الجمعية العامة.. ضجيج بلا طحين!
فى ظروف استثنائية وعلى وقع نذر حرب إقليمية شاملة فى منطقة الشرق الأوسط، انطلقت صباح أمس فعاليات الدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة والتى يشارك فيها قادة وممثلو الدول الأعضاء وعددها 193 دولة.. حالة من الزخم السياسى تشهدها أروقة ذلك المبنى العملاق الذى يناطح السماء على الشاطئ الشرقى لجزيرة مانهاتن، والذى تبلغ مساحته 18 فداناً على الشاطئ الشرقى لجزيرة مانهاتن، على ضفاف نهر إيست.. مدينة نيويورك ذات الطبيعة الخاصة والتى تعد مقصداً لرجال المال والأعمال والسياسة من كل دول العالم شهدت توافد قادة الدول والحكومات ليبدأ سباق الجلسات «والمكلمات» والمناقشات والمباحثات السنوية فى تكرار ممل لما يحدث كل عام حيث يشهد العالم كله «ضجيجاً بلا طحين».
الجديد أن الدورة الحالية للجمعية العامة للأمم المتحدة التى يشارك فيها الرئيس الأمريكى جو بايدن للمرة الأخيرة قبل أن يغادر البيت الأبيض تشهد أيضاً مشاركة فلسطين بمقعد رسمى بين الدول الأعضاء للمرة الأولى خلال الجلسة الافتتاحية، وذلك تنفيذاً للقرار الذى تبنته الجمعية العامة للأمم المتحدة فى 10 مايو الماضى، والذى أكدت فيه أن فلسطين مؤهلة لعضوية الأمم المتحدة.
اختارت الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا العام شعار «عدم ترك أحد خلف الركب» من أجل العمل معاً للنهوض بالسلام والتنمية المستدامة والكرامة الإنسانية للأجيال الحالية والمقبلة ومن المقرر أن يلقى الرئيس محمود عباس أبومارن غداً الخميس كلمة فلسطين أمام الجمعية العامة، كما سيتم أيضاً مناقشة التصعيد غير المسبوق على الجبهة اللبنانية بين إسرائيل وحزب الله.
أتمنى أن تخيّب الجمعية العامة الظن وأن تتخذ قرارات تحقق السلم والأمن الدوليين وأن تجيب عن الأسئلة التى تطرح نفسها داخل أروقة مبنى الأمم المتحدة وهى: من يطفئ نار الحرب التى تزداد اشتعالاً يوماً بعد يوم وتهدد بحرب إقليمية وربما عالمية؟
متى يتم تنفيذ قرارات الجمعية العامة التى اتخذتها لصالح فلسطين منذ شهور؟ وإلى متى يظل مجلس الأمن يسير عكس الاتجاه ويشهر الفيتو اللعين ضد أى قرارات لوقف المجازر التى يتعرض لها الفلسطينيون فى قطاع غزة رغم استغاثات الأمين العام جوتيريش والمنظمات المنبثقة عن الأمم المتحدة؟
ألم تحذر مصر مما آلت إليه الأمور حالياً؟ ألم يحذر الرئيس عبدالفتاح السيسى مراراً وتكراراً خلال لقاءاته واتصالاته بمعظم زعماء العالم من خطورة توسيع نطاق الحرب، على نحو يهدد السلم والأمن الإقليميين والدوليين؟
هل يتكاتف المجتمع الدولى لإيقاف الحرب والوقوف أمام الغطرسة الإسرائيلية وإتاحة الفرصة للحلول السياسية والدبلوماسية؟
هل تكون الأمم المتحدة رمزاً للسلام ومنارة للأمل؟
أتمنى