دراسة: الإخوان تتبنى المعارضة المسلحة منذ عهد "البنا"

دراسة: الإخوان تتبنى المعارضة المسلحة منذ عهد "البنا"
نشر المركز الإقليمي للدراسات الاستراتيجية دراسة بعنوان "المسار الدموي: ملامح التكفير والعنف لدى الإخوان المسلمين في مصر".
وجاء إصدار "نداء الكنانة" في مايو 2015 الداعي للجهاد ضد رموز السلطة في مصر، ليؤكد انتهاج روافد متعددة بجماعة الإخوان المسلمين رسميًّا للعنف المسلح، إذ تضمن البيان الذي أصدره 150 من القيادات الداعمة للإخوان المسلمين في 20 دولة دعوات صريحة لاستهداف كل رموز السلطة في مصر، بما فيهم القضاة وجنود الشرطة والجيش، وهو ما أيدته بعضُ القطاعات داخل جماعة الإخوان، لا سيما شباب الجماعة الذين طالبوا لفترة طويلة بإنهاء النهج السلمي لاحتجاجات مؤيدي الجماعة، واستخدام العنف ضد السلطة.
وأضافت الدراسة أن التمرد المسلح في فكر الإخوان يأتي على الرغم من الاعتقاد الشائع الذي يربط بين التحولات الراديكالية العنيفة داخل الجماعة وظهور أفكار "سيد قطب" التكفيرية، فإن الواقع يشير إلى أن الفكر الراديكالي العنيف قد ارتبط بنشأة الجماعة ذاتها، حيث لم يستبعد "حسن البنا" -مؤسس الجماعة- العنف كوسيلة لتحقيق النظام الإسلامي، بل إنه وضع عدة قيود على استخدام العنف كآلية لتحقيق أهداف الجماعة.
وأوضحت الدراسة أن هذا الأمر يظهر من خلال خطاب "حسن البنا" عام 1939 الذي أكد فيه أهمية بناء القوة لكل فرد مسلم من خلال التدرب على حمل السلاح لمواجهة من أطلق عليهم اسم "أعداء الدين"، غير أن حمل السلاح يجب أن يأتي في المرتبة الأخيرة بعد وصول الفرد المسلم إلى درجة عالية من الإيمان.
ولم يستبعد "البنا" إمكانية حدوث ثورة إسلامية مسلحة في حال تم استنفاد كل الأساليب الدعوية لإصلاح المجتمع، مع إجراء ما يعرف بـ"عملية فقه الموازنات" والتي يتم من خلالها الموازنة بين الآثار السلبية التي يمكن أن تؤدي إليها هذه الثورة والنتائج الإيجابية، ودعا البنا أنصاره إلى السعي إلى بناء قواعد شعبية في المجتمع حتى حدوث هذه الثورة.
وتشير الدراسة إلى أن نظرية سيد قطب حول الثورة الإسلامية التي تناولها في كتابه "معالم في الطريق" لا تزال هي النظرية المحورية في فكر الإخوان المسلمين حتى اليوم. وقد حصر الباحثُ أوجه الاختلاف بين سيد قطب والبنا في ثلاث نقاط جوهرية: نظرة كلٍّ منهما للنظام السياسي المصري، فبينما اعتبر حسن البنا النظام المصري نظامًا مذنبًا ولكنه مسلم، استخدم سيد قطب مصطلح "جاهلية الأنظمة الحاكمة"، حيث أطلق هذا المصطلح على كافة الأنظمة السياسية التي لا تحتكم لشريعة الله، حتى وإن كانت السلطة الحاكمة مسلمة.
وتجددت العلاقة بين الإخوان المسلمين والجماعات التكفيرية بعد وصول مرسي إلى الحكم، إذ وعد مرسي في خطابه الرئاسي في ميدان التحرير بالتدخل لدى الولايات المتحدة الأمريكية للإفراج عن "عمر عبد الرحمن" الذي يُعد أحد أهم منظري الجماعة الإسلامية. كذلك اتضح بعد عزل "مرسي" من واقع الاتهامات التي وجهتها إليه النيابة أنه قد أجرى اتصالات بجماعات جهادية داخل مصر وخارجها، وقدم لهم عددًا من التسهيلات، ولعل أبرزها اتصاله بـ"محمد الظواهري" شقيق زعيم تنظيم القاعدة "أيمن الظواهري".
وتتوقع الدراسة استمرار سلسلة العنف والتفجيرات في مصر طالما بقيت معطيات الواقع سالفة الذكر بالنسبة للإخوان على ما هي عليه، واستمرت استراتيجية الدولة في مواجهتهم بنفس الطريقة التي تعتمد على مجرد رد الفعل عقب العمليات والتفجيرات، فيما يجب أن تسعى الدول إلى انتزاع المبادرة من خلال التفرقة بين المؤيدين الذين لم يقوموا بالاشتراك في أي عملية والسعي إلى استقطابهم، وإعادة تطبيق عمليات "الاستتابة" التي كانت تتم في وقت سابق لأعضاء الجماعات التكفيرية، فالصراع الحالي يُعتبر صراعًا صفريًّا من المحتمل أن يجر البلاد معه إلى حرب أهلية.