ثورة في علاج السرطان

خالد منتصر

خالد منتصر

كاتب صحفي

يُعد سرطان البنكرياس أشرس أنواع السرطان، وغالباً عندما يُكتشف يكون فى مراحله الأخيرة، وقد مات ستيف جوبز، الذى كان تحت إشراف أكبر أطباء العالم، بهذا النوع من السرطان.

علاج سرطان البنكرياس فى المرحلة الرابعة عادةً ما يركز على تحسين جودة حياة المريض وتقليل الأعراض بدلاً من الشفاء التام، حيث يكون الورم قد انتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم. تعتمد العلاجات على عدة عوامل، مثل حالة المريض الصحية العامة.

العلاج الكيماوى يُعد الخيار الرئيسى، ويهدف إلى إبطاء تقدم المرض وإطالة حياة المريض قدر الإمكان، وغالباً ما يُستخدم دواء جيمسيتابين لهذا الغرض.

رغم التقدم فى العلاجات، فإن معدل البقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات فى هذه المرحلة منخفض جداً، إذ يعيش معظم المرضى أقل من عام بعد التشخيص.

وحتى وقت قريب، كانت لا توجد تقارير مؤكدة عن شفاء كامل لحالة فى المرحلة الرابعة من سرطان البنكرياس، لكن الأبحاث كانت مستمرة لتطوير علاجات أكثر فاعلية.

لكن ما حدث أخيراً كان ثورة فى عالم علاج هذا النوع الخطير، تم تشخيص لارى بوير بسرطان البنكرياس من المرحلة الرابعة، وقد تم إبلاغه بأنه لن يعيش أكثر من ستة أشهر.

ومع ذلك، أصبح خالياً من السرطان بفضل علاجات تجريبية. على الرغم من أن التفاصيل الدقيقة حول مسار علاجه غير متاحة بالكامل، إلا أن مثل هذه الحالات تتضمن عادةً علاجات متطورة، مثل العلاج الكيميائى (مثل نظام FOLFIRINOX أو الجيمسيتابين مع الأبراكسين)، وكذلك العلاج المناعى (مثل مثبطات PD-1 مثل البمبروليزوماب)، وربما المشاركة فى التجارب السريرية لاختبار أدوية جديدة أو تركيبات علاجية.

بالنسبة لمرضى سرطان البنكرياس المتقدم، يظل العلاج الكيميائى الركيزة الأساسية بهدف إبطاء تقدم المرض وتخفيف الأعراض.

كما يُعد العلاج المناعى خياراً فى الحالات التى تظهر فيها علامات وراثية محددة، على الرغم من أنه لم يصبح بعد جزءاً من العلاج القياسى.

تساعد هذه العلاجات فى تقليص الأورام وتحسين معدلات البقاء على قيد الحياة، على الرغم من أن التعافى الكامل نادر فى سرطان البنكرياس فى المرحلة الرابعة.

كان قد تم تشخيص لارى بوير، البالغ من العمر 56 عاماً من ولاية كونيتيكت، بسرطان البنكرياس من المرحلة الرابعة فى مايو 2022، وأُعطى ستة أشهر فقط للبقاء على قيد الحياة. نظراً لأن السرطان كان قد انتشر إلى أعضاء أخرى، كانت فرص علاجه ضئيلة جداً.

بعد أن خضع للعلاج الكيميائى التقليدى، قرر بوير استكشاف خيارات علاجية تجريبية.

توجَّه إلى معهد ويليامز للسرطان فى المكسيك، حيث خضع لعلاج يجمع بين العلاج بالتبريد، الذى يقوم بتجميد الأورام، والعلاج المناعى داخل الورم، الذى يشمل حقن الأدوية مباشرة فى الأورام لتعزيز جهاز المناعة.

على مدى عدة أشهر، أظهرت علاجاته نتائج مذهلة. فى نوفمبر، كشفت الفحوصات عن انخفاض بنسبة 65% فى حجم الورم الرئيسى فى البنكرياس، واختفاء العديد من الأورام الصغيرة فى الكبد تماماً.

حتى الآن، لا تُظهر الفحوصات أى علامات على وجود السرطان، رغم أنه لن يُعتبر خالياً تماماً من السرطان إلا بعد مرور خمس سنوات دون عودة المرض.

أثار هذا العلاج المبتكر اهتماماً كبيراً لإمكانية تقديم الأمل للمرضى الآخرين المصابين بالسرطان فى مراحله النهائية، لكنه لا يزال قيد التجربة ولم يتم اعتماده على نطاق واسع فى الولايات المتحدة.