نيللى.. أجمل "حدوتة"

نيللى.. أجمل "حدوتة"
وجه مشرق يشع بهجة، ينشر الفرحة أينما حل، مبتسم دائماً للحياة، ويعطى الأمل لمن حوله، يمتلك روح طفلة صغيرة، وما زال يحتفظ بلمعانه، يرجع إلى أصول أرمنية.. إنها الفنانة الاستعراضية «نيللى» الأخت الصغرى للممثلة «فيروز»، التى تعد أشهر طفلة ممثلة فى السينما المصرية خلال فترة الخمسينات من القرن الماضى. فى شهر يناير 1949، ولدت الفنانة الاستعراضية «نيللى» التى طالما حلمت كثيرات من الفنانات أن يصلن إلى مكانتها داخل قلوب الجمهور المصرى والعربى، فكانت دائماً منذ 1979 على موعد للقاء الجمهور عبر شاشة التليفزيون المصرى، كل ليلة على مدار ثلاثين ليلة فى شهر رمضان.
بدأت «نيللى آرتين كالفيان» حياتها الفنية عندما اشتركت فى فيلم «الحرمان» مع شقيقتها «فيروز» عام 1953، شاركت بعدها فى العديد من الأفلام والمسرحيات لتأخذ أول بطولة فى فيلم «المراهقة الصغيرة» عام 1966. حلقات فوازير «عروستى» و«الخاطبة»، التى بدأ كتابتها الكاتب صلاح جاهين، كانت هى بداية «نيللى» فى عالم الفوازير وبعد رحيل «جاهين» توقفت «نيللى» عن تقديم الفوازير، حتى عادت مرة أخرى مع الشاعر الغنائى عبدالسلام أمين، لتقدم «الدنيا لعبة»، و«عالم ورق»، و«صندوق الدنيا» و«أم العريف»، و«زى النهارده» آخر أعمال «نيللى» عام 1996، قبل أن تتوقف عن تقديم الفوازير نهائياً. قالت «نيللى» فى أحد الحوارات التليفزيونية خلال شهر رمضان الماضى «إنها خلال عملها فى السينما، طلب منها التليفزيون المصرى تقديم برنامج استعراضى، ووافقت على الفور»، مؤكدة وقتها أنها لم تكن تتوقع هذا النجاح للفوازير، لكنها مؤمنة بأن الإخلاص فى العمل يجعل النجاح قريباً، بغض النظر عن العائد المادى، وخلال حوارها التليفزيونى، قالت: «عدد من الدول العربية طلبت منى تقديم الفوازير، فاشترطت أن يتم إهداء نسخة لمصر تعرض على التليفزيون المصرى، لكن الشرط لم يلقَ قبولاً ولم تقدم الفوازير فى هذه الدول». فى عام 1980 كانت النجمة نيللى ضيفة أحد البرامج التليفزيونية، وقالت وقتها: «كنت فى السنين الأولى للفوازير باقدمها على هيئة مسلسل، لكن لما لقيت الجمهور بيحب الاستعراض بدأت أعمل استعراض، وكنت أتقاضى على العمل 15 ألف جنيه فى 30 حلقة». ولم تكن فوازير «نيللى» مجرد عمل قائم على شخص واحد، بل كان وراءه صناع شاركوا فى ظهوره بصورة أبهرت الجمهور المصرى والعربى، فالكتابة والألحان وأيضاً الإخراج الذى كان يقوم به المخرج الراحل فهمى عبدالحميد، جعلت الفوازير عملاً ليس بالسهل، لكنه يحتاج إلى رشاقة جسدية وثقافة استعراضية تمتلكها «نيللى». «نعمة من عند ربنا أن الواحد يلاقى الجمهور منتظره فى عمل كل سنة، عشان كدا أنا اهتميت بالفوازير وأهملت السينما، وبلاقى رد فعل جميل»، هكذا كانت تعبر دائماً نجمة الاستعراض الأولى فى مصر والوطن العربى عن حبها للفوازير، التى غابت عنها لما يقرب من 20 سنة، والتى صنعت من خلالها «نيللى» مجداً وتميزاً وشهرة ولم ينجح بعدها فى هذا المجال سوى الفنانة «شريهان».