عظماء مصر.. «زخاري» العالمة الوزيرة

لقد نشأت فى أسرة متوسطة، الوالد كان مهندس رى، والوالدة حاصلة على ثانوية عامة تعليم فرنساوى، وأنا وأشقائى الأربعة تعلمنا من الوالدين الانضباط والجدية فى العمل.

وقالت لى: لو عُرضت علىّ الوزارة وبناتى صغار كنت رفضتها حتى أتفرغ لتربيتهن، زوجى أستاذ تحاليل، وبناتى بعيدات عن الطب، أما أستاذى الراحل د. عبدالباسط الأعصر فكان صاحب فضل كبير علىَّ.

تخرجت فى كلية العلوم جامعة عين شمس قسم الكيمياء الحيوية بتقدير عام امتياز، وحصلت على الماجستير والدكتوراه بطب قصر العينى، وعملت معيدة بالمعهد القومى للأورام جامعة القاهرة، ثم تدرجت فيه حتى أصبحت رئيس قسم الأورام بالمعهد، وأشرفت على أكثر من 60 رسالة دكتوراه، ونشرت حوالى 65 بحثاً علمياً فى مجلات علمية عالمية، وعملت كمُحكمة فى بعض المجلات والمشروعات العلمية، كما ساهمت فى تجديد معامل قسم بيولوجيا الأورام بقصر العينى، وأشرفت على قوافل الحب والعطاء المجانية، وشاركت فى تنظيم قوافل طبية إلى سيناء. كما ساهمت فى زيادة ميزانية البحث العلمى وبدلات للباحثين وتأسيس مراكز للتميز».

إنها الأستاذة الدكتورة نادية إسكندر زخارى شنودة، الأستاذة بالمعهد القومى للأورام جامعة القاهرة ووزيرة البحث العلمى الأسبق ومقررة لجنة البحث العلمى بالمجلس القومى للمرأة.

«د. نادية زخارى» من مواليد عام 1953 بالقاهرة، وترجع جذورها إلى أسيوط، وعملت فى جامعة نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية، وعام 2012 تولت حقيبة البحث العلمى فى حكومة د. كمال الجنزورى فى فترة كانت الأصعب فى تاريخ الوطن.

«زخارى» اهتمت بالأبحاث المتعلقة بالسرطان وعلاج الأورام، وشاركت فى نحو 100 مؤتمر على المستويين الدولى والمحلى فى مجالات علم الوراثة والتغذية والسرطان والأورام والكيمياء الحيوية، كما أن لها اهتمامات بالعمل العام والحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

هى عضو فى معظم الجمعيات العلمية واللجان العلمية والأكاديمية، كما أنها عضو فى لجنة وضع استراتيجية البحث العلمى حتى عام 2030 ومجلس أكاديمية البحث العلمى، واختارتها مجلة «فوربس» المرأة الأولى فى مصر التى لها تأثير إيجابى فى العمل الذى ترأسه، والـ16 على مستوى الوطن العربى، كما اختارها مؤشر «سكوبس» الدولى ضمن عشرة علماء مصريين لهم بحوث منشورة فى مجلات علمية متخصصة عالمية.

«زخارى» حصلت كذلك على العديد من الجوائز والأوسمة المحلية والعربية والدولية، وكانت أول امرأة تحصل على جائزة الأميرة فاطمة عام 2022 التى تمنحها جامعة القاهرة للمرأة العالمة، وذلك تقديراً لما قامت به من إنتاج علمى وخدمة المجتمع.

«زخارى» استطاعت أن توازن بين عملها ومسئوليتها الإدارية والوزارية والعلمية وحياتها الاجتماعية والعائلية لدرجة أنها تقول: «لم تنقطع علاقتى بالمطبخ إطلاقاً حتى وأنا وزيرة، وإعداد الطعام لأولادى من أسعد لحظات حياتى».

ونحن نقدمها كقدوة تُحتذى فى العلم والبحث العلمى والعمل والاجتهاد ونموذج للمرأة المصرية التى استطاعت تحقيق النجاح فى حياتها العلمية والعملية والعائلية، بارك فى عمرها وعلمها وعملها، ومتَّعها بالصحة والرضا حتى تظل تعطى لبلدها وللإنسانية.