أهالى الشيخ زويد.. معاناة مستمرة تحت رحمة "الرصاص الطائش"

كتب: حسين إبراهيم

أهالى الشيخ زويد.. معاناة مستمرة تحت رحمة "الرصاص الطائش"

أهالى الشيخ زويد.. معاناة مستمرة تحت رحمة "الرصاص الطائش"

على الجانب الآخر، وبعيداً عن ساحة الحرب التى سيطرت على الكاميرات فى مدينة الشيخ زويد، إبان حرب الشوارع التى جرت بين العناصر الإرهابية وقوات الجيش بالمدينة، دارت أيضاً فى منازل المدنيين أحداث مأساوية انتهت بموت بعضهم وإصابة البعض الآخر. على أطراف المدينة فى حى قويدر، المقابل لمعسكر الزهور من الناحية الجنوبية المجاورة للمقابر، عاد «الحاج محمد» من مزرعته بساحل بحر الشيخ زويد، بعد أن أخبرته زوجته باعتلاء مسلحين سطح المنزل، جاء مسرعاً إلى منزله ليجد اثنين من الملثمين يعتليان سطح المنزل، وعلى الفور طالبهما بالنزول قائلاً: أرجوكم غادروا فإن الجيش سوف يقوم بنسف منزلى، لم يلتفت أحد لتوسلات محمد، فطالب محمد ابنه الصغير بفتح الباب الخارجى لإدخال سيارته وسوف يصعد إلى سطح المنزل ويجبر الاثنين على مغادرة المكان، بعد تهديدهما بأنه سوف يتصل بكتيبة الزهور. وما أن فتح الابن بوابة المنزل الكائن بأطراف المدينة فى حى قويدر المقابل لمعسكر الزهور من الناحية الجنوبية المجاورة للمقابر، حتى انفجرت عبوة ناسفة، كان المسلحان قد وضعاها على بعد أمتار من البوابة، مربوطة بسلك كهربائى، موصولة بباب المنزل، دون أن يعلم أصحاب المنزل، انفجرت العبوة بعد أن فتح الابن الباب ليموت رب الأسرة وتتدمر السيارة ويصاب الابن الصغير، ويتم إسعافه بمستشفى الشيخ زويد بـ40 غرزة فى أنحاء متفرقة فى الجسد والوجه. لفت صوت الانفجار أنظار قناصة معسكر الزهور ليكتشفوا وجود اثنين من المسلحين فوق سطح المنزل، فقام أحد الجنود بقنص أحد المسلحين، ليموت فى المكان على سطح المنزل، فيما صرخ المسلح الثانى بأعلى صوته فى الأهالى الذين تجمعوا بالمنزل، ولم يكن يتوقع أن قناصة الزهور تراقبه وهو يجر زميله إلى الأسفل، وما أن وصل إلى الباب الرئيسى للمنزل بعد أن نزل من على السطح إلى الأرض والدماء تملأ السطح والسلالم، حتى قام القناصة بإصابته بشكل مباشر فى الرأس، ليموت اثنان من المسلحين، وبقيت الجثتان أمام المنزل لأكثر من ساعة دون أن يستطيع أحد الاقتراب من الجثتين، ثم جاء بعدها مسلحون آخرون وقاموا بحمل قتلاهم وغادروا المنزل دون أن يتكلموا مع أحد من الحاضرين، فيما ظلت أسرة «الحاج محمد» تصرخ بجانب جثته حتى حضر الجيران وحملوا الجثة إلى داخل المنزل، ليشيع الجثمان فى موكب مهيب حضره أهالى الشيخ زويد برغم تردى الأوضاع الأمنية. محمد طالب، شاب لم يتجاوز الـ25 من عمره، أصيب برصاصة أثناء ذهابه إلى محله التجارى الكائن بوسط الشيخ زويد، حيث فوجئ باندلاع اشتباكات مسلحة وانتشار للتكفيريين بسيارات تحمل العشرات منهم فى شوارع المدينة، لافتاً إلى أنه رأى أشخاصاً مسلحين ويرتدون أقنعة يقومون بتفخيخ الشوارع. وتابع قائلاً: «حينما رأيت منظر الأسلحة والأقنعة السوداء أرعبنى الموقف كثيراً، وخلال دقائق كنت قد أغلقت محلى وهربت من المكان، قبل أن تحدث اشتباكات أو انفجارات، ولكنى لم أستطع عبور الشارع، فاتخذت الطريق المعاكس، وقلت سوف أبقى عند بيت عمتى القريب من محلى بمسافة 500 متر تقريباً ساعتين، حتى ينسحب هؤلاء بعد وصول التعزيزات الأمنية، وبالفعل جلست فى فناء منزل عمتى، وسلمت عليها وجلسنا معاً، وخلال جلوسى معها وزوجها وأحد جيرانها كان حاضراً يدعى سامح، أصبت برصاصة طائشة».