل أكبر دليل على تلك النجومية.
■ وهل ما زلت مستمراً فى خوض الانتخابات البرلمانية؟
- الكلام فى هذه المسألة سابق لأوانه ولا مجال له الآن خاصة أننى لم أسعَ فى يوم من الأيام للبرلمان من أجل مطمح شخصى، إذ كنت قد حسمت أمرى من قبل بأننى سواء كنت عضواً فى البرلمان أو خارجه فإننى لم ولن أتوقف عن خدمة أهل بلدى، ولكن ما أود الإشارة إليه هو أن أوراق ترشحى لا تزال موجودة لدى اللجنة العليا للانتخابات منذ أن تقدمت بها عقب الإعلان عن فتح باب الترشح من قبل، ولكن مسألة الاستمرار فى الترشح أو حتى عدمه فإنها تظل أمراً يتعلق بما يقتضيه الواجب وبما سيكون فى مصلحة أهل بلدى فى زفتى التى كانت ولا تزال وستظل عشقى الأول والأخير.[SecondQuote]
■ تتعرض للكثير من الشائعات ثمناً لتمسكك بـ«العمل العام» فما الذى يجبرك على تحمل ذلك؟
- العمل العام هو أمر أعتبره بمثابة القضاء والقدر، ولا أحد يستطيع أن يهرب مما قدره له الله عز وجل، فالعمل العام يجرى فى دمى مجرى الدم منذ سنوات طويلة حينما كرست كل جهدى لخدمة أهل بلدى فى زفتى علماً بأن هذا الطريق لم يكن مفروشاً بالورورد، وعلى الرغم من ذلك فإننى أقول لأبناء دائرتى بأنى على العهد باقٍ وأننى لن أتخلى عنهم فى يوم من الأيام حتى لو لم أكن أمثلهم تحت قبة البرلمان حيث إننى لم أحسم أمرى حتى الآن إن كنت سأستمر فى خوض الانتخابات أم لا.
■ أفهم من ذلك بأنك قد تتخذ قراراً بعدم الترشح للانتخابات؟
- سبق أن قلت لك إننى لا أسعى إلى مقعد البرلمان ولا أجرى وراء شهرة شخصية، المهم عندى أن أخدم أهل بلدى سواء من داخل هذا البرلمان أو من خارجه، فلا شىء عندى يساوى فرحة الناس حينما أقدم لهم مشروعاً أو أحل لهم مشكلة مزمنة، حب الناس بالنسبة لى يفوق كنوز الدنيا، لذا فإننى لن أتردد لحظة فى السعى من أجل إسعاد هؤلاء البسطاء الذين منحونى حباً وتقديراً يكفينى طوال حياتى، ويكفينى ما كنت أراه فى وجوه الاّلاف من أبناء زفتى الذين كانوا يحتشدون فى المؤتمرات الجماهيرية التى نظمتها من قبل فى الكثير من المناسبات الوطنية الكبرى، هذا الالتفاف الجماهيرى كان خير دليل على رغبة الناس وحرصهم على ترشحى لأمثلهم فى البرلمان وهو ما يجعلنى حريصاً كل الحرص على الالتزام بألا أخذل أهل بلدى.
■ من وجهة نظرك كيف ترى الرد المناسب على الحوادث الإرهابية التى شهدتها مصر أخيراً؟
- العمليات الإرهابية التى تشهدها مصر حالياً تقتضى سرعة إنجاز القضايا المتعلقة بالإرهاب فى المحاكم وتطبيق مبدأ العدالة الناجزة، مع ضرورة أن تكون هناك سرعة فى إصدار الأحكام ضد المتورطين فى قضايا إرهاب كى يكونوا عبرة لكل من يرتكب مثل هذه العمليات الإرهابية، وأعتقد أن ما قاله السيد الرئيس فى جنازة الشهيد هشام بركات من أن الدولة عازمة على تحقيق العدالة الناجزة هو خير رد على هؤلاء الخونة حلفاء الشياطين، وأرى أن تنفيذ أحكام القضاء سواء بالإعدام أو الأحكام بالمؤبد لا بد أن يتم تنفيذها وبشكل عاجل، كما أرى ضرورة تكاتف كافة مؤسسات الدولة ووقوفها صفاً واحداً فى مواجهة الإرهاب.
