"مدفع الإفطار".. أبرز مظاهر الاحتفال برمضان في عهد محمد علي باشا

كتب: أماني عزام

"مدفع الإفطار".. أبرز مظاهر الاحتفال برمضان في عهد محمد علي باشا

"مدفع الإفطار".. أبرز مظاهر الاحتفال برمضان في عهد محمد علي باشا

شهر كريم يأتي للأمة الإسلامية كل عام ليملأ بيوتهم بالفرحة، ويستقبله المسلمون بتعليق الزينات وإقامة الولائم، استعدادًا لقدومه، وعلي الرغم من أن رمضان مميز لدى الأمة الإسلامية في كل دول العالم، إلا أن رمضان في مصر له سحر خاص يمتاز به منذ قديم العصور التي مرت عليها. "اللمة" هي أشهر العادات الرمضانية المصرية، حيث تجتمع الأسر، وتقام الولائم وتعلق الزينات، وتضاء الشوارع بالمصابيح، وتعلو أصوات المصلين في صلاة التراويح، وعلى الرغم من تشابه رمضان في معظم العصور المصرية إلا أن كل حاكم مصري كان له طقوسه المميزة التي يقوم بها تجاه شعبه خلال شهر رمضان المبارك. ويقدم الدكتور محمود إبراهيم حسين، أستاذ الأثار الإسلامية بجامعة القاهرة، لـ"الوطن" أهم مظاهر الاحتفال بشهر رمضان في عهد محمد علي باشا. محمد علي باشا مؤسس الأسرة العلوية وحاكم مصر ما بين عامي 1805 إلى 1848، ويشيع وصفه بأنه "مؤسس مصر الحديثة"، وانتقلت مسؤولية استطلاع هلال شهر رمضان المبارك في عهده من القضاة إلى المحكمة الشرعية. وكانت تخرج طوائف الشعب من كافة محافظات مصر إلى المحكمة الشرعية تتقدمها الموسيقى والطبول، فإذا ثبتت رؤية الهلال تطلق الصواريخ والألعاب النارية والمدافع في الهواء. وكان يتم تمثيل أصحاب حرف التجارات والصناعات على عربات يتبارى أصحابها مثل مواكب الزهور التي تتم في الربيع على سبيل الدعابة والدعاية، ويتفننون في إطلاق النكات والأغاني ويخرج الشعب عن بكرة أبيه ويلتف حولهم ليشاهدهم. واستمر موكب المحكمة الشرعية إلى أن تحول إلى عمل رسمي تقوم به الدولة في العصور الحديثة، ومن مظاهر الاحتفال بشهر رمضان في عهده اكتشاف "مدفع الإفطار"، ويقال إن الصدفة لعبت دورًا كبيرًا فيه إذ كان محمد علي باشا، مهتما اهتماما كبيرا ببناء جيش قوي. وأثناء تجربة قائد الجيش لأحد المدافع المستوردة من ألمانيا، انطلقت قذيفة المدفع مصادفة وقت أذان المغرب في شهر رمضان، وكان ذلك سبباً في إسعاد الناس الذين اعتبروا ذلك أحد المظاهر المهمة للاحتفاء والاحتفال بهذا، ومن يومها انتشرت ظاهرة "مدفع الإفطار" في التنبيه للسحور والإفطار حتى الأن. وعلى الرغم من أن الأقاويل تشير إلى أن معاوية بن أبي سفيان هو أول من تناول الكنافة من العرب، إذ وصفها له الأطباء بعد أن اشتكى من الجوع خلال الصيام، إلى أن صناعتها حظيت باهتمام كبير في عهد محمد علي باشا. واستحدثت في عهده الأواني النحاسية الكبيرة التي تستخدم في صناعة الكنافة حاليا، كما تم استحداث "صواني" خاصة لتسويتها من النحاس أيضا، كما كان هناك اهتمام بالغ بالقطايف وكافة أنواع وأشكال الحلوى. وكان يحظر على الباعة رفع أسعار الحلوى خلال شهر رمضان المبارك وكانوا يضربون في ساحة القضاء في حال رفعهم للأسعار، وكان ارتفاع أسعارها يثير سخط الناس، وفي حال ارتفاعها ترفع شكوى إلى المحتسب.