«سيمون»: صباح «بين السرايات» رمز للمرأة المكافحة فى شوارع مصر

«سيمون»: صباح «بين السرايات» رمز للمرأة المكافحة فى شوارع مصر
بعد فترة غياب طويلة عن عالم الدراما، قررت الفنانة «سيمون» العودة مرة أخرى، ولكن بعد أن قررت تغيير جلدها كممثلة، لتصر على الظهور بشكل مغاير لكافة الأدوار التى قدمتها من قبل، وحاولت حصرها فى شخصية الفتاة الأجنبية، أو الفتاة الثرية المثقفة، لتكسر هذا القالب بشخصية «صباح»، التى تعمل سايس سيارات أمام جامعة القاهرة، من خلال أحداث مسلسل «بين السرايات». وتقول «سيمون» لـ«الوطن»: «لا يوجد فنان يريد أن يبتعد عن مهنته التى يعشقها ويحترمها، ولا عن جمهوره الذى ساهم فى نجاحه، ولكن كان ولا بد أن أبتعد لفترة ما، لكى أنتقى الأعمال المعروضة علىَّ، فأنا لا أسعى للوجود بأى عمل، بقدر ما أسعى للتميز، ولذلك تجد دائماً أعمالى الدرامية معروفة ومحفوظة عن ظهر قلب، نظراً لتميزها واختلافها».
وأضافت: «طيلة الفترة الماضية رفضت عدداً كبيراً من الأدوار، التى لا أرى أنها تعبر عن شخصيتى، وكنت دائماً أحلم بتقديم الشخصية المصرية الأصيلة، إلى أن عرض علىَّ المخرج سامح عبدالعزيز مسلسل «بين السرايات»، وهو عمل شبه مكتمل بالنسبة لى من الناحية الفنية، بداية من المنتج جمال العدل، والسيناريو الذى كتبه أحمد عبدالله، إضافة إلى كوكبة النجوم الجميلة المشاركة معى فى العمل».
وعن العمل قالت «سيمون»: «شخصيتى فى «بين السرايات»، تدور حول أول سيدة تعمل «سايس» سيارات فى مصر، و«صباح» ورثت العمل عن والدها بعد وفاته، والعمل ربما يكون من أقرب الأدوار التى قدمتها لقلبى، وأتمنى أن يحب المشاهدون شخصية «صباح» كما أحببتها، لكونى أحب تقديم أدوار المرأة التى تعيش فى بيئة متوسطة، ولا أقدم دور السيدة التى تبحث عن زوج، أو تخطط لخطف زوج أخرى».
وحول ما جذبها للشخصية قالت: «جذبتنى إليها عدة عوامل، أولاً لأن «صباح» هى مثال حى للسيدة المصرية المكافحة، التى نراها طوال الوقت فى حياتنا اليومية، والتى تتسم صفاتها بـ«الجدعنة» وتحمل المسئولية، ثانياً هى أرملة وأم، تتحمل مسئولية ابنها وشقيقتها الوحيدة، وتنفق عليهما من خلال هذه المهنة، والحقيقة أننى رأيت فى هذه الشخصية المرأة المصرية الطموحة والإيجابية، غير المقترنة بالانتهازية والشر، وهذا سر إعجابى بالشخصية التى لم تستسلم للفقر، ولم تسر فى طريق خاطئ، بل أصرت على تحمل المسئولية كاملة، حتى تصل بأسرتها إلى بر الأمان».
وعن تعاطيها مع الشخصية وتفاصيل الدور، خاصة أنها ظهرت دون مكياج، قالت: «أنا لا أعطى أى أهمية لهذه الأمور وطالما قبلت دوراً فعلىَّ أن أقبل بكل شروطه، وبالنسبة لشخصية «صباح»، فقد ظهرت بشكلها النهائى الطبيعى لسيدة تعمل طوال النهار والليل فى الشارع، أما من حيث شكلى وإظهار جمالى للجمهور، فهذا آخر شىء أفكر فيه، لأن الجمهور لن يسامحنى لو استهنت بعقله ولم أحترم تفكيره، هذا بالإضافة إلى أن أفيش المسلسل يظهر فيه كل الأبطال بشكلهم الطبيعى، وهذا كاف جداً بالنسبة لى، وللعلم هذه ليست المرة الأولى التى أظهر فيها دون ماكياج صارخ، فمن قبل قدمت فيلم «يوم حلو ويوم مر» مع الفنانة الراحلة فاتن حمامة، وقمت بنفس الأمر فى فيلم «الهجامة».
وعن رهبة التصوير بعد فترة غياب عن الكاميرا قالت: «بالفعل شعرت برهبة كبيرة جداً فى أول مشهد، وكنت متوترة، لأن الشخصية بملامحها الداخلية وتفاصيلها الخارجية واللهجة وطريقتها فى الكلام كانت جميعها بداخلى، لكن فور بدء التصوير زالت هذه الرهبة، وبدأت فى التركيز على الأداء.
وحول ظهورها فى شخصية أم وتأثير ذلك على أدوارها الجديدة قالت «سيمون»: «لم أفكر فى هذا الموضوع من قبل، لكن هذه هى المرة الأولى التى أقوم فيها بدور أم، ورغم أنها حنونة فإنها قوية وحازمة جداً، لأن ابنها هو أملها الوحيد فى الدنيا، وتريده أن يكون رجلاً يُعتمد عليه فى المستقبل، والفنان الذى يقوم بدور ابنى فى المسلسل، بالرغم من أنه يمثل لأول مرة، فإنه كان مجتهداً، وعلاقتنا كانت جميلة خارج الكواليس، لذلك ظهرت بهذه الصورة فى النهاية».
وعن رفضها إظهار المرأة فى شكل مهين بالأعمال الدرامية، قالت: «أنا أتحدث عن الأعمال التى لا يمكن أن أقبلها، فأنا أرفض كثيراً من الأعمال، لأنى أجد الدور الذى أقدمه لا يضيف للمشاهد قيمة فنية، أو رسالة يستفيد منها، هذا من وجهة نظرى، فأنا أحب النماذج الإيجابية، التى لها دور يستفيد منه المشاهد، مثل دور «صباح» الذى أقدمه فى «بين السرايات»، فالشخصية تحمل رسالة لكل امرأة، أن تتحمل المسئولية، وأنها يجب أن تشعر أنها كائن مستقل عن الرجل، ويجب أن تعتمد على نفسها، ولا تستسلم للظروف والفقر، وهذه النماذج رأيتها فى كل مناطق مصر، بحكم عملى الخدمى منذ 17 عاماً تقريباً، عندما احتككت بهذه النماذج الرائعة فى الواقع، وهؤلاء فى رأيى هم من يمثلون الطبقة المتوسطة الجديدة، التى ظهرت خلال السنوات الطويلة الماضية، ويجب أن نلقى الضوء عليهم، وهذا لا يتعارض أبداً مع الواقعية، ولكن مثلما يوجد هناك واقع مؤلم، هناك أيضاً واقع إيجابى».