■ وكيف ترى ما يحدث فى سيناء الآن من عمليات إرهابية مختلفة فى التكتيك والتنفيذ؟
- ما حدث فى سيناء أخيراً من حوادث إرهابية فى أكثر من مكان فى نفس الوقت، هو تغيير استراتيجى ونوعى فى العمليات الإرهابية من حيث الأسلحة والتقنيات الحديثة، فتفاصيل الحادث تشير إلى وجود دعم فنى وعسكرى من أطراف خارجية لا تريد لمصر دوراً قوياً فى المنطقة، لذا فإننى على يقين بأن المواجهة الحاسمة التى تقودها قواتنا المسلحة تقف لها بالمرصاد وستكلل جهودها بالنجاح بإذن الله وسيكون لها عظيم الأثر فى وضع حلقة النهاية لهذا المسلسل القمىء، ولكننى أحب التأكيد على أن تعطش الجماعات الإرهابية للدم وتجارتهم بالدين قد أصابهم بالعمى فتطاولوا على كيان الدولة بعمليات إرهابية غادرة، لكن النصر سيكون حليفنا ودولتنا العريقة ستظل باقية أبد الدهر.[ThirdQuote]
■ وهل تتوقع توقف الإرهاب فى سيناء بالضربات الاستباقية التى ينفذها الجيش؟
- لا بد أن نضع فى الاعتبار أننا مقبلون على حدث عالمى مهم وهو افتتاح قناة السويس الجديدة التى بكل تأكيد ستغير وجه التجارة العالمية بالكامل، وهنا تكمن الخطورة، فالتنظيم الدولى للإخوان يسعى بشتى الطرق نحو إفساد فرحتنا وفرحة العالم بهذا الحدث الدولى الذى يحظى باهتمام من كافة أنحاء العالم، وهو ما يؤكد أن العمليات الإرهابية لن تتوقف فى الوقت الحالى ولكن يمكن أن نقول ونكون صرحاء بأن العمليات الأمنية الاستباقية قد تقلل من تلك العمليات ولكنها لن توقفها ولن تقضى عليها بالكامل، وهو ما يضع الدولة بالكامل أمام خيار واحد لا ثانى له وهو التحرك السريع فى تنفيذ الأحكام الصادرة بحق قادة تلك الجماعة الإرهابية، فحينما يرى أعضاء الجماعة أنه لا تهاون مع أحد، فقد يقلل ذلك من عزيمتهم ويصيبهم بالخوف من العقاب المحتوم وهو الإعدام.

محمد فودة وسط أنصاره فى «زفتى»
■ تغطية الأحداث الأخيرة فى وسائل الإعلام المصرية اتسم بالارتباك فى بعض الأحيان فكيف ترى هذه المسألة؟
- علينا أن نعترف بأن ما يجرى فى سيناء الآن هو حرب بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ولكن علينا أيضاً التسليم بمسألة فى غاية الأهمية وهى أن الأمن القومى فى أثناء الحروب له متطلبات على الجميع أن يحترمها ويلتزم بها، وهنا يقع على الإعلام دور مهم وأساسى فى تلك الحرب وهو دور يستوجب على الإعلام والصحافة تحرى الدقة وعدم الانسياق وراء ما يردده الإعلام المغرض من مغالطات قد تتسبب فى إثارة البلبلة بين الناس وقد تضعف من عزيمة المواطنين الذين يثقون فى قواتهم المسلحة ثقة مطلقة وهو ما يدعونى إلى المطالبة بأن يضطلع الشرفاء من الإعلاميين بالمهام الملقاة على عاتقهم ويقدموا للمواطنين الأحداث فى حجمها الطبيعى دون تهويل أو تقليل، لأننا وفى ظل عصر الفضاءات المفتوحة لا مجال لإخفاء الحقيقة ولكن يجب أن يكون المحتوى الذى يتم تقديمه للمشاهد أو للقارئ موثقاً ودقيقاً ويستند إلى معلومات حقيقية.
■ خرجت أخيراً بعض الأصوات التى طالبت بالمصالحة مع أعضاء تلك الجماعة الإرهابية لوقف نزيف الدم الذى نشهده الآن فى كل مكان، فكيف ترى تلك المطالب؟
- هل يقبل أى مواطن شريف يعيش على أرض مصر أن يضع يده فى يد أصبحت ملطخة بدماء ذكية لم يرتكب أصحابها أى ذنب إلا أنهم يقومون بأداء واجبهم فى حماية أمن الوطن والمواطن، فالأيدى التى تمتد لتقتل مواطناً شريفاً أو جندياً يؤدى واجبه المقدس لا بد من قطعها كما أننى على قناعة تامة بأن يشرب من نفذ تلك العمليات الإرهابية من نفس كأس الحزن الذى ذاقه أهل شهدائنا الأبرار، نعم لا مجال لتلك المصالحة فلا عهد لخائن سمح لأعداء الوطن بأن يمدوه بالسلاح ليقتل به أبرياء لا ذنب لهم، ولا مصالحة مع خائن باع وطنه من أجل حفنة دولارات مغموسة فى دماء أبناء بلده.

محمد فودة وسط أنصاره فى «زفتى»
■ أفهم من ذلك أنك تستبعد الحل السياسى للأزمة الراهنة وتؤيد الحل الأمنى؟
- أنا لا أسير فى الاتجاه نحو الحل الأمنى فقط وإنما أرى أن الحل الأمثل للأزمة الراهنة يتمثل فى «القانون»، نعم فالخروج مما نحن فيه الآن يتطلب احترام سيادة القانون وذلك بالإسراع فى تنفيذ كافة الأحكام التى صدرت مؤخراً فى حق قيادات الجماعة الإرهابية والانتهاء من القضايا التى لا تزال فى انتظار النطق بالحكم فيها، وأعتقد أن التعديلات الأخيرة فى بعض القوانين سيكون لها عظيم الأثر فى هذه المسألة خلال المرحلة المقبلة.