Money Electric: تحقيق بلا برهان أم إضافة في مسيرة البحث عن ناكاموتو؟

أحمد فرحات

أحمد فرحات

كاتب صحفي

عرضت شبكة HBO فيلمها الوثائقي "Money Electric: لغز البيتكوين"، واعدةً بمقاربة مختلفة لكشف هوية مبتكر البيتكوين المجهول، ساتوشي ناكاموتو. ومع الاهتمام الكبير الذي يحيط بموضوع الهوية الغامضة، حظي الفيلم بتوقعات عالية، لكنه، كما سنرى في هذا المقال، أثار مناقشات عديدة حول منهجه في البحث ونقاط القوة والضعف في معالجته للموضوع.

ركز الفيلم، من إخراج كولين هوباك، على تطوير البيتكوين من بداياته إلى يومنا هذا، مع تسليط الضوء على شخصيات بارزة مثل آدم باك، المدير التنفيذي لشركة Blockstream، وبيتر تود، مطور Bitcoin Core. اختار المخرج بيتر تود كمرشح محتمل ليكون ناكاموتو، معتمدًا على أدلة ظرفية مثل تفاعلات تود في المنتديات التي شارك فيها ناكاموتو ومشاريعه في سنوات المراهقة لإنشاء عملة رقمية.

على الرغم من هذه التلميحات، فشل الفيلم في تقديم أي دليل مادي أو قاطع. وقد نعتبر اعتماده على تكهنات غير مدعومة يضعف مصداقية أطروحته. تود نفسه نفى هذه المزاعم بشكل علني على منصات التواصل الاجتماعي، مما أدى إلى انتقادات إضافية للفيلم واعتباره محاولة غير موفقة في تقديم الحقيقة.

من الناحية السينمائية، يتميز الفيلم بإيقاع جيد، مع سرد مشوق يسعى إلى جذب انتباه المشاهدين طوال العرض. استعراض تاريخ البيتكوين وسقوط منصات كبرى مثل FTX وLuna كان إضافة ثرية، حيث قدّم سياقًا مفيدًا حول تأثير العملات الرقمية في العالم.

ومع ذلك، يعاني الفيلم من إشكالية في التوازن بين الإثارة والتوثيق الدقيق. بدا أن السرد يركز أكثر على خلق دراما مشوقة بدلًا من تقديم تحقيق عميق يعتمد على أدلة واضحة. كما أن تقديم تود كمرشح رئيسي دون تعزيز ذلك ببيانات قوية وضع المخرج تحت وطأة انتقادات تتعلق بضعف البحث وغياب الحياد.

تباينت ردود الفعل تجاه الفيلم بين جمهور متحمس لتفسير جديد لقصة ناكاموتو، وآخرين رأوا فيه محاولة تجارية تفتقر إلى الجدية. النقاد المتخصصون في مجال العملات الرقمية انتقدوا الفيلم على اعتماده على أدلة ظرفية، في حين أشاد البعض بتغطيته الشاملة لتاريخ البيتكوين.

من ناحية أخرى، أدى نفي تود العلني للمزاعم التي قدمها الفيلم إلى إضعاف مصداقيته، ما دفع بعض المشاهدين إلى التشكيك في جدوى إنتاج أفلام تستند إلى نظريات غير مثبتة.

في الأخير يبقى "Money Electric" محاولة مثيرة لتناول لغز مستمر، قد يكون هذا الوثائقي خطوة إضافية في سلسلة من المحاولات لكشف هذا اللغز، لكنه بالتأكيد لن يكون الفصل الأخير في رحلة البحث عن هوية مبتكر البيتكوين المجهول.