إعصار ميلتون يفاجئ فلوريدا بانخفاض غامض للمياه.. هل تنذر العاصفة العكسية بكارثة؟

كتب: أمنية سعيد

إعصار ميلتون يفاجئ فلوريدا بانخفاض غامض للمياه.. هل تنذر العاصفة العكسية بكارثة؟

إعصار ميلتون يفاجئ فلوريدا بانخفاض غامض للمياه.. هل تنذر العاصفة العكسية بكارثة؟

ظاهرة نادرة وغير متوقعة شهدتها ولاية فلوريدا الأمريكية مع اجتياح إعصار ميلتون؛ فبدلًا من الفيضانات الكارثية التي توقعها خبراء الأرصاد، تراجع منسوب المياه بشكلٍ ملحوظٍ في مدينة تامبا، ما أثار دهشة وحيرة السكان المحليين. هذا المشهد الغريب، الذي ظهر بدلاً من ارتفاع المياه المتوقع لأكثر من 4.5 متر، جذب الأنظار نحو تفسير علمي لهذه الظاهرة، التي تعرف بـ«العاصفة العكسية» أو «التدفق العكسي للعواصف»، ليقلب إعصار ميلتون التوقعات رأسًا على عقب، وتصبح هناك تساؤلات عن كيفية عمل الأعاصير وتأثيراتها غير المتوقعة. 

ما العاصفة العكسية؟

العاصفة العكسية.. ظاهرة حدثت بسبب إعصار ميلتون وتُعرف باسم «التدفق العكسي للعواصف»، وهي ظاهرة مألوفة وإن كانت غير ملحوظة في بعض الأحيان، وتتمثل في تحرك رياح الأعاصير لمياه البحر عندما تضرب العواصف الأرض، وتهب رياح العواصف الاستوائية في نصف الكرة الشمالية عكس اتجاه عقارب الساعة، وعندما تصل إلى اليابسة تندفع المياه نحو الشاطئ بفعل الرياح الدوارة في أحد طرفي عين العاصفة وبعيدًا عن الشاطئ في الطرف الآخر، وفقًا لوكالة «أسوشيتد برس».

براين ماكنولدي، الباحث في العواصف المدارية في جامعة ميامي، يقول إنّ حركة المياه الأكثر وضوحًا تحدث تحت الرياح القوية لجدار عين الإعصار، فعلى مدار عدة أيام كان الساحل الغربي لولاية فلوريدًا بعيدًا من مسار إعصار مليتون، وهو ما أثار احتمالات الخبراء أن تكون منطقة تامبا لها النصيب الأكبر من تأثير الإعصار متمثلة في فيضانات مدمرة، إلا أنّ هذه التنبؤات تُشكل تحديًا صعبًا خاصة مع المد العالي الذي يزيد من تدفق المياه. 

وأشار الباحث في العواصف المدارية إلى أنّ المناطق البعيدة عن مركز العاصفة قد تتأثر بالرياح الخطرة والأمطار والفيضانات، إلا أنّ وصول الإعصار إلى اليابسة قد يحدث فرقًا كبيرًا في موقع ذروة التدفق المائي أو التدفق العكسي.

الإعصار ميلتون يصل إلى اليابسة

وفقًا لوكالة الأنباء الأمريكية، فقد وصل مركز إعصار ميلتون المتحرك شرقًا إلى الشمال الشرقي مساء الأربعاء إلى جزيرة سيستا كي، بالقرب من ساراسوتا، وتقع الجزيرة على بعد نحو 70 ميلاً (112 كيلومترًا) جنوب مدينة تامبا، وتسبب ذلك في هبوب رياح قوية على الساحل تسببت في حدوث عاصفة جنوب سيستا كي، وقال المركز الوطني للأعاصير إنّ البيانات الأولية أظهرت ارتفاع منسوب المياه من 5 إلى 10 أقدام (1.5 إلى 3 أمتار) فوق سطح الأرض بين سيستا كي وفورت مايرز بيتش.

وفي الوقت نفسه، انخفض منسوب المياه فجأة بنحو 5 أقدام عند مقياس الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي بالقرب من تامبا، وكان إعصار إيرما قد تسبب في تأثير مماثل لإعصار ميلتون في عام 2017، وفي عام 2022، عندما خرج الناس لرؤية قاع البحر المكشوف، وهو ما وصفه البحاث في العواصف المدارية إنّها فكرة سيئة للغاية، نظرًا لأنّ المياه ستعود مرة أخرى.


مواضيع متعلقة