مجاهدو الفيس بوك.. ودماء الشهداء الصائمين
لم يكد دم الشهيد المستشار هشام بركات رحمه الله يجف بعد العملية القذرة والجبانة التى نالت منه وهو صائم لربه وفى طريقه إلى عمله، حتى فوجئنا بيد خسيسة تآمرت على أبنائنا الشرفاء من ضباط وجنود قواتنا المسلحة البواسل الذين يقفون فى الأكمنة المختلفة فى سيناء والشيخ زويد، ويحملون أرواحهم على أكفهم -فقط- من أجل أن يظل علم مصر عالياً خفاقاً فوق كل شبر من تراب هذا الوطن الغالى.
إن البطولات التى سطرها هؤلاء الأبطال، التى شاهدت جزءاً منها على شاشة التليفزيون المصرى، لجديرة بأن تروى لأبنائنا من الأطفال والشباب حتى يعود إليهم شعورهم بالعزة والكرامة والكبرياء، والتى لا ينفك مجاهدو الفيس بوك وتويتر وبعض الإعلاميين الجهلاء يثبطونهم ويشعرونهم باليأس والقنوط وعدم الثقة فى قادتهم وجيشهم وشرطتهم وجنودهم، لكى نضع هؤلاء الأشخاص فى حجمهم الحقيقى، ولكى يعلموا أن هناك أشخاصاً وأبطالاً حقيقيين -وليسوا افتراضيين فى عالم الخيال- يجاهدون بدمائهم، وأهالى تفقد أبناءها، وأبناء يصبحون يتامى فى غمضة عين، بعيداً عن الماوس والكى بورد الذى ربما كان ثمنهما من ضمن ما يتلقون من ثمن العمالة والخيانة لوطنهم الذى هان عليهم. والحقيقة أننى أعجب: كيف يمكن لشخص يدعى أنه مصرى ووطنى مثل جورج «إسفاف» أو إسحاق أن يكون نصيبه من الجهاد «تويتة»، فى الوقت الذى يخوض فيه الجيش المصرى أعظم المعارك ضد الإرهاب، فيخرج علينا ويقول إن الوضع فى سيناء يحتاج إلى تدخل دولى، حقاً إنه إسفاف، من أنت أيها المخرف حتى تقول مثل هذه العبارة وهناك دول تنتظرها لكى تحقق ما فشلت فى تحقيقه بعد ثورة 30 يونيو العظيمة؟ ما مؤهلاتك العسكرية التى ألهمتك كل هذه العبقرية فى تقدير الموقف على أرض سيناء والتى خرجت منها بهذه النتيجة المخزية؟ عارٌ عليك أيها الشخص المسن -الذى كنت أحسبه فيما مضى مجاهداً من أجل الحق- أن تنطق بمثل هذا الكلام المخجل.
والذى أريد أن يعلمه شبابنا الذى يأخذ معظمه كل معلوماته عن طريق وسائل التواصل الاجتماعى بمختلف أسمائها، أن هناك كتائب موجهة ليس لها هدف إلا الوصول إليكم، والدخول والتغلغل فى عقولكم وتوصيل المعلومات الخطأ من خلال مقدمات خاطئة، وصور وفيديوهات خادعة، لكى تصلوا إلى النتائج الخاطئة التى يريدون منكم الوصول إليها، فبالله عليكم لا تسلموهم آذانكم أو عقولكم، فمن نعمة المولى على مصر أن رزقها بجيش به خير أجناد الأرض مستعد أن يقدم آخر قطرة دم من دماء أبنائه من أجل أن يعيش هذا الوطن فى أمن وأمان.
ولسوف أروى لك عزيزى القارئ قصة حدثت بالصدفة فى أسبوعين متتاليين، فقد قابلت إحدى مريضاتى من ليبيا جاءت إلى القاهرة لمتابعة حالتها الصحية حيث إنها مريضة، وعندما سألتها عن الأحوال فى طرابلس التى تقيم بها بكت، وقالت لى: نحن نموت فى كل يوم أكثر من مرة، فالموت يحيط بنا من كل جانب، والأسلحة بجميع أنواعها مع كل من هب ودب، ولا شرطة ولا جيش ولا مسئولين تلجأ إليهم.. احمدوا ربنا على النعمة اللى انتو فيها. وقبل هذا بأسبوع قابلت صديقى السورى الذى يعيش فى مصر ووجدته مهموماً فسألته: ماذا بك؟ فأجابنى: حفيدى اتخطف فى سوريا أمام عينى أمه وأبيه، وعندما أبلغا الشرطة كان الرد غاية فى الغرابة: انتظرا الخاطف لكى يتصل بكما ويطلب الفدية وأعطوه إياها، ولا تعودا لنا مرة أخرى فليس هناك ما نستطيع أن نفعله.
استمعت إلى صديقى وظللت أردد الحمد لله على نعمة الأمن والأمان، الحمد لله على جيش مصر وشرطتها وأبنائها المخلصين، نعم هناك مشاكل كثيرة تحتاج إلى حل، ولكننا أيضاً نحتاج إلى العمل والصبر والثقة والأمل والوعى لكى نجهز على هذا الإرهاب الأسود بإذن الله، وليكن معلوماً لنا أن الحرب ضد الإرهاب تحتاج إلى نفس طويل، فلا تيئسوا، وثقوا فى الله أولاً ثم فى جيشكم وشرطتكم «وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ» صدق الله العظيم.