مهرجان الموسيقى العربية.. صوت النغم والقوة الناعمة من القاهرة!

أحمد رفعت

أحمد رفعت

كاتب صحفي

لربع قرن بالتمام والكمال.. ظل الأكاديمي الراحل الدكتور زين نصار يجمع التراث الغنائي والموسيقي المصري وأصدر موسوعة من جزأين.. ولم ينته من مشروعه!

ذات مرة روى لي الراحل الكريم عن تجربته مع موسوعته.. وكم الجهد الذي يبذله.. والمبرر الأهم في ذلك هو ذلك التراث الفني الهائل الذي تركه الموسيقيون والمطربون والمؤلفون المصريون والذي يستحق نصف قرن لجمعه كاملاً أو حتى شبه كامل وبما يندر أن نجده في أي مكان أو بلد آخر وبكل فخر!.

هذا الاستهلال ضروريا ونحن نقدم لأمتنا العربية وكل عشاق الموسيقى العربية والشرقية في كل مكان الدورة الـ32 لمهرجان الموسيقى العربية التاريخي الكبير الذي ينتظره العرب في كل مكان.. فنانون ومستمعون باعتباره مناسبة سنوية لالتقاء الفنانين العرب والنغم العربي من كل مكان من البلدان العربية الشقيقة على أرض مصر.. وهو ختم الاعتماد لأي مطرب عربي مهما كبر.. حتى تصاغ السير الذاتية لكثير من المطربين بعدد المشاركة في المهرجان المصري!.

ولذلك ولقرن كامل منذ عرفت المنطقة العربية أدوات التسجيل الحديثة من الميكرفون ثم الأسطوانات ثم الإذاعة وبعدها الفضائيات قدمت مصر الرصيد الأعظم على الإطلاق من الإنتاج الغنائي العربي، وقدمت الثلاثي الأهم في تاريخ الغناء العربي في العصر الحديث أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ.. وقبلهم قدمت مصر رائد الموسيقى كلها وليس التجديد فحسب سيد درويش؛ أكبر وأهم علامة في طريق النغم العربي كله.

كذلك أعظم أسماء في تاريخ اللحن العربي من رياض السنباطي ومحمد القصبجي إلى سيد مكاوي ومن محمد الموجي إلى بليغ حمدي ومن كمال الطويل إلى حلمي بكر، وكذلك أعظم كتاب الأغنية العربية على الإطلاق من يونس القاضي وعلي محمود طه وأحمد عبد المجيد إلى حسين السيد وصلاح جاهين ومرسي جميل عزيز وعبد الفتاح مصطفى وعبد الرحمن الأبنودي ومحمد حمزة.

وهنا أيضا أعظم العازفين لكافة الآلات من أحمد الحفناوي في الكمان إلى مجدي الحسيني في الأورج وغيرهم وغيرهم.

من مهرجان الموسيقى العربية استمع الوطن العربي لنجوم الطرب الأصيل في البلاد الشقيقة، تقدمهم نجم الأغنية العربية الأصيلة صباح فخري ورغم تاريخه الطويل لكن لاحظنا قبل سنوات سعادته بمشاركته في مهرجان مصري، كذلك استمعنا لفؤاد زبادي من المغرب وصفوان بهلوان من سوريا ولطفي بوشناق من تونس وديانا حداد من لبنان وغيرهم وغيرهم.

شاهدنا المايسترو التاريخي للأوبرا الموسيقار العربي الكبير سليم سحاب؛ لتتحول ليالي الأوبرا المصرية إلى ليالي عربية تحتضنها القاهرة لتقدم نموذجًا من التوحد العربي من خلال الفن، القادر على توحيد الأمة العربية كلها متجاوزًا أي أزمات وتحديات معلنا في كل مرة، هنا النغم والقوى الناعمة من القاهرة!