بين البحور المضطربة والصخرة الهاوية
- السفارة المصرية
- السلطات السورية
- العمليات العسكرية
- الغوطة الشرقية
- أرض الوطن
- ثروت سليم
- السفارة المصرية في دمشق
- العلاقات مع سوريا
- دمشق والقاهرة
- هنا القاهرة
- السفارة المصرية
- السلطات السورية
- العمليات العسكرية
- الغوطة الشرقية
- أرض الوطن
- ثروت سليم
- السفارة المصرية في دمشق
- العلاقات مع سوريا
- دمشق والقاهرة
- هنا القاهرة
وُصِفَ «الشرق الأوسط» فى تقرير تم وضعه أمام الرئيس الأمريكى الجديد سنة 2001 (جورج بوش الابن) بأنه: «بحور مضطربة تتلاطم فيها العواصف»، فيما قال هنرى كيسنجر المفكر السياسى الأشهر والوزير الأمريكى الأسبق عن منطقتنا الغراء إنها «صخرة هاوية من قمة جبل»، ولا أدرى أى الوصفين لمنطقتنا المشتعلة سيكون أمام الرئيس الأمريكى رقم (47)، الذى سيبدأ ولايته مطلع العام القادم 2025 بعد انتخابات يبدو أنها لن تأتى بجديد فيما يتعلق بحروب إسرائيل ضد إيران وأذرعها.
وإذا جاز لنا اختيار كلمة نتكئ عليها لإعادة قراءة ما جرى خلال عام من عمر الحروب فى الشرق الأوسط، والتى أوصلتنا إلى صراع جيوسياسى ممتد، تتأهب معها خرائطنا مرغمة وتعيد رسم الحدود، وتشكيل التضاريس وفق إرادة السلاح، فيما تعانده أنظمة سياسية وأيديولوجيات فكرية وتراوغ من أجل الاحتفاظ بمساحة فى «اليوم التالى» لإقليمنا المنكوب.
فإن «الخداع» فى رأيى هو كلمة السر التى فرضتها حركة حماس على المشهد منذ شرارته الأولى بعد الطوفان، فزلزلت إسرائيل وأفزعت شعبها وأربكت جيشها، نجحت ضربة المقاومة الفلسطينية بفضل خطة خداع محكمة أحاطتها (حماس) بالسرية المطلقة وحافظت عليها من الاختراق حتى تحقق الهدف، ولكن أخفق الخيال الحمساوى فى وضع تصور لما بعد طوفانه، فخسر زخم الضربة المفاجئة، وتوالت خسائره وخسائر الشعب الفلسطينى.
فيما انتقم جيش الاحتلال بالردع الغاشم أو ما وصفه أحد الكتاب العرب بـ«الردع النكباوى»، ورفع من سقف انتقامه مستغلاً قدرات المقاومة المحدودة فى غزة، ولجأ متأخراً لتوظيف «الخداع»، عندما راوغ الجميع فى جولات متعددة من مفاوضات الهدنة، وضح أنه لم يكن هدفها وقف إطلاق النار، لكن كان الهدف اختراق الحركة برصد سبل الاتصال فيما بين قادتها المؤثرين فى الداخل والخارج.
أما «الخيانة»، فقد سطع نجمها مع تصاعد المواجهات بين إسرائيل وإيران، لمحنا طرفها عندما سقطت طائرة الرئيس الإيرانى الثامن إبراهيم رئيسى، ثم مع توالى عمليات الاغتيال الإسرائيلى لقادة حماس وحزب الله فى سوريا ولبنان ثم فى غزة، وصولاً إلى تصاعد «حرب الجواسيس» بين البلدين، والتى لم يكن آخرها ما كشفت عنه النيابة العامة الإسرائيلية هذا الأسبوع، باتهام سبعة مواطنين من اليهود بالتخابر مع إيران، بينما أعلن الحرس الثورى الإيرانى فى وقت سابق عن اعتقال 12 شخصاً بتهمة التجسس لصالح جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلى «الموساد».
ربما يدور بخاطرك أن هذه الأخبار قد تصنف تحت باب الخداع، وأنه لا جواسيس ولا عملاء تم كشفهم، وما هى إلا أخبار لاصطياد عملاء مجهولين لأى من أجهزة المخابرات العاملة فى المنطقة، هذا أمر وارد بالطبع.
فيما تحقق الولايات المتحدة الأمريكية فى تسريب غير مصرح به لوثائق سرية تتضمن تقييماً بشأن خطط إسرائيل للهجوم على إيران، حيث تضمنت تفسيرات أمريكية لتخطيط القوات الجوية والبحرية الإسرائيلية استناداً إلى صور جرى التقاطها بالأقمار الصناعية يومى 15 و16 أكتوبر الجارى. ولا أدرى تحت أى باب يمكن تصنيف هذا التسريب: الخداع أم الخيانة.
أما بطل الأبطال فى حروب الشرق الأوسط التى نعيشها منذ (الطوفان)، فهو الذكاء الاصطناعى، وكل ما يأتى فى سياق التطور التكنولوجى بهذا المجال، الذى أظن أن ما وصلنا منه فى الحياة المدنية يقل كثيراً عن استخداماته (المرعبة) فى المجال العسكرى، وهنا يكمن سر التفوق الغربى الداعم لإسرائيل، والذى منحها سحره فى ضربة «البيجر واللاسلكى»، ثم سلسلة اغتيالات قادة حزب الله وصولاً إلى السيد حسن نصر الله، الذى عجل غيابه بالمواجهة العسكرية المرتقبة بين إسرائيل وإيران، لتتوه فى صخب هذا الصراع قضايا العرب وحقوقهم، ويضيع ما تبقى من فلسطين المحتلة، وتمسى لبنان محتلة.
وختاماً، عادت «الحمامة» تحمل فى فمها غصن الزيتون بعد الطوفان العظيم، فاستبشر بها سيدنا نوح وأدرك أن سفينته تقترب من شاطئ النجاة وفق ما ورد فى الكتاب المقدس.
ولا يصدق الأخيار من الحالمين بعودة «الحمامة» رمز السلام فى زماننا، فزعيمة الأشرار (إسرائيل) قد ذبحت «حمامتهم» بخنجر إيرانى مسموم ونثرت دماءها العطرة على تمثال البطل الفلسطينى «ظريف الطول»، وبكل حماس أحرقت السفينة بكل ركابها من شعب الله المسكين من أهل فلسطين.. وآخرين.
- السفارة المصرية
- السلطات السورية
- العمليات العسكرية
- الغوطة الشرقية
- أرض الوطن
- ثروت سليم
- السفارة المصرية في دمشق
- العلاقات مع سوريا
- دمشق والقاهرة
- هنا القاهرة
- السفارة المصرية
- السلطات السورية
- العمليات العسكرية
- الغوطة الشرقية
- أرض الوطن
- ثروت سليم
- السفارة المصرية في دمشق
- العلاقات مع سوريا
- دمشق والقاهرة
- هنا القاهرة