نعم نستحق «مجدى عبدالغنى»!!

يستحق مجدى عبدالغنى أن نكتب عنه، ليس بالطبع عن الشخص، فنحن نقدر الجميع أياً كانوا، ولكن الحالة «مجدى عبدالغنى» تستحق التأمل، فهذه الحالة قصة من دفاتر الوطن عن الخداع والكذب والإلحاح على الاثنين بلا أى خجل، مجدى عبدالغنى سدد ضربة جزاء لمصر أمام هولندا عام 90 فى الدور الأول لمنافسات كأس العالم فى إيطاليا وكفى، غير أنها تحولت وفق هوى إلى تاريخ يتم تذكره كأنه تاريخ فعلاً، ثم يصنف ليدخل دائرة الإنجازات الكروية المصرية وتتلقفه شركة اتصالات شهيرة لتضعه فى قالب آخر لا يقل خداعاً عن القالب الأصلى قالب «أحرزنا هدفاً فى كأس العالم من ضربة جزاء»، بالطبع نسيها العالم لكن المخادعين أرادوه منجزاً ورغبوا أن يصدروه إلينا كذلك! شركة الاتصالات الشهيرة خدعتنا أولاً باستخدامها هذا المثال المنحط عن الإنجاز، وثانياً خدعتنا باصطناعها مشهداً بين «شخص وهمى» ليس حارس مرمى هولندا أمام مجدى عبدالغنى فى إخراج طفولى لفكرة «الكيد والمعايرة»، يشير إلى استسهال واضح لأن تضحك على الجمهور حتى ولو كانت الأيام «رمضان»، «الفوريجية» يملأون مصر ويلجأون إلى الشرور، لأنه طرقها سهلة فى حياة تفتقد المعايير والأخلاق، ولا يتحكم فيها قانون أو منطق، فقط تكذب وتكذب وتمارس الدعاية فيظن البسطاء أنك صادق والآخرين هم الكاذبون!! حالة هدف «مجدى عبدالغنى» كمعنى فى التاريخ الكروى هى سذاجة وضعها فى عقولنا ممثلو القبح فى المجتمع ليصيغوا لنا إطاراً كبيراً داخل كهف الأوهام المصرية الذى ركز مبارك على صناعته طوال 30 عاماً وتدفعنا إليه بقوة جماعات الماضى ليدخلونا إياه ثانياً بأحاديث «الخرسانة» فى بر مصر، لنعود إلى الكرة، فى بطولات كأس أفريقيا التى حازتها مصر، لنتذكر معاً الفرق التى سجلت فينا وكذلك اللاعبين أصحاب تلك الأهداف، بالتأكيد المسألة صعبة وإن قربناها فلتكن من هم اللاعبون الذين سجلوا فى مرمانا فى الدور قبل النهائى والمباراة النهائية؟ وهنا رغم أن الإجابة أسهل قليلاً من السابق لكن تذكرها أمر أيضاً يمثل صعوبة ما، وكذلك «فان بروكلين» كيف يتذكر هدفاً فى مباراة فى الأدوار الأولى لكأس العالم مع منتخب لم يصل إلى هذه المنافسات سوى عام 1934 أى أن المباراة ليست مباراة فاصلة أو مباراة فى أحد الأدوار الإقصائية أو مباراة يحمل بعدها الفائز كأساً أو كأنه لم يخض مباراة فى حياته سوى تلك التى رأى فيها «مجدى عبدالغنى»!! «مجدى عبدالغنى الحالة» هى دليل إخفاق وليست مثال نجاح، فهذا المنتخب الذى لم يفعل شيئاً فى تلك المنافسة العالمية، علينا أن نؤكد فشله لأنه كذلك، فتلك الحقيقة لا ينبغى نكرانها ولا تجاهلها واللجوء إلى إخفائها فى ضربة جزاء لتنسينا ذلك التراجع، هى تغابٍ على التاريخ ومحاولة للى عنقه ومسخه ليناسب إخفاقاتنا، هى بمثابة تبرير آخر للتراجع الذى أصاب مصرنا طوال 60 عاماً ويحاولون التغطية عليه بسجلات كاذبة تزيل سطور الفشل وتكتب بدلاً منها سطوراً عن الاختلاق والاختراق لقيمة الصدق والحق يسمونها «إنجازات»، «مجدى عبدالغنى الحالة» تعيش بيننا ونراها يوماً بعد يوم، وتتأكد رغم أحلامنا فى التغيير، «مجدى عبدالغنى» يسرى فى أوصال المجتمع والدولة، فبينما والسنا لنلخص «مجدى عبدالغنى» فى ضربة جزاء دون تاريخ حقيقى للاعب، فإننا نفعل نفس الشىء مع ضلالات أصبحت جزءاً من إدراكنا للواقع، بزعم أن المصلحة الوطنية تقتضى ذلك مع إصرار واضح على تغييب النقد والمراجعة والإيمان بكل أفعال التسليم والقبول بأى شىء، حتى وإن كان «زوراً» أو «فنكوش»، إنه «مجدى الغنى الحالة»، نحترم أى شخص بمن فيهم اللاعب لكننا مشغولون بالحالة، لا تكتبوا «نعم نستحق حالة مجدى عبدالغنى» بل قولوا لن نكون تلك الحالة، لأنها طريق معبد للخراب يبدأ بالحياة فى معابد «التلفيق»!!