اللواء على العزازى:معركة القسم استمرت 10 ساعات والرجالة منعوا احتلاله

كتب: محمد بركات

اللواء على العزازى:معركة القسم استمرت 10 ساعات والرجالة منعوا احتلاله

اللواء على العزازى:معركة القسم استمرت 10 ساعات والرجالة منعوا احتلاله

كشف اللواء على العزازى، مساعد وزير الداخلية، مدير أمن شمال سيناء، عن تفاصيل ملحمة قسم شرطة الشيخ زويد واستبسال القوات من «رجالة» الشرطة والجيش فى الدفاع عنه ومنع احتلاله، مشيراً إلى أن اللواء مجدى عبدالغفار، وزير الداخلية، كان يتابع الأوضاع أولاً بأول، وبعد دحر الإرهابيين، وجه وزير الداخلية التحية والتقدير لرجال الشرطة البواسل القائمين على العمل بقسم شرطة الشيخ زويد وقوات الأمن المركزى بشمال سيناء، والذين دافعوا ببسالة وشجاعة منقطعة النظير مع أشقائهم من رجال القوات المسلحة عن مبنى القسم وتصديهم للعناصر الإرهابية الجبانة وحالوا دون تحقيق مخططهم الإرهابى، الذى كان يستهدف احتلال مبنى القسم. وقال اللواء على العزازى فى حوار خاص لـ«الوطن»، إن العمليات الإرهابية الأخيرة التى تصدت لها القوات المسلحة والشرطة كشفت عن معادن الرجال الذين ضحوا بدمائهم من أجل إحباط المخططات الخارجية التى كانت تسعى لتنفيذها تلك الفئة المأجورة.. وإلى نص الحوار: ■ فى البداية.. حدثنا عن توقيت حدوث الهجوم وأعداد المشاركين؟ - الهجوم الغادر بدأ فى تمام الساعة السادسة و45 دقيقة من صباح يوم الأربعاء الماضى على قسم شرطة الشيخ زويد، حيث تلقيت إخطاراً من العميد أحمد عبدالعزيز، مساعد الفرقة بوجود عناصر إرهابية تقوم بمحاولة التعدى بأسلحة ثقيلة وخفيفة على القسم من جميع الاتجاهات. ■ كيف ذلك؟ - كان العشرات من الإرهابيين يحاولون اقتحام القسم من كافة الاتجاهات بسيارات دفع رباعى محملة بالمدافع سواء من اتجاه السوق أمام القسم ومن اتجاه الترابين خلف القسم، ومن اتجاه المعهد الأزهرى تجاه رفح ومن اتجاه مجلس المدينة للمقبل من العريش، وظلت أعدادهم تتزايد حتى وصلت إلى نحو 300 تجمعوا أمام القسم بعد أن فروا من الضربات التى وجهتها لهم طائرات القوات المسلحة.[FirstQuote] ■ كيف تعاملت القوات مع تلك العناصر المدعومة بالأسلحة الثقيلة؟ - تعاملت القوات معهم ببسالة، وتمكنوا من صد الهجوم، لأن جميع الضباط والمجندين مدربون على التعامل مع تلك العناصر ولديهم القدرة على توجيه الضربات السريعة التى تصيب العدو بالارتباك فى بداية الهجوم، كما استخدمت القوات الأسلحة الثقيلة فى الذود عن قسم الشرطة حتى نجحت قوات الأمن المركزى وقوات الأمن والقوات المسلحة فى التصدى لهذه الهجمات وقتل أكثر من 25 إلى 30 عنصراً من تلك العناصر فى محيط قسم شرطة الشيخ زويد. ■ هل تلقيت وصفاً تفصيلياً عن كيفية الهجوم؟ - نعم، كان الهجوم منظماً من تلك العناصر، فكان عدد منهم يزحف على الرمال حتى يهرب من الطلقات التى كانت تصوب عليهم من القوات فى محيط قسم الشيخ زويد، بينما كانت مجموعات أخرى تستقل سيارات دفع رباعى مزودة بأسلحة ثقيلة، وآخرون يحاولون اعتلاء أسطح العقارات المجاورة، لكن رجالنا نجحوا فى إلحاق أضرار جسيمة بتلك المجموعات وأجبرتهم على الهروب بعيداً عن أسوار قسم شرطة القسم حتى وصلت مقاتلات القوات المسلحة. ■ ما الدور التى قامت به الطائرات فى صد الهجوم؟ - لا أحد ينكر الجهد الدؤوب لنسور الجو، الذين كانت لهم الضربة القاصمة والقاضية لتلك الجماعات، لأن مقاتلات إف 16 كان لها دور بارز فى اصطياد العناصر الإرهابية أثناء محاولتها الهروب من محيط القسم، بعد أن أشعلت تلك العناصر النيران فى إطارات الكاوتشوك، الأمر الذى تسبب فى حجب الرؤية لدى الطيار فى طائرات الأباتشى، فتمت الاستعانة بالمقاتلات إف 16 للقضاء على تلك العناصر. ■ هل تمكن المهاجمون من إلحاق أى خسائر فى صفوف القوات أو مبنى القسم؟ - الحمد لله لم تقع أى خسائر فى صفوف القوات ولا مبنى القسم، عدا أشياء بسيطة، حتى إنهم لجأوا إلى زرع العبوات الناسفة بجانب أعمدة الكهرباء فى الشوارع المؤدية للقسم لعزل المدينة وتفجير أى وسيلة من وسائل الإمداد. ■ إذن، أنت تتحدث عن حرب وليست مواجهات محدودة؟ - نعم، إنها كانت حرباً بكل ما تحمله الكلمة من معنى، لأن جميع القوات استعادت روح الانتصار فى حرب أكتوبر، ومن المواقف المضيئة موقف الرائد كريم بدر، الضابط فى القوات المسلحة الذى أصيب بإصابات بالغة فى أحد الكمائن ووصل إلى ديوان القسم وكانت أحشاؤه خارجة ورفض تناول الماء وأصر على مواصلة الصيام حتى تم نقله إلى أحد مستشفيات القوات المسلحة بالقاهرة لإسعافه، ومن المواقف المشرفة موقف رقيب شرطة يدعى أحمد عبدالفتاح من غرفة عمليات قسم الشيخ زويد، وطلب منه العدول عن تنفيذ طلب نقله إلى القاهرة بعد أن تمت الموافقة عليه والبقاء مع زملائه فى قسم الشيخ زويد من أجل الدفاع عن تراب الوطن.[SecondQuote] ■ وكيف تم التعامل مع المهاجمين طوال ساعات المعركة؟ - أولاً كل القوات الموجودة فى القسم سواء من الشرطة أو الجيش كانت على قلب رجل واحد، وأقسموا على الدفاع عن القسم مهما كلفهم ذلك، ثم تمركزوا فى مواقعهم، وسيطروا على كافة المواقع الحاكمة لإطلاق النار إلى أن حضرت طائرات إف 16 وأجبرت المتهمين على الهروب. ■ وهل كانت الأسلحة كافية لصد الهجوم؟ - اللواء مجدى عبدالغفار، وزير الداخلية، كان لديه حدس بخصوص هذا الأمر وقبل الحادث بشهر تقريباً قام بإمداد المديرية بكمية كبيرة من الأسلحة الحديثة والمدرعات، وتم توزيع جزء منها على قسم الشيخ زويد بالإضافة إلى مدافع آر بى جى ومضادات للدروع وأجهزة رؤية ليلية. ■ هل تؤثر العمليات الأخيرة على منظومة الأمن فى شمال سيناء؟ - لا يمكن لعمليات فردية التأثير على الأمن، لأن قوات الجيش والشرطة تعملان بتنسيق كامل فى جميع مناطق المحافظة، وتعقدان اجتماعات دورية مشتركة بين القيادات، وجميع العمليات الأمنية تتم بمشاركة الجهتين، والإجراءات التى اتخذتها القوات المسلحة على الحدود بغلق الأنفاق وإقامة منطقة عازلة ساهمت بشكل كبير فى حصار هذه الجماعات وتضييق الخناق على ما تبقى منهم على قيد الحياة، والأيام المقبلة ستشهد ضربات مكثفة لعدد من البؤر الإرهابية التى تم رصدها للقضاء على عناصر تكفيرية متورطة فى تنفيذ هجمات على قوات الأمن.