التضامن العربي المؤذي والشرير كما تراه أمريكا (2)
- الأمراض المعدية
- التغذية السليمة
- الدكتور طارق
- الصحة والسكان
- العادات الصحية
- القضية السكانية
- المجالس القومية
- المجلس القومى للسكان
- الأمراض المعدية
- التغذية السليمة
- الدكتور طارق
- الصحة والسكان
- العادات الصحية
- القضية السكانية
- المجالس القومية
- المجلس القومى للسكان
اهتمت الصحافة الغربية بـ«تلميح» الرئيس أنور السادات، فى خطاب عيد العمال (أول مايو 1973)، حول إمكانية قيام الدول العربية باستخدام البترول كسلاح بمجرد بدء مصر عملياتها العسكرية لتحرير الأراضي التي احتلتها إسرائيل فى حرب 1967.
ونقلت الصحف -آنذاك- عن مراقبين سياسيين تقديراتهم بأن السادات يرى أنه إذا كان القتال بين مصر وإسرائيل سيبدو محلياً، فإن حظر البترول العربى سيضر الغرب، وخاصة الولايات المتحدة، ويجبر «واشنطن» على وقف إمدادات السلاح لإسرائيل.
وفى أواخر شهر مايو 1973 أكد عمر السقاف، وزير الدولة للشئون الخارجية السعودى -خلال زيارته للبرازيل- أن الدول العربية تشعر بمسئولية أخلاقية تجاه بيع البترول لمن يريد، ولكن عندما يتعلق الأمر بتهديد قضيتنا ومساعدة عدونا فإننا نعتقد حينئذ أن هناك حداً.
بدأت حرب أكتوبر، واستغاثت «جولدا مائير»، رئيسة وزراء العدو الإسرائيلى، بالولايات المتحدة الأمريكية، وطلبت أسلحة ومعدات بقيمة 850 مليون دولار لتعويض خسائرها، وقرر الرئيس الأمريكى «ريتشارد نيكسون» بعد سبعة أيام من الحرب إقامة جسر جوى لنقل السلاح إلى إسرائيل.
وهنا كانت غضبة الملك فيصل، واتخذ قراره بفرض حظر شامل على شحنات البترول السعودى إلى الولايات المتحدة، وذلك بعد أربعة أيام فقط من بدء الجسر الأمريكى لإنقاذ إسرائيل، وانضمت جميع الدول العربية إلى القرار بعد ذلك.
وكشفت الوثائق البريطانية أن وزارة الخارجية السعودية سلمت يوم 16 أكتوبر، مذكرة لسفير بريطانيا فى «الرياض» -أرسلها السفير فوراً إلى لندن- أكدت استياء المملكة البالغ من الموقف الأمريكى الداعم لإسرائيل، ومن استئناف إمداد «تل أبيب» بالأسلحة، وحذرت المملكة من أن «تأثير هذا على كل الدول العربية سيكون سيئاً لأقصى مدى».
ومما جاء فى المذكرة «فى مواجهة هذا الموقف الأمريكي المتحيز، ستجد السعودية نفسها مجبرة على خفض كمية البترول، الأمر الذى سيضر بدول السوق الأوروبية المشتركة، وبناء عليه فإن الأمر متروك لهذه الدول كى تنصح الولايات المتحدة بتغيير موقفها المؤيد لإسرائيل».
ووفقاً للوثائق، كانت المذكرة السعودية صادمة للبريطانيين الذين لم يتوقعوا أن تكون لدى العرب الجرأة للإقدام على مثل هذه الخطوة، خاصة مع وجود تقارير عن مباحثات سرية بين الرئيس السادات والملك فيصل لبحث مسألة استخدام سلاح البترول، وتوافر معلومات لدى بريطانيا عن عدم اتفاق الزعيمين على مثل هذا الإجراء.
وعلق رئيس إدارة الشرق الأدنى فى الخارجية البريطانية قائلاً: «رغم أن لدينا تقارير عن المباحثات السرية، إلا أنه لم يكن أمامنا ما يشير إلى أى شىء عن البترول، ولو كان قد جرى أى نقاش فى هذا الشأن، سيكون مفاجئاً لأننا لم نسمع عنه».
وأضاف الدبلوماسى البريطانى: «أنا، على أى حال، أميل إلى الشك فيما إذا كان السادات قد سعى إلى الحصول على وعد واضح، أو حصل عليه فعلاً بقطع البترول عن الولايات المتحدة».
وأضاف: «من الممكن تماماً أن يتفق الزعيمان على المبالغة فى التهديد بوقف التدفق كوسيلة للضغط على الأمريكيين، غير أن هذا التهديد يفتقر إلى المصداقية الكاملة حتى يُظهر كل المنتجين العرب الرئيسيين أنه يمكنهم الاتفاق على عمل مشترك».وكانت المفاجأة الصاعقة.. اتفق العرب ونفذوا تهديدهم بالفعل.. وللحديث بقية.