مواطن ينظف «باب زويلة» ويعيد بناء سوره: إحنا بنضيع تاريخنا بإيدينا

كتب: إنجى الطوخى

مواطن ينظف «باب زويلة» ويعيد بناء سوره: إحنا بنضيع تاريخنا بإيدينا

مواطن ينظف «باب زويلة» ويعيد بناء سوره: إحنا بنضيع تاريخنا بإيدينا

أصيب بالهمّ وخيبة الأمل وهو يرى تاريخ بلده يدمر أمامه، فمدخل باب زويلة فى منطقة الدرب الأحمر لم يعد ذلك المكان الأثرى الجميل الذى يقبل الناس على التقاط الصور بجانبه تعظيماً لعراقته، فالقمامة صارت عنواناً للمكان، والإهمال أصبح جزءاً منه بعد أن اتخذه سائقو الميكروباصات موقفاً لهم حتى كاد السور يقع من الضغط الشديد عليه، أما ليلاً فبعض الشباب من الخارجين على القانون كانوا يتخذونه ملاذاً لتناول الممنوعات. من هنا قرر رجب محمد، أحد سكان منطقة الدرب الأحمر، تنظيف المنطقة على حسابه الشخصى لتعود كما كانت عريقة: «قررت ماسكتش على اللى أنا شايفه، تاريخ المنطقة بينهار بشوية زبالة، الناس مش مقدّرة قيمة المكان». بدأ «رجب» مهمته فى التنظيف باستخدام «المقشات» بشكل يومى بالإضافة إلى شراء مواد أسمنتية وخرسانة لبناء رصيف جديد لمنع التعدى على المنطقة. يملك «عم رجب» محلاً لبيع الجلود على ناصية «باب زويلة» منذ 20 عاماً، وطوال هذه الفترة وهو يرى المنطقة قبلة للسائحين وأساتذة التراث والتاريخ، وهو ما جعله يقدّر قيمتها، ولكن بعد ثورة 25 يناير تغير الحال: «بدأت الرقابة تنهار على الأماكن الأثرية خصوصاً فى السنة الأولى بعد الثورة، وبدأ السور يتحول إلى مقلب قمامة كبير، ده غير سواقين التكاتك والميكروباصات اللى كانوا بيركنوا عربياتهم على السور لدرجة إن جزء منه وقع فعلاً، وكان فيه ناس بتيجى بالليل يشربوا حشيش ومخدرات لما السور وقع، وقتها كان لازم يبقى فيه رد فعل حفاظاً على تاريخنا». يقسّم «رجب» مهمة التنظيف بينه وبين أولاده، فهناك دوريات صباحية وأخرى مسائية، قاموا خلالها بإزالة أكوام القمامة وتركيب سور جديد أطول لمنع دخول أى شخص ليلاً: «رغم إنى من أسيوط إلا إنى من ساعة ما عشت هنا وأنا حافظ تاريخ المكان كويس، زمان كان الجزء ده مملوك لواحد يهودى ولما اليهود خرجوا بره مصر، الحكومة منعت أى محلات فيه لأنه فى مدخل المنطقة، وواجهة لأى زائر».