السياحة والصناعة وبحيرة قارون.. مثلث أحلام أهالي الفيوم!

أحمد رفعت

أحمد رفعت

كاتب صحفي

نعود لسلسلة رسائل المصريين إلى محافظي مصر تحمل أحلامهم وأمنياتهم لمن اختيروا لهذه المسئولية وحازوا ثقة القيادة السياسية ليديروا شئون المحافظات المصرية بكل ما فيها من تحديات لتكون من بين القوة الدافعة للتنمية فى مصر أو تحويلها فى هذا الاتجاه وليس عبئاً عليها بعد المشاركة على هذه المساحة فى احتفالات أكتوبر المجيد.

المرحلة الأولى من المبادرة تشمل مركزى إطسا ويوسف الصديق، بإجمالى 63 قرية مستهدفة، تشهد تنفيذ نحو 1200 مشروع تنموى بكافة القطاعات، بإجمالى تكلفة 18 مليار جنيه.. حيث خصصت الحكومة مبلغ 5.3 مليار جنيه لصالح تنمية محافظة الفيوم خلال العام المالى 2022-2023 وحده تشمل بنية تحتية فى قطاعات الصحة والإسعاف والتعليم والتنمية المحلية والطرق والدعم الاجتماعى، ولذلك انتهت أعمال الصرف الصحى لـ88 قرية تحيط ببحيرة قارون لإنقاذ ما يقرب من مليون مواطن بتلك القرى بعد بناء مئات من محطات الصرف الصحى فى الوقت الذى سيعيد المشروع الحياة لبحيرة قارون ومنع تحويل مياه الصرف فيها بعد سنوات طويلة من التلوث أنهكت البحيرة التى كانت مصدر الرزق لستة آلاف صياد يعملون بها، فضلاً عن كونها أحد مصادر الدخل السياحى، بالإضافة إلى أضرار تلوث البيئة وتأثيرها على الصحة العامة فى المحافظة.. ولذلك تكلفت مشروعات الصرف أكثر من 9.5 مليار دولار وهى ضمن تكلفة تطوير البحيرة المهمة وتحسين أحوال البيئة وجودة حياة الأهالى هناك، كذلك أنشئ محلج أقطان الفيوم ضمن خطة الدولة فى استنهاض صناعة النسيج فى مصر بتكلفة إجمالية بلغت 250 مليون جنيه طاقة إنتاجية للمحلج فى اليوم 120 طن قطن شعر بالتعاون مع شركة هندية بتكنولوجيا أمريكية بطاقة إنتاجية 5 أطنان فى الساعة وتم إنشاؤه على مساحة 10 أفدنة بمدينة الفيوم! وفى الصحة هناك مشروع إنشاء مستشفى الفيوم العام الجديد بمنطقة دمو على مساحة 41702 متر مربع بتكلفة كبيرة تصل لمليار جنيه فضلاً عن تطوير مستشفيات المحافظة، وأهمها مستشفى التأمين الصحى الذى يضم 12 سريراً بالاستقبال و15 للرعاية و13 حضانة للأطفال و40 للغسيل الكلوى و15 سريراً للعمليات مع زيادة القدرة الاستيعابية من 200 إلى 366 سريراً ويجرى بالمستشفى 1000 عملية جراحية شهرياً!

ولذلك يمكن القول إن الفيوم لم تغب عن خطة الدولة وبشكل كبير جداً فاق ما تم إنجازه فى سنوات طويلة سابقة، لذلك ينتظر الأهالى بصمة المحافظ الحالى الدكتور أحمد الأنصارى الذى يعلم مشكلات الفيوم أكثر من غيره بعد تجديد الثقة فيه، لكن تبقى النظافة على جدول أعمال ومطالب أهالى الفيوم مع استكمال مشروعات مياه الشرب، وهو ما يتطلب تنسيق المحافظة مع الحكومة ومع إدارة حياة كريمة، كذلك إزالة أى معوقات من المناطق الصناعية وسرعة وضع خطة تضع الفيوم أو تعيدها بمكانتها القديمة التى اشتهرت بها على خريطة السياحة فى مصر لما تمتلكه من مناطق جيدة للاستجمام وسياحة السفارى.. كما تحتاج أزمة الزحام فى العاصمة الفيوم إلى حل مع تزايد أزمات التوك توك وكذلك وضع حد للروتين والبيروقراطية وتأثيره على مصالح الناس فى الإدارات الحكومية.

أعان الله محافظ الفيوم ومحافظة أُهملت طويلاً.. لكن بشائر انتقالها إلى محافظة سياحية منتجة ممكنة جداً بل تبدو فى الأفق، عندئذ نكون أنجزنا المهمة أو على الأقل أنجزنا شوطاً طويلاً فيها.. وإلى الأمام.