هل يتلقى حزب الله الضربات فحسب؟

رفعت رشاد

رفعت رشاد

كاتب صحفي

أشعلت ضربات إسرائيل المتتالية لكيانات وقوات حزب الله فتيل الحرب المنتظرة منذ شهور.

قتلت إسرائيل عددا من قادة قوة النخبة بالحزب بعد أيام من تفجير آلاف أجهزة الاتصال – بيجر – التي يحملها عناصر الحزب في تصعيد لم يتوقعه الحزب ولفت انتباه العالم إلى نوعية غير تقليدية من السلاح يمكنها أن تغير موازين القوى . تمكنت إسرائيل بضرباتها من إثبات قدرات غير محدودة لاختراق حزب الله وضربه في مقتل، على عكس ما كان الحزب يرى أنه "قوة متحكمة ومنضبطة" ولديه الإمكانات البشرية والتقنية لمكافحة وكشف التجسس .

توالت ضربات إسرائيل متتالية داخل العمق اللبناني مما طرح تساؤلا : هل يتلقى حزب الله الضربات فحسب؟ أين ردع الحزب وهو الذي قاوم إسرائيل وأجبرها من قبل على الانسحاب من لبنان؟

بعض الخبراء يرى أن الحزب يتعمد عدم إظهار رده السريع وقوته حتى يستدرج إسرائيل إلى حرب برية في الجنوب تمارس قوات الحزب بعدها مهاراتها في فنون حرب العصابات، حيث يعتبر الجنوب اللبناني المسرح الأكثر ملاءمة والأكبر تسليحا والأفضل من حيث المناسبة لحرب العصابات ربما أكثر من أي مكان آخر في العالم، حيث تطل قوات الحزب على المرتفعات وترى كل مناطق شمال إسرائيل برؤية واضحة في أعلى المنحدرات بطريقة تتيح لمقاتلي الحزب أن يطلقوا النار على أجنحة ومقدمة القوات الإسرائيلية في حال تقدمها .

يمتلك حزب الله جيشا حقيقيا مكونا من آلاف المقاتلين المحترفين وهو يملك تنظيما عسكريا مكتملا بخلاف حركة حماس، وهو يملك 150 ألف صاروخ وقذيفة من كل الأنواع كما أن قواته تدربت بمرونة وحرية في أرض يسيطر عليها وبالتالي يحفظها كل مقاتل في الحزب . ويتقن مقاتلو الحزب استراتيجيات وتكتيكات قتالية غير معتادة ولم تؤثر على جيشه الأعداد التي استشهدت في تفجيرات البيجر أو في الغارات التي شنتها إسرائيل بعدها . وتدرك إسرائيل أن الضربات الجوية لا تكفي وحدها لتدمير بنية الحزب التحتية، خاصة أن للحزب تحت الأرض لوجستيات وأنفاقا ليس من السهل على إسرائيل اختراقها أو تدميرها، حيث تبلغ أطوال شبكة أنفاق الحزب مئات الأميال وهذه الأنفاق جهزت للاستخدام العسكري وبعضها يسمح بمرور شاحنات كبيرة تتنقل بين الأنفاق المختلفة .

تتألف قوات الحزب في الأساس من مقاتلين يجيدون التخفي والتنقل بسهولة، لذلك فإن إسرائيل حذرة من دخول معركة برية في بداية الحرب وتنتظر تدمير قدرات الحزب بالضربات الجوية، لكن الحزب يمتلك صواريخ يمكنها أن تصل إلى عمق إسرائيل ولديه أسلحة مضادة للدبابات قادرة على اختراق الدروع السميكة. في ذات الوقت يمارس نتنياهو رئيس حكومة الاحتلال وهرتسي هاليفي رئيس أركان الجيش حربا نفسية ضد الشعب اللبناني، لكن الحزب يواصل ضرب المجمعات الصناعية العسكرية الإسرائيلية .

حزب الله لا يتلقى الضربات فحسب، ومن المتوقع أن تتأذى إسرائيل من حربها في لبنان بصورة لا تتوقعها.