طارق لطفي.. "البطولة تليق بك"

أكثر من 25 عامًا قضاها في التنقل بين الأدوار الثانوية، والبطل الثاني الذي يخدم البطل، "التأني" كان عنوان مسيرته، فلم يتعجل في الإقبال على أدوار البطولة المطلقة، ظل صامدًا يؤدي الأدوار التي يختارها بعناية ونجاح، متجولًا بين الابن والصديق والأخ، حتى حان وقت الانطلاق، فكان "بعد البداية" نقطة البداية. "العائلة"، "الحقيقة والسراب"، "صعيدي في الجامعة الأمريكية"، "جبل الحلال".. كلها أعمال كتبت اسم الفنان طارق لطفي بحروف بارزة بين نجوم الدراما المصرية، كما أنه عمل مع العديد من المخرجين والمؤلفين، ووقف أمام ممثلين قديرين، حتى بات تواجده في بطولة مسلسل خلال رمضان الجاري أمرًا لم يستغربه الجمهور، خاصة من محبيه الذين يرون أنه قرار تأخر كثيرًا. قرار البطولة لم يكن الأمر الوحيد المثير للخوف بالنسبة لطارق لطفي، فقصة مسلسل "بعد البداية"، تعد هي الأخرى أمرًا صعبًا، لا سيما وأنه لم يقدم مثل تلك الأجواء من قبل، حيث تدور الأحداث في إطار من الحركة والمطاردات، حول صحفي تعلن الجهات الرسمية خبر وفاته، بعد تورطه فى قضية جاسوسية، يحاول تبرئة نفسه منها والعودة لبلاط صاحبة الجلالة مرة أخرى. آداء طارق لطفي في "بعد البداية" جعل النقاد يطلقون عليه لقب "الحصان الأسود"، في سباق الأعمال الدرامية خلال رمضان الجاري، رغم أنه يقدم "الأكشن" لأول مرة في حياته الفنية، فتمكنت شخصية "عمر نصر"، الصحفي المجتهد، أن تأخذ "طارق" إلى منطقة جديدة عليه، إلا أنه أثبت كفاءته، وفقًا لأراء النقاد. أول بطولة وضعت "طارق" بين شعورين مختلفين، "السعادة" و"الخوف"، سعادة التقدير وبداية مرحلة فنية جديدة بعد التشبع وسنوات الخبرة، والخوف من المسؤلية الكبيرة التي ألقيت على عاتقه، إلا أن اختيار فريق عمل جيد من حيث التأليف والإخراج، والممثلين، لعب دورًا كبيرًا، ما جعل طارق لطفي يصف "بعد البداية" بأنه مسلسل بطولة جماعية. وصل طارق لطفي إلى البطولة أخيرًا، ليعلن انتصار الموهبة على الأعمال المصطنعة، فهور رجل لم يسعى إلى الأضواء والشهرة بقدر ما أراد النضوج والخبرة، إلى أن حان الوقت، الذي لم يراه بطل "بعد البداية" تأخر، ولكن إرادة الله جعلته يأتي في الوقت المناسب.