بالصور| جاك ما.. رحلة أغنى رجل أعمال صيني من الصفر لـ"علي بابا"

بالصور| جاك ما.. رحلة أغنى رجل أعمال صيني من الصفر لـ"علي بابا"
"جاك ما"، ذاك الرجل الذي أراد أن يكون "سمسم" العصر الحديث لكل الباحثين عن كنوز "علي بابا" وبدلا من فتح باب "المغارة" فتح لهم موقعًا هو الأكبر على الإطلاق في عالم التجارة الإلكترونية.
بدأ رحلته من الصفر، ليصل إلى أغنى شخصية في الصين، والـ34 بين أغنى أغنياء العالم بثروة بلغت 22.2 مليار دولار، من الفشل والإحباط لأقصى قمم النجاح.
جاك ما، أو كما يقال له بالصينية "ما يون"، ولد في مدينة هانغتشو بمقاطعة تشجيانغ، في 15 أكتوبر عام 1964، ظهر شغفه باللغة الإنجليزية منذ أن كان 12 عامًا، خاصة بعد شراء راديو محمولاً، ما أتاح له الاستماع إلى الإذاعة الإنجليزية كل يوم.
كانت حياة "جاك ما" مليئة بالتقلبات والمشاكل، وهو ما جعله يخفق كثيراً في المراحل الدراسية، ففي عام 1982، فشل لأول مرة فشلاً ذريعاً في اجتياز امتحان القبول بالجامعات، وبسبب الإحباط عمل سكرتير، وحمال، ونظراً لرسوبه في الامتحان، كانا والداه ينظران إليه نظرة يائسة، وجعلاه يعمل على تروسيكل، كي ينقل الأوراق إلى المجلات، ووكالات الأنباء.
وعاود "جاك ما" الكرة، ورسب للمرة الثانية في امتحان القبول بالجامعات، وفي المرة الثالثة ورغم رفض عائلته، أقدم على دخول الامتحان، وحصل على 89 درجة في مادة الرياضيات، على الرغم من أن إجمالي مجموعه كان يبعده عن أسوء الجامعات بـ5 درجات، إلا أنه قُبل في كلية هانغتشو للمدرسين، والتحق بقسم اللغات الأجنبية.
وفي عام 1988 تخرج "جاك ما" في قسم اللغات الأجنبية بكلية هانغتشو للمدرسين، حاصلاً على ليسانس الآداب، ومتخصصًا في اللغة الإنجليزية، وأصبح واحدًا من المعلمين الشباب الأكفاء بمدينة هانغتشو، ليخطو في عالم الترجمة بالمدينة، وينشأ جاك ما" وكالة "هايبوا" للترجمة، وجعل المدرسين المتقاعدين يعملون بها.
وفي عام 1995، بدأ الإنترنت ينتشر في الصين، في بادئ الأمر كان يراسل أستاذه الأمريكي "بيل" الذي كان يقطن في سياتل، حيث أبلغه أنه قرر تأسيس شركة جديدة، وحاول تنفيذ بعض الاستثمارات في سياتل في مجال الترجمة، وسعى ليتوسع في لوس أنجلوس، إلا أن الأمر لم ينجح، وذات مرة ذهب "ما" إلى سياتل لزيارة معلمه "بيل" وجد ما كان يعرف باسم "الشبكة العالمية"، وبحث فيها عن كلمة "beer" بيرة ولم يجد أي نتائج مصدرها الصين، وبعدها دعاه معلمه لزيارة أول شركة "مزودة لخدمة الإنترنت" في سياتل.
وعندما عاد إلى الصين استقال من كلية الصناعة والالكترونيات بهانغتشو، وحاول أن يجمع الأموال بكل الطرق، حيث استدان من أخته وزوجها، حتى استطاع أن يجمع مبلغ 20 ألف يوان، وأسس شركة "هايبوا" لخدمات الحاسوب، والتي كانت تعد أول شركة للتجارة عبر الإنترنت في الصين، أٌسس "ما" الشركة على عاتق 3 هو وزوجته "تشانغ يينغ"، و"خه يي بينغ"، وأشهر شركة رسمياً على الانترنت باسم "تشاينا بيجز"، ذاع صيت هذه الشركة خاصة.
تعاون "جاك ما" مع الحكومة في أعمال كثيرة، إلى جاءته فكرة تأسيس مجموعته الأشهر "على بابا"، في عام 1999، وأسس المجموعة برأس مال بلغ 500 ألف ريمنبي، وأطلق الموقع.
"علي بابا"، يرجع سر تسميته المجموعة بها الاسم إلى أنه عندما كان في أحد مقاهي سان فرانسيسكو، سأل إحدى النادلات، "ماذا يخطر في ببالك عند سماعك اسم علي بابا؟"، فأجابته "افتح يا سمسم"، هنا صرخ جاك: "هذا هو الاسم الذي ابحث عنه".
وحققت المجموعة العام الماضي أكثر من 25 مليار دولار خلال طرح أسهمها للاكتتاب العام في بورصة "وول ستريت"، واعتبرت أكبر عملية طرح أولى للأسهم على الإطلاق، وشهد سهم الشركة الصينية الذي طُرح عند 68 دولار إقبالاً هائلاً ليتجاوز حاجز الـ 99 دولار أمريكي، ويجعل قيمة الشركة تصل إلى 230 مليار دولار وتصبح واحدة من كبرى الشركات المدرجة في بورصة نيويورك متفوقة على شركات بحجم إنتل، فيس بوك، آي بي أم، سامسونج، أمازون، وكوكا كولا.
استقال "ما" عن منصبه كمدير تنفيذي لمجموعة علي بابا في بداية عام 2013، للتركيز بشكل أكبر على قضايا البيئة والتعليم في الصين، فرغم أنه مازال أحد أكبر مساهميها قرر الاهتمام بشكل خاص في مكافحة التلوّث المنتشر بشكل كبير في الصين